د. سلطان عبد العزيز العنقري اليوم الثلاثاء، العاشر من ذي الحجة، هو أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، في مقالات وأعوام سابقة تحدثت عن: كيف أن وزارة الداخلية مع الجهات الحكومية الأخرى المعنية نجحت في إدارة حشود بشرية على مدى عقود طويلة من الزمن بلغ تعدادها ما يقارب الثلاثة ملايين حاج، في رقعة جغرافية صغيرة، وفي وقت محدد، وفي مكان محدد. إنها بالفعل معجزة، بل فن أبدعه رجال الأمن البواسل في جميع قطاعاتهم الأمنية التي تعمل بتنسيق متكامل بل بانسجام مع بعضها البعض ومع زميلاتها بقية الجهات الحكومية الأخرى، التي تشارك بإمكاناتها البشرية والمادية، والتي تلعب دورًا رئيسًا في هذا التنسيق وهذا الانسجام، ولكن حديثنا عندما يكون عن وزارة الداخلية المناط بها مسؤولية الأمن والحكم المحلي، فإننا نتحدث عن أعباء كبيرة جدًا ملقاة على هذه الوزارة، نحن هنا لا نتحدث فقط عن النجاح التي حققته وتحققه الوزارة من أجل أمن المواطن والمقيم وضبط الشارع في بلد مترامي الأطراف، بل نتحدث عن أمن حجاج بيت الله الحرام الذين جاءوا من معظم دول العالم ليشهدوا منافع لهم في بقعة محدودة، نتحدث عن جهود كبيرة تُبذل للإدارة العامة للجوازات المناطة بها تنظيم دخول الحجيج وتسهيل إجراءات دخولهم عبر منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية، وإصدار التراخيص لتنظيم حجاج الداخل بما فيهم المواطنين من أجل إفساح المجال للضيوف القادمين من الخارج لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. نتحدث عن أمن للحجاج والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم ومجهود جبّار يقوم به الأمن العام. نتحدث عن إدارة للمرور لآلاف المركبات تتحرك في وقت واحد، حيث تعتبر جميع أيام الحج ذروة، سواء في الصباح أو المساء. نتحدث عن دفاع مدني مناط به مهام متعددة للحماية المدنية ونشر إرشادات السلامة وبث التوعية للحجيج والمحافظة على سلامتهم وأرواحهم. نتحدث عن حرس الحدود لمراقبة حدود المملكة ومنع أية عمليات تسلل أو تهريب للممنوعات أو البشر. نتحدث عن لجنة عليا للحج يرأسها سمو وزير الداخلية تقوم بالتخطيط والمتابعة والإشراف على جميع قطاعات الدولة وليست الأمنية فحسب. فلجنة الحج العليا هي عبارة عن لجنة أعمالها مستمرة طوال العام وليس كما يعتقد البعض من بداية موسم الحج بل تبدأ أعمالها مباشرة بعد انتهاء كل موسم حج لمعرفة مكامن الخلل والأخطاء وتلافيها في مواسم الحج القادمة، بعبارة أخرى أكثر دقة، لجنة الحج العليا مستنفرة طوال العام تبحث وتدرس وتستقصي وتستخلص النتائج وتضع آلية لها من أجل التنفيذ المباشر من قبل الأجهزة الأمنية المعنية بالسهر على أمن الحجاج وحمايتهم وتقديم كامل الرعاية لهم وغيرها من قطاعات الدولة الأخرى المشاركة في خدمة الحجاج. فأمن الحجيج وراحتهم هي هاجس المملكة تُوفّره وزارة الداخلية، فيأتي الأمن دائما في المقدمة. فبدون الأمن لا يمكن أن تعيش الشعوب وتتطور وتنمو وتزدهر اقتصاديا واجتماعيا وتعليميًا وصناعيًا وثقافيًا وصحيًا إلى غيرها من المجالات الحيوية للإنسان. الأمن هو صمام الأمان لكل شيء، لا يمكن أن تلحق الأمم بركب التطور والتقدم في ظل انعدام الأمن. الأمير محمد بن نايف تتلمذ على يد والده رجل الأمن الأول الأمير نايف -رحمه الله- فاكتسب منه الخبرة والدراية والمعرفة لسنوات طويلة أكسبته مهارات قيادية إلى جانب قوة شخصيته وحزمه في المواقف التي يتطلب منه أن يكون حازمًا، استطاع بحنكته أن يُطوِّر ويُحدِّث الأجهزة الأمنية ويُدرِّب رجالها عندما كان مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، تعاملتُ معه عن قرب، فهو رجل عملي، تشرّفت بالعمل تحت إدارته عندما كنتُ مديرًا عامًا لمركز أبحاث مكافحة الجريمة، رَجُل يُحب الإنتاجية العالية، بل يحترم ويُقدِّر ويشكر الشخص المنتج. مُتحدِّث لبق، وفي الوقت ذاته مستمع جيّد، استطاع في فترة وجيزة أن يُدخل التقنية الحديثة من أجل خدمة المواطن والمقيم وفق آخر ما أنتجته تلك التقنية، مناطة به مسؤولية رئاسة لجنة الحج العليا وإدارة العملية الأمنية برمتها على أكمل وجه في مواسم الحج والعمرة والزيارة، فوزارة الداخلية تُسخِّر كل إمكاناتها من أجل جعل مواسم الحج والعمرة أكثر أمنًا وطمأنينة ويسرًا وسهولة. محمد بن نايف رجل دولة.. نتمنى له التوفيق في إدارة قطاع أمنه. ونختم حديثنا بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن ينجح حج هذا العام والأعوام القادمة، وأن يمن على حجاج بيته بالأمن والطمأنينة وبالمغفرة والرضوان، وأن يعيد الحجاج إلى أوطانهم وأهلهم سالمين غانمين. حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا.. وكل عام والأمتين العربية والإسلامية بأمن ورخاء وازدهار واستقرار.. إنه سميع مجيب الدعوات. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain