يحرص حجاج بيت الله الحرام على شراء الهدايا للأهل والأصدقاء من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خلال رحلة الحج لتبقى ذكرى وشاهد على نيلهم هذه المنحة الربانية بأداء مناسك الحج، بل وصل تفكير البعض منهم من استثمار الفرصة، لشراء الكفن ليكون آخر عهده بالحياة، شيئًا من رائحة مكةالمكرمة. وانتعشت جميع أسواق مكةالمكرمة هذه الأيام في جميع مجالاتها ويقبل الحجاج على شراء الهدايا التي خف وزنها وخف ثمنها مثل السبح والسجاجيد والإكسسوارات وبعض المنتجات التي تصنع في مكةالمكرمة وفي مقدمتها السبح بالإضافة إلى حرص كثير من الحجاج القادمين من دول إفريقيا على شراء الملابس التمور والخرنوب ونبتة مريم التي تباع في جميع محلات بيع هدايا الحجاج، أما الحجاج القادمون من دول آسيا فيشترون مختلف الأنواع من الملابس والأقمشة، وأهم الهدايا التي يحرص عليها الحجاج الأتراك هى التمور، أما حجاج إيران فينعشون محلات الأجهزة الكهربائية والملابس بالدرجة الأولى وليس لديهم اهتمام بشراء السجاجيد والسبح. وكشفت جولة «المدينة» أمس على أسواق المنطقة المركزية حول المسجدالحرام انشغال الكثير من الحجاج بشراء الهدايا بعد عودتهم من أداء المناسك وكان بعض الحجاج يعدون الأيام المتبقية لهم في مكةالمكرمة ويحتفظون بمصاريف الأكل والشرب ويشترون هدايا لأهلهم وذويهم بالباقي. وأكد بائعون في المنطقة المركزية أن أكثر المحلات التجارية لم تحقق أرباحًا هذا العام نظرًا لنقص عدد الحجاج ووجود باعة غير نظاميين أمام مساكن الحجاج في مكةالمكرمة حيث يبيعون بأسعار أقل. وقدر عضو مجلس إدارة العرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة سعد جميل القرشى قيمة المبالغ التي سيصرفها الحجاج لشراء الهداي في مكةالمكرمة بأكثر من 400 مليون ريال، وقال: إن الحاج بطبعه يحرص على شراء الهدايا من مكةالمكرمة بعضها بطوعه واختياره وبعضها بناءً على توصية من الأهل والأقارب، مشيرًا إلى أن الهدية من مكة يعتقد بعض الحجاج أن فيها بركة ولاشك أن مكة بلد مبارك وكل ما فيها مبارك والله تعالى قال: «إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا» ونحن نعيش مع الحجاج منذ طفولتنا ونلمس حب الحاج لكل ما هو من مكةالمكرمة حتى أن بعض الحجاج يشترون كفنهم من مكةالمكرمة لتبقى ذكرى مكة حتى لحظة وفاته. وقال القرشى: إن التقارير تشير إلى أن أسواق الملابس الرجالية والنسائية والأطفال ومحلات بيع السبح والسجاجيد أكثر الرابحين في هذا الموسم، حيث إن الحجاج يبحثون عن الأشياء التي تقل أوزنها وأسعارها. و تُعد «السبح» من أحجار كريمة وشبه كريمة أحد أهم الهدايا التي ينقلها حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين من المشاعر المقدسة إلى أقاربهم وأحبائهم من الأزواج والأبناء والأقارب حين عودتهم بعد تأدية فريضة الحج إلى ديارهم سالمين غانمين. ومن السبح ما هو ثمين ومنه ما هو رخيص الثمن، حيث إن سبح الأحجار الكريمة كالزمرد واللؤلؤ والمرجان والياقوت والزبرجد والزفير والألماس فضلا عن سبح العقيق والفيروز والذهب والفضة واليسر والكوك والأبانوس المطعم بالذهب والفضة والكهرمان تشهد رواجا لدى الحجاج الميسورين أما السبح الرخيصة الثمن المصنوعة من مواد بلاستيكية وزجاجية وأخشاب عادية أو تلك المصنوعة من مواد حجرية عادية أم من مادة الفيبرغلاس فإنها تشهد رواجا لدى الحجاج المتوسطي الدخل وكذلك ممن يستصيغون شراءها بأسعار معقولة. وللسبح هواتها الذين يبحثون دائما على المزايا والأوصاف لمعرفة الثمين من الرخيص ويفرقون بين الأصلي والتقليد، حيث يكثر حاليا تقليد الأحجار الكريمة المنتشرة في الأسواق وقليل هم من يعرفون الثمن الحقيقي للسبحة وفقا لمواصفاتها. وفي العقد الأخير صنعت المسابح من الفيروز الأمريكي بالطرق الصناعية الفنية المتقدمة وأماكن إنتاج مسابح ذات أقطار حبات تكون بحدود (8) ملم (وبطبيعة الحال توجد أحجام أصغر إلا أن فواصلها ومناراتها صنعت من الفضة ولون حباتها أزرق جميل فاتح اللون معرق أو منقط باللون الأسود أو تشعباته، وبسبب تشابهها مع الفيروز المقلد كثيرا فإن إنتاج المسابح من الفيروز الأمريكي انتهى في هذه الأيام تقريبا.. وثالثا الفيروز الأفريقي وهو ذات جودة فيروز سيناء.