قال الرئيس عبدربه منصور هادي,إن أياماً قليلة فقط تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة. وأكد الرئيس أن توافقاً وطنياً واسعاً قد تحقق حول كثير من ملامح حل القضية الجنوبية وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا ولروح التوافق والشراكة. وأشار الرئيس في افتتاح أعمال الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار إلى أن "الملامح الأولى للحل قد حققت للقضية الجنوبية ما لم يحققه في اتفاق الوحدة عام 1990 ولا وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994 وذلك عن قناعة راسخة لدى كل المكونات دفعاً لظلم وقع وإحقاق لحق ضاع، وتجسيداً لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين وهو صياغة عقد اجتماعي جديد يعالج اختلالات الوحدة ويصوب مسارها بعدما حرفها البعض ممن لم يقرءوا لحظة الوحدة القراءة التاريخية الصحيحة". وقال:" لابد من التأكيد على أن الفرصة تاريخية ويجدر استغلالها من قبل كل من يؤمنون صدقاً بعدالة القضية الجنوبية أما المزايدون والمتاجرون بها فسيجدون أنفسهم خارج التاريخ وعرضة لحساب الشعب اليمني بسبب خروجهم عن لحظة الاجماع الوطني، لقد اعتبرنا أن القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل المشاكل التي يعاني منها اليمن وتم اعتمادها على رأس جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل مما مهد الطريق لتبني قضايا يمنية كبرى كقضية صعدة التي حصل عليها توافق يحمل دلالات واضحة على الروح اليمنية الجديدة التي تملك الشجاعة بالاعتراف المتبادل بأخطاء الماضي والعمل بروح وطنية على معالجة الاختلالات". وأرف :" لم تغب قضايا التنمية في عدد من مناطق اليمن وقضايا الحقوق والحريات والحكم الرشيد عن مؤتمر الحوار بل من بين عناوينه الرئيسة ومن سمات نجاحها الباهر ولا يخفى عليكم أن تلك القضايا (الحقوق والحريات والتنمية والحكم الرشيد) كانت أصل الداء اليمني بعلاجها اليوم نتطلع إلى يمن معافى". وأشار إلى أن المجتمع الدولي ساند التسوية السياسية ونظر بعين الاعجاب للتجربة اليمنية الفريدة وقد اكدنا مرارا ان الحلول والرؤى لأي قضية من القضايا يجب أن لا تتجاوز المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي أكدت وشددت في مجموعها على امن اليمن واستقراره ووحدته. واختتم كلمته :" غني عن القول أن العلاقات بين الدول غالبا ما تكون مبنية على المصالح وليس على المبادئ أو الاخلاق وقد شعر المجتمع الدولي بالقلق العميق لما يجري في اليمن لأن مصالحه تقتضي أن يكون هذا الجزء من العالم ذو الموقع الاستراتيجي آمناً ومستقراً وقد شددت قرارات مجلس الأمن على مبدأ الوحدة اليمنية إدراكاً من المجتمع الدولي أن اليمن لا يمكن أن يكون مستقراً إلا في ظل الوحدة العادلة التي تكفل المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وتقوم ببناء أسس الدولة المدنية الحديثة" .. متمنياً للجميع التوفيق لما فيه خير الشعب اليمني وخير الوطن. وقال:" إن الوفاء لتلك التضحيات الغالية لا يكون إلا بالوفاء للأهداف الوطنية العظيمة التي جادوا بأرواحهم من أجل تحقيقها حتى لا تضيع تلك التضحيات سدى، وأن نستلهم دائماً روح التضحية ونكران الذات حتى تحلوا بها وأن نترفع فوق المصالح الشخصية الحزبية الضيقة ونغلب مصلحة المجموع، فوق الخلافات، فالخلافات غالباً لا تستعر إلا عندما تستحوذ على عقولنا أساليب وطرق للكسب الحزبي والشخصي المتعارض مع المصالح الوطنية العليا، إنني على ثقة بأنكم تدركون كل ذلك خاصة وأنكم قد أنجزتم الجزء الأكبر من مهامكم في القضايا التي سلمت فرق العمل تقاريرها وتم التوافق عليها". وأضاف :" وأنا على يقين بان ما تبقى سيتم التعامل معه بنفس الروح الوطنية المسؤولة التي عهدناها منكم خاصة اذا وضعتم الاعتبارات التي أشرنا إليها آنفاً نصب أعينكم وغلبتم المصالح الوطنية العليا على ما عداها فمؤتمرنا هذا إنما وجد لوضع حلول لكل مشاكل اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ويخطئ من يظن أن بإمكانه حرف مسار الحوار الوطني لخدمة أفراد أو جماعات أو حتى أحزاب على حساب مطالب الشعب بأكمله فشعبنا اليمني الحر قد شب عن الطوق وهو يرقب مخرجات مؤتمركم هذا بعين حصيفة ولم تعد تنطلي عليه الأعيب السياسة ومكائدها، وعلينا جميعاً أن نكون على مستوى التحديات الكبيرة سياسياً واقتصادياً وأمنياً فالتحديات الكبيرة هي بحاجة إلى رجال ونساء كبار يكونون دائماً جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة ويصيغون المشروع الوطني الجامع الذي يلبي مطالب وتطلعات الشعب بأكمله". وقال:" قد يقول البعض ان مؤتمر الحوار خرج قليلا عن خطته المزمنة الأمر الذي يعتبره أولئك البعض دليلاً على صعوبات تواجهه أو فشل يتهدده ولهؤلاء نقول إن الصعوبات كانت قائمة وستستمر لكن الفشل ليس خيارنا لأن الشعب اليمني اختار النجاح عندما اختار الحوار وكما حققتم نجاحات كبيرة لوضع الحلول والرؤى لأغلب القضايا والمشكلات الشائكة فإننا نحثكم على مواصلة هذه النجاحات التي حققتم حتى الان بالعمل على خلق الارضية الصالحة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني حتى تتسارع عملية التحول الشامل وننتقل بالوطن إلى مرحلة البناء والاستقرار والتنمية وأي تفريط بهذه الفرصة لن يكون مقبول لأن عودتنا إلى الوراء ستكون بمثابة كارثة لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة لان ذلك سيعد تفريطاً بحقها في العيش في دولة العدالة والمساواة وفي وطن امن ومستقر وموحد ولذلك نريد منكم أن تكونوا سفراء لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني تشرحونها للناس وتدافعون عنها باعتبارها نتاج إجماع وطني غير مسبوق".