نجح الشعب الجنوبي الأبي وأخفقت القيادات .. هذا باختصار ما يمكن قوله عن الحشود المليونية الأخيرة لجماهير شعبنا الجنوبي التي ظهرت في الساحة بصورة مذهلة وناجحة وموحدة وهي توصل رسائلها للعالم أجمع ..وللأسف أخفقت المنصة , ومن ورائها القيادات والزعامات المتعددة, في التناغم مع زخم الحشود ووحدتها ..إذ كانت المنصة في وادٍ والحشود المليونية في واد آخر.. وانشغلت بما يدور من صراع خلف المنصة ..وحدث ما حذرنا منه في مقالة كتبتها عشية الحشود المليونية بالذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر تحت عنوان (وطننا الجنوب..فوق الكيانات والزعامات)..أورد أبرز ما قلته فيها ..لعل في الإعادة ..إفادة.. كما يقال. قلت فيها : إننا نشارك في هذه المليونية من أجل وطن نفتقده واستقلال ننشده وحرية لن نفرّط بها..لا من أجل زعامة محددة أو قيادة معينة...ولكن على هذه القيادات والزعامات والكيانات أن تتصالح وتتسامح مع بعضها وترتقي إلى المستوى الذي بلغه شعبنا من تصالحه وتسامحه وأن تسعى مجتمعة لتقريب الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي ينشده شعبنا وقدم من أجله قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين, وهو هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.. وقلت لتك القيادات التي نجلها جميعها, أن ثمة فجوة بين أقوالها وأفعالها, تؤثر سلباً على مجريات نضال شعبنا, وعليها أن تدرك أن هناك شعور عام بعدم الرضا عن تلك السلوكيات والأخلاقيات السلبية المدمرة لروح ثورة شعبنا السلمية, وعليها أن تهتبل فرصة الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر, والحشود المليونية المتوقعة عشية هذه الذكرى, لتتقارب مع بعضها وتتفق على القواسم النضالية المشتركة, وأن تسارع للتخلص من خلافاتها الثانوية التي تعيق وتكبح من زخم واندفاع ثورتنا السلمية . ولتتنافس من أجل بلوغ هدف شعبنا العظيم, لا اللهث وراء التفرد بالزعامة أو القيادة..حتى لا تقدم خدمة مجانية لقوى الاحتلال والنفوذ القبلي المتخلف التي تتربص بنا جميعا.. وعلى كل قوى ومكونات وزعامات وقيادات الثورة السلمية الفاعلة في الساحة الجنوبية , في الداخل والخارج, أن تنتقل بتصوراتها وأفعالها من مستوى العمل السياسي الحالي الأقرب للسذاجة والتشرذم, إلى مستوى جديد من العمل الواعي المنظم والمدروس الذي يقود إلى خطوات عملية ملموسة للسيطرة في أرض الواقع تقربنا إلى الهدف المنشود, إلى وطن للجميع, حر ومستقل, فالوطن وحريته واستقلاله فوق الأفراد والزعامات والكيانات. وختاما ..الفرصة لا تزال ممكنة للاتعاظ ..وتدارك ما حدث .