د. محمد سالم الغامدي منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وبشائر الخير تنهمر على هذه البلاد الطاهرة في مختلف المجالات الحياتية دون تخصيص، ولعل الاستطراد في سرد تلك المنجزات التي تمت في عهده الميمون يطول ويطول ولا تكفيه مثل هذه المساحة الضيقة، لكن ما حظيت به منطقة مكةالمكرمة من الاهتمام البالغ نتج عنه الكثير جدًا من عمليات التطوير التي أرى انها إعجازية قياسًا بالفترة الزمنية التي أنجزت فيها، والتي لا تتجاوز ستة أعوام، وهي الفترة التي تولى فيها مقاليد الامارة أمير الإدارة والإبداع خالد الفيصل الذي أحسن ملك الإنسانية اختياره ليكون قائمًا على تنفيذ رؤى المليك التطويرية لهذه المنطقة التي تعد واجهة المملكة الرئيسة أمام العالم، فكان أمير الإدارة خالد الفيصل الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث استطاع -حفظه الله- في أقل من ستة أعوام أن يُحدث الإعجاز في كل أركانها، حيث بدأ ذلك بوضع خطته العشرية التي كان شعارها (بناء الإنسان وتنمية المكان)، فكان من بناء الإنسان أن فعلت الكثير من المناشط والبرامج الثقافية والأدبية والفنية والتراثية، وكثفت ونظمت عمليات الإصلاح الإداري والمتابعة لكل الخدمات المقدمة للمواطن بالمنطقة، ولازالت هنالك الكثير من تلك المناشط والبرامج مُعلَّقة حتى تكتمل البنية التحتية الجارية على قدم وساق لتنمية المكان، حيث حملت الخطة في ثناياها المئات من المشروعات التحتية والتطويرية العملاقة لكل مدن ومحافظات المنطقة، وكوني حضرت حفل تدشين تلك الخطة ضمن كوكبة كبيرة من الإعلاميين فإني أشهد أن تلك الخطة تسير بدقة بالرغم من الحجم الكبير للعوائق التي واجهت عملية التنفيذ وفق بنودها ومراحلها لكل المشروعات، مما يوحي بحالة تطوير هائلة ستعيشها منطقة مكةالمكرمة بعد استكمال مكونات تلك الخطة العشرية، ولسنا هنا بصدد عرض تلك المنجزات الهائلة التي عاشتها كل مدن ومحافظات المنطقة، كون ذلك يحتاج لمساحات لا يستوعبها هذا المكان، لكني سوف اقتصر الحديث على ما حظيت به مدينة جدة فقط من تلك المشروعات العملاقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر خدمات الصرف الصحي لم تكن قبل تلك الفترة تشمل سوى أقل من 20% من مساحة المدينة، والآن أصبحت شاملة لكامل مساحة المدينة، ما عدا بعض الأحياء التي تنتظر مرحلة التشغيل فقط بعد أن اكتملت البنية التحتية لها، وقضية المياه التي كانت مدينة جدة تشكوها منذ عقود أصبحت الآن شيء من الماضي، والبقية ستأتي قريبًا إن شاء الله، وقضية الاختناقات المرورية المستعصية التي كانت تشكوها المدينة قاربت على الحل الجذري بعد إنشاء الكثير من الجسور والأنفاق العملاقة التي تخترق كل التقاطعات الكبرى بالمدينة، كما أصبح للمدينة خمسة طرق سريعة تخترقها من الشمال للجنوب وعكسه، وقريبًا بإذن الله سوف يبدأ تنفيذ مشروع النقل الداخلي "المترو"، الذي تم توقيع عقده قبل أشهر، وفي الجهة الغربية من المدينة تم تنفيذ الكثير من المشروعات العملاقة لكورنيش جدة، استطاعت أن تُغيِّر وجه الكورنيش تمامًا وتُظهره بصورة إبداعية، ولازال العمل جاريًا في تنفيذ البقية منها، وفي جانب حضاري آخر هناك مشروع مطار جدة الكبير جدًا الذي أوشك على الانتهاء، وهو مشروع هائل سوف يعطي صورة ناصعة لما تعيشه بلادنا -والحمد لله- من رقي وازدهار، ونعلم جميعًا أن حالة المطار في السابق كانت يرثى لها، ولا يليق أبدًا بهذه المدينة الكبيرة، وما سيضيف جمالًا للمطار الحديث هو مشروعات النقل من الجسور الهائلة والقطارات التي ستخدمه داخل المطار وخارجه، والتي ستضفي حتمًا وجهًا حضاريًا رائعًا، وفي جانب رياضي شبابي سينتهي العمل قريبًا من مشروع استاد الملك عبدالله الرياضي بشمال جدة، الذي يعد عملًا حضاريًا رائعا سيستقبل بعد أشهر قليلة مسابقة كأس الخليج العربي لكرة القدم، ونعلم بهذا الخصوص حجم المعاناة التي كان يعيشها سكان جدة مع محدودية استيعاب وهشاشة الاستاد القديم الذي تجري أعمال تطويرية مماثلة له أيضًا ليكون رافدًا رياضيا يخدم المدينة. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نُقدِّم وافر الشكر لمليكنا المحبوب وأميرنا المبدع.. والله من وراء القصد. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :