بقلم الدكتور فضل الربيعي حتى لا يؤثر ما حدث سلباً على مسيرة الثورة الجنوبية ممكن ان نقرأ ما حصل في الساحة يوم 12 اكتوبر من زاويتان هما: الزاوية ألأولى: ممكن اعتبار ما حدث بأنه فعل عرضي وعادي يمكن ان يحدث ، بل ومتوقع لأسباب عدة منها ان التظاهرات التي تنظمها قوى الثورة الجنوبية السلمية لا تمتلك الوسائل والقوة الامنية التي تساعد في تامين هذه الفعاليات الكبيرة وتمنع قيام أي تصرفات تسي لها ، وتقوم بمنع الاختراقات التي يقوم بها نظام صنعاء داخل صفوف الثورة ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان فعاليات بهذا الحجم والهدف نرى ان ما حدث لا يؤثر على رسالة هذه الفعالية ويصرف الانظار والاهتمام عن اهميتها . ، فضلا عن ان ما حدث صادر من قبل عناصر شابه متحمسة وهم جميعا غير متناقضين في الهدف العام للثورة والفعالية ، سواء انهم تزاحمهم على الظهور في المشهد . لكن المأساة الكبيرة هي ان يكون ضحية هذا الحدث شباب وجرح اثنين من انبل واشرف الثوار الذين ينتمون الى اسرة معروفه بنضالها وإخلاصها للوطن وللثورة . الزاوية الثانية: يمكن قراءة ما حدث من انه يشكل سابقة خطيرة في مسيرة الثورة السلمية الجنوبية تؤثر سلباً على مسيرتها ، وقد يستغلها الطرف الاخر "نظام الاحتلال " الذي يتربص بالثورة لاسيما وانه قد سبق له التشكيك والتسويق حول خلافات الجنوبيين. وقد ظهر هذا بوضوح في ما تناوله الصحفيين وسائل اعلام صنعاء بصورة مفضوحة التي ركزت على هذا الحدث ولم تشير للفعالية بشي ، ولم نسمعها انها تحدثت من سابق عن تلك الجرائم التي ارتكبها النظام في المسيرات السابقة التي استشهد فيها العشرات كمسيرة ابريل في زنجبار او المنصورة او الحبيلين او مجزة 21 فبراير في عدن او الكلاء وغيرها . اذ يكاد ان كل وسائل اعلام صنعاء قد ابرزت هذا الحدث تحاول من خلاله تشوية صورة الحراك الثوري السلمي في الجنوب وتقلل من شان الفعالية . وعليه ومن هذه الزاوية يتطلب من قوى الثورة الانتباه لهذا الحدث ووضع حدا له وهذا لا يأتي الا من خلال القراءة والتقييم الموضوعي لمسيرة الحراك ، ومتابعة دقيقة لتفاصيل ما حدث في الساحة وإعادة النظر في ادارة وتامين مسيرة الثورة التي تحمل هدفاً وطنياً كبيراً . بدءاً في التعاطي الواقعي والموضوعي مع مفهوم القيادة ، حيث اسرف الكثير في استخدام كلمة القيادي في الحراك الجنوبي دون وضع معايير لهذا الوصف ، ونحن نعلم ان اول من سوق ذلك هو الاعلام الرسمي في صحفه او الصحف المحسوبة على الجنوب وهي من بدا بإطلاق هذه الصفة حتى اصبحت هوس عند البعض فبعد وصفهم بذلك نجد من الصعوبة التنازل عن ذلك منها التنازل عن الظهور بالمنصات والتشبث بذلك بصورة مخيفة ومزعجة تظهر تضخم في الذات الى حد الغاء الاخر واختزال الوطن والثورة بالذات . مع الاسف الشديد لقد سبق فعالية 12 اكتوبر خلاف اللجان التحضيرية و شحن كل الاطراف تجاه بعضهم البعض وهناك علامات استفهام كثير حول تصرفات البعض ؟؟؟ حيث تم تضخيم دور الشباب وتحريضهم على القيادات السابقة ، في حين ان تلك القيادات تعاملت برد الفعل واستعدت لموجهة ذلك . هناك خلفيات مهمة للحادث وهو مرتبط بما جرى في فعالية المكلا والضالع . اتمنى دراسة الحالة بعمق ووضع حدا لها حتى لا تترك اثار سلبية قادمة