حينما تتحدث عن تجارة بيع الأضاحي هذه الأيام، لا يمكن لك أن لا تذكر أسم تلك السيدة المكافحة والتي أصبحت من أكبر العاملين في مجال بيع المواشي المستوردة من الصومال وتحديداً من جمهورية "بونت لاند" الصومالية التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الصومال في 1998م إنها السيدة " زليخة الحمومي "حضرمية الأصل صومالية المولد. هنا يصفها الكثير من المتعاملين معها بأنها امرأة بمائة رجل، بعد أن عملت جاهدة خلال عقد كامل من الزمان في تنمية مجال عملها حتى أصبحت واحدة من أكبر تجار استيراد المواشي في حضرموت، في مشهد يصور كفاح المرأة بعملها. تقول هذه السيدة والتي تتقن اللغة الصومالية بشكل كبير جدا ،أنها تعمل في مجال استيراد المواشي منذ نحو أكثر من عشر سنوات، أن تجارة استجلاب المواشي تعتمد على المواسم والمناسبات ، وهي كذلك ليست ببسيطة ويلزمها الكثير من الجهد والتحديات حتى تتمكن من إيصال طلبات زبائنها في الوقت المناسب. الجمعيات الخيرية والإسلامية العاملة بحضرموت تعتمد كثيراً على مكتب السيدة " زليخة " في جلب الكميات الكبيرة من الماشية من أجل تنفيذ مشاريعها الخيرية المتمثلة في توزيع لحوم وأضاحي العيد على الأسر الفقيرة، أمثال الجمعية الإٍسلامية التي طلبت هذا العام نحو (11.5000) رأس من الماشية لتوزيعها على الفقراء في محافظة حضرموت، بالإضافة لجمعية الإصلاح الخيرية وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية. ممثلي هذه الجمعيات يكنون الكثير من التقدير والاحترام لهذه السيدة، فهي بالنسبة لهم شخصية ذات ثقة وأمينة. لم تكن لتحصل هذه المرأة العصامية على ثقة هذه المؤسسات والجمعيات العملاقة، إلا بعد أن لمس الجميع وفائها في تنفيذ التزاماتها في الوقت المناسب ، رغم كل الصعوبات التي تواجهها، حيث أن عمليات الفحص الطبي للمواشي في ميناء بوصوصو الصومالي، قد تأخذ الكثير من الوقت، وكذلك الحال بالنسبة لعمليات الفحص الطبي وإجراءات التأكد من سلامة المواشي وتناسبها مع المواصفات الشرعية للأضحية، والتي يتم إجراؤها في جمارك ميناء المكلا بإشراف مباشر من قبل مكتب الزراعة والري بساحل حضرموت. ولا ننسى هنا المخاطر التي تصاحب عملية استيراد هذه المواشي، مثل تعرضها لخطر القراصنة. تضيف "زليخة " قائلة " إن العمل في استيراد المواشي يعتمد على المواسم فقط ، حيث أن أنها استوردت في هذا الموسم فقط نحو (20,000) رأس من الماشية، غير أنه وفي بقية الأيام العادية قد تنخفض الكمية إلى (300) رأس فقط. وعن أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي تقول هذه المرأة العصامية إلى أن السبب الرئيسي هو أن التجار الرئيسيين في الصومال أصبحوا يوردون الماشية إلى عمان وبقية دول الخليج ، وأنهم أصبحوا يحبون بيع ماشيتهم بالعملة الصعبة، ولهذا تجد أن الأسعار دائماً ما تكون مرتفعة . غير أنها تحرص على تخفيض أسعار أضاحيها التي تبيعها للأفراد بأقل مما يتم بيعه في الأسواق من قبل التجار المحليين. * (اليمن السعيد)