يرتبط موسم الحج غالبا بارتفاع معظم السلع الأساسية التي ترتفع في أغلب الأحوال مع بداية الموسم، وذلك بسبب إقبال الحجيج من كل فج عميق للمملكة، وزيادة الطلب على السلع الغذائية بشكل عام مع زيادة أسعار المواد الاستهلاكية منها، وكذلك تذبذب الأسعار عالمياً في ما يخص المواد الغذائية والاستهلاكية، كما أن هناك عوامل أخرى داخلية تقف وراء الزيادة منها تراكم البضائع في ميناء جدة الإسلامي لفترات طويلة بسبب طول إجراء الفسوحات اللازمة لها، وهذا يكلف التجار مبالغ مالية مماثلة في تكاليف إيجار الأرصفة داخل الميناء التي توضع عليها البضائع. كما أن تكاليف النقل ارتفعت خصوصاً الشحن البري بسبب الاضطرابات السياسية في المنطقة والدول المجاورة للمملكة، وهناك ارتفاع في أسعار الشحن بشكل كبير، إذ زاد السعر من 800 إلى 2000 ريال للشاحنة الواحدة، إضافة إلى ارتفاع وثائق التأمين للشحنات التي تنقل البضائع إلى المملكة وهذا الارتفاع في المصاريف يقابله زيادة في أسعار المواد المستوردة ومنها المواد الغذائية بطبيعة الحال. لكن هذا العام الاستثنائي يختلف الوضع عن الأعوام السابقة بسبب انخفاض أعداد الحجاج حيث سيقابله تراجع في القوة الشرائية خلال الموسم بالنسبة ذاتها، إذ من المتوقع أن تتراجع القوة الشرائية للمواد الاستهلاكية والغذائية، خصوصاً خلال هذا الموسم الاستثنائي بنسبة 30 % عما كانت عليه في المواسم السابقة، وبالتالي فإن المعروض سيكون أكثر من الطلب، ومن المتوقع أن يكون هناك فائض في كثير من المواد الغذائية التي تم استيرادها لموسم الحج هذا العام. وعلى أرض الواقع ارتفعت أسعار السلع الأساسية في المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة قبيل بدء شعائر الحج بنسب متفاوتة عن الأسعار التي كانت عليها في العام الماضي، باستثناء الدجاج المجمد المستورد الذي سجل انخفاضاً واضحاً وصلت نسبته إلى 10 %، مقابل ارتفاع الدجاج الوطني المبرد بنسبة 1.5 %. وطبقا لتقرير أصدره مركز المعلومات والدراسات الاقتصادية التابع لغرفة تجارة وصناعة المدينةالمنورة فإن الأرز مازال محتفظاً بالزيادة الكبيرة الطارئة على أسعاره من بين باقي السلع التي ارتفعت أسعارها قياساً بما كان في العام الماضي، مسجلا نسبة عالية بلغت 20 %، تلاه الحليب المجفف ب 4.3 % ثم الدجاج الوطني المبرد، فالسكر بنسبة 1.11 %، وزيوت الطهي بنسبة 0.4 %. وسجل الحليب السائل المركز ارتفاعاً ملموساً بنسبة 2.7 % قياسا بالسعر المسجل في بداية الربع الرابع من العام الهجري الجاري، بينما واصل الدقيق مرحلة الاستقرار في أسعاره المسجلة طوال ال 24 شهراً الماضية. في المقابل شهدت مدن عديدة بالمملكة تدفقات كبيرة من المواشي استعداداً لعيد الأضحى المبارك وسط استعدادات تامة وخطة شاملة ووفقاً لمؤشر أسعار الأغنام فقد تراوحت أسعار النعيمي بين 1500-2000 ريال، والنجدي من 1500-2500 ريال، والسواكني من 1000-1300 ريال، والبربري من 400-600 ريال، فيما بلغت أسعار الإبل للبكرة ثنية بين 7000-8500 ريال، والبكرة الرباع من 5000-7000 ريال، والبكرة السداس من 4500-6300 ريال، والنائبة من 3500-4800 ريال، والتامة من 3000-4300 ريال. ومن الملاحظ أن هناك انخفاضا في أسعار الأضاحي هذا العام بنسب متفاوتة تصل إلى 18 % وأرجع تجار ومربو الماشية سبب انخفاض الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية إلى ارتفاع المعروض وضعف الطلب وقلة الزبائن. وأخيرا.. تشهد المملكة حالة كبيرة من الاستنفار والاستعداد لموسم الحج للعام 1434 ه حيث بدأت كل الوزارات والجهات المعنية في توفير كافة الإمكانيات لأداء موسم حج آمن ومريح لكل الحجاج إن شاء الله ، لكن يجب ألا يكون موسم الحج فرصة لضعاف النفوس من التجار لرفع الأسعار حتى لا يئن منه المواطن البسيط ذو الدخل المحدود ويجب على وزارة التجارة مراقبة الأسعار بصرامة حتى لا ترتفع أسعار السلع الأساسية التي تمس حاجة المواطنين البسطاء .. والله الموفق.