الاثنين 14 أكتوبر 2013 01:16 صباحاً "يصعب التحكم بردود أفعال الجماهير الغاضبة إذا ما تم استفزازها " لوبون النضال السلمي ينبغي ان يغرس قيم وأنماط أفعال وتفاعلات وعلاقات وأساليب وأدوات اجتماعية وثقافية وأخلاقية وسياسية جديدة مختلفة كليا عن العلاقات العنفية التقليدية ، دون ان يعني ذلك عدم وجود أفعال وأحداث عنيفة كما حدث أمس في المليونية ، بل علينا النظر إليها بعدها أخطاء فضيعة وأفعال مرفوضة ومدانة ومستهجنة من الجميع ولا يجوز لأحد تبريرها أو الدفاع عنها ، ومن الواجب على كل من أخطا ن يعترف بخطاه بسلامة نية ,وبشجاعة وأمانة ونزاهة وشرف بلا لف ودوران اوتبرير ومعاذير ,ومن المهم ان تكون لدينا مبادئ عامة للسلوك ملزمة للجميع بلا استثناء ومن ذلك لابد من الاتفاق على الآتي : أولا :إطلاق الرصاص الحي في حشد مليوني خطأ كبير ولا يجوز إطلاقا ولا يحتمل التبرير والمعاذير هذه قاعدة عامة ومبدأ شامل للجميع أفراد وجماعات ومنظمات ومكونات ذكور وإناث ممن يشتركون في انتهاج طريق النضال السلمي . ثانيا :ان استخدام الأيدي في المجادلات والمداولات والتوافقات _بشأن القضايا العامة التي تهم جميع الأطراف مثل اللجان التحضيرية للمهرجانات والمليونيات والإجراءات التنظيمية والمنصات والخطابات والصور والأعلام والشعارات والرموز وغير ذلك من التفاصيل _ أقول ان استخدام الأيدي الاشتباك الجسدي بين الأفراد أو الجماعات والدخول في عملية تعارك ومضربات بينية في مهرجانات وفعاليات سلمية شعبية عامة في الساحات اوفوق أو بجانب المنصات المكشوفة للجمهور أو في القاعات المغلقة هو خطاء فادح لا يجب ان نتساهل معه أو مع من يفعله إي كان وفي كل حال من الأحوال , كمبدأ عام . ثالثا : ان الهجوم الجماعي العنيف على من ارتكب أو يشك في ارتكابه هذه الأفعال الخاطئة غير الجائزة إطلاقا - اقصد إطلاق النار في وسط حشد عام أو المضاربة بالأيدي فوق المنصة - الهجوم الجماعي أو التحريض عليه ضد فرد أو جماعة من الأفراد وضربهم حتى الموت كما حدث أمس مع الشهيد الضحية محمد الصلح ، هو خطيئة كبرى وأمر يستحيل تبريره أمام الله والناس والضمير ، عمل مثل هذا ينبغي ان يدان بشدة بل على التوعية المستمرة والتذكير الدائم بتحريم الله سبحانه وتعالى له وعواقب ارتكابه التي لا تغتفر , ومخاطره وأضراره على حياة الجميع , إذ من المهم ان يعلن كل الناس بلا استثناء رفضهم وإدانتهم المطلقة له بعده فعل يستحيل تبريره وأول من يقوم بذلك الموقف أولئك الذين شاء لهم القدر ان يشتركوا فيه بدون إراداتهم والله وحده وضمائرهم من يعلم ولا أشك مطلقا بان ضمائرهم قد أخذت تؤنبهم منذ ان هدأت مشاعرهم الغاضبة وأدركوا خطاء فعلهم الفادح , وانا هنا لا ابحث عن من يتحمل مسؤولية كل تلك الأخطاء والخطايا التي أثارت حالة عارمة من الاستياء والمخاوف وأحدثت موجة عاتية من ردود الأفعال المضطربة والمواقف المرتبكة والمشوشة عند الأصدقاء والأنصار فضلا عن منحها الأعداء والخصوم فرصة ثمينة للشماتة والتشفي والهزوء والسخرية السوداء للأسف الشديد , أعيد التأكيد هنا بأنني لا ابحث عن الأسباب والمتسببين ولا أخوض في من يتحمل المسؤولية بل أشير إلى احتمالات الطرق الممكنة للتعاطي مع الحدث المؤسف بعد ان( سبق السيف العذل ) كما يقول المثل العربي وليس ثمة طريقة ممكنة لمنع حدث بعد ان وقع !!! بل ان كل ما نقدر عليه بل ويجب علينا فعله الآن وهنا هو البحث في أفضل وأنجع السبل الممكنة الضامنة لعدم تكراره أو استسهاله في قادم الأيام والأحوال والظروف المشابهة , ومن أخطاء واعترف بذنبه فلا ذنب عليه , والله من وراء القصد.. * عدن الغد