بدأت اليوم بصنعاء أعمال الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر ورئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية. وسيقف المشاركون أمام التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار التي أنجز منها سبعة تقارير تضمنت النتائج التي توصلت اليها ومشاريع القرارات والتوصيات التي استخلصتها وتوافقت عليها في ضوء مداولاتها لمحاور المؤتمر ،وكذا نتائج نزولها الميداني الى الجهات المستهدفة في امانة العاصمة وعموم المحافظات, فيما تبقى تقريري القضية الجنوبية وصعدة. وتشمل محاور المؤتمر الذي بدأت أعماله في 18 مارس الماضي تسع قضايا تتمثل بالقضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة، والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات إلى جانب قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة. ويضم قوام المؤتمر ، 565 عضوا وعضوة يمثلون ثمانية مكونات سياسية تشمل الأحزاب السياسية والشباب والنساء المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي وأنصار الله . وقال الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمة الافتتاح ان حل القضية الجنوبية سيكون ضمن دولة اتحادية يمنية موحدة . مؤكدا ان القضية الجنوبية بحاجة لعقد اجتماعي جديد يعالج اختلالات الماضي احقاقا للحق ودفعا للظلم . واوضح ان حلول القضية الجنوبية سيكون عن طريق حل مظالم الماضي واعادة صياغة عقد الوحدة في اطار دولة اتحادية يمنية موحدة .. لافتا الى ان ما تبقى من نقاط حول حلول القضية الجنوبية لن يكون صعبا . معتبرا تجربة اليمنين في الحوار وفي انتقال السلطة تجربة متفردة نبذت العنف الذي سقطت فيه العديد من الدول. وقال : أيام قليلة تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة، وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا ولروح التوافق والشراكة". ودعا الرئيس هادي الجميع الى الترفع فوق المصالح الشخصية الحزبية الضيقة وتغليب مصلحة الوطن, وقال الخلافات غالباً لا تستعر إلا عندما تستحوذ على عقولنا أساليب وطرق للكسب الحزبي والشخصي المتعارض مع المصالح الوطنية العليا. وخاطب المشاركين في الحوار قائلا: إنني على ثقة بأنكم تدركون كل ذلك خاصة وأنكم قد أنجزتم الجزء الأكبر من مهامكم في القضايا التي سلمت فرق العمل تقاريرها وتم التوافق عليها". وأضاف :" وأنا على يقين بان ما تبقى سيتم التعامل معه بنفس الروح الوطنية المسؤولة التي عهدناها منكم ويخطئ من يظن أن بإمكانه حرف مسار الحوار الوطني لخدمة أفراد أو جماعات أو حتى أحزاب على حساب مطالب الشعب الذي يرقب مخرجات مؤتمر الحوار بعين حصيفة ولم تعد تنطلي عليه الأعيب السياسة ومكائدها. وحول المدة المزمنة للحوار قال هادي :" قد يقول البعض ان مؤتمر الحوار خرج قليلا عن خطته المزمنة الأمر الذي يعتبره أولئك البعض دليلاً على صعوبات تواجهه أو فشل يتهدده ولهؤلاء نقول إن الصعوبات كانت قائمة وستستمر لكن الفشل ليس خيارنا لأن الشعب اليمني اختار النجاح عندما اختار الحوار. والعودة إلى الوراء "ستكون بمثابة كارثة لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة" لان ذلك سيعد تفريطاً بحقها في العيش في دولة العدالة والمساواة وفي وطن امن ومستقر وموحد .