استعرض خطيب جامع السديس بحي الرحاب في جدة الشيخ إبراهيم الحارثي في خطبة الجمعة يوم أمس، والتي استغرقت 34 دقيقة قصة كعب بن مالك ومرارة بن ربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي الذين لم يشهدوا معركة تبوك حيث قال عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك والمسلمون معه ولم يجد فيهم كعبا، قال: «ما فعل كعب بن مالك؟» فقال رجل من بني سلمة - والنظر في عطفيه: «يا رسول الله حبسه برداه» أي أن سعة ماله منعته من مشاركة المسلمين في الجهاد فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه من فوره: «بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا فيه إلا خيرا».فلما رجعوا من المعركة، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقون واحدا واحدا يعتذرون إليه ويحلفون له، فقبل صلى الله عليه وسلم علانيتهم ووكل سرائرهم إلى الله العليم بذات الصدور حتى جاء كعب بن مالك، ويقول كعب بن مالك: «جئت إلى رسول الله صَل الله عليه السلام فلما سلمت، تبسم تبسم المبغض ثم قال: تعال، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك! قال: قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر؛ لقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخط علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه أني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر من حين تخلفت عنك، فقال صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك فقمت، وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا: والله، ما علمناك أذنبت ذنبًا قبل، لقد عجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما اعتذر منه المخلفون، قال: فو الله! فما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله، فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقى معي هذا أحد؟ قالوا: نعم، لقيه معك رجلان، قالا مثل ما قلت، قال: قلت: من هما؟ قال: مرارة بن ربيعة العامري، وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين، قد شهدا بدرًا، فيهما أسوة»، ثم نهى المسلمين عن الكلام معهم فبلغ الحال بهم مبلغهم وضاقت بهم الأرض بما رحبت حتى يقول كعب بن مالك: «وتغيروا (أي الناس) لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي الأرض التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة»، حتى جاء الفرج وقبل الله تعالى توبة هؤلاء الثلاثة المؤمنين المخلصين. وبعد الانتهاء من الصلاة شهد المصلون إسلام 23 شخصا قام الحارثي والدعاة عبدالله الغامدي ومعتوق النمري وأحمد الزيلعي وأحمد العتيبي وطارق نعيم وناصر وتوبة بتلقينهم الشهادتين.