يحتدم التنافس بين الأحزاب والقوى الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948، على انتخابات السلطات المحلية (البلديات)، التي من المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل. الناصرة (فارس) وبحسب المتابعين فإن الانتخابات المحلية في أوساط فلسطينيي ال 48، تتحول لساحة مواجهة، ومعركة للتنافس الشديد بين القوى والأحزاب المختلفة، يفوق شدته انتخابات الكنيست. ومع بدء العد التنازلي ليوم الاقتراع، تزداد المنافسة حدةً بعد أسابيع من العمل الانتخابي المضني، والاجتماعات الليلية الممتدة حتى ساعات الصباح، فضلاً عن الجلسات اليومية في المقرات، وإصدار البيانات، والبرامج الانتخابية، وتعليق صور المرشحين في الشوارع، وعلى الجدران وواجهات البيوت، إضافةً إلى الأعلام التي ترفرف فوق سطوح المنازل والسيارات. ومن أبرز المدن التي تغزوها مظاهر الدعاية الانتخابية، أم الفحم، الطيرة، والناصرة التي تراهن فيها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، على فوز مرشحها رامز جرايسي، برئاسة المجلس البلدي لولاية جديدة تمتد 5 سنوات. وبحسب بيان تم توزيعه الليلة الماضية في شوارع الناصرة، قالت الجبهة:" إن بشائر النصر، تلوح بالأفق، وفجر يوم الأربعاء المقبل، ستحتفل الناصرة برئيسها المنتخب لولاية جديدة رامز جرايسي، وقوة كبيرة لقائمتها في المجلس البلدي، فها هي الحملة الانتخابية شارفت على الانتهاء، ونحن والنصر على ميعاد". الحركة الإسلامية في مدينة الناصرة، بدورها أصدرت بيانًا أعربت فيه عن ثقتها ب"قدرة أبنائها على تحديد الموقف الذي يتناسب مع رضا ربهم، وراحة ضمائرهم، ومصلحة بلدهم عند ممارسة حقهم الانتخابي". ودعا البيان، بل ناشد "كافة المرشحين والقوائم التي تخوض الانتخابات أن تجعل من يوم الثلاثاء، وما يسبقه من أجواء انتخابية، وما يلحقه من نتائج يومًا للاحترام المتبادل، بعيدًا عن شحناء العائلية والحزبية الضيقة، لأن ما يوحدنا أكثر بكثير مما يفرقنا". وشددت الحركة الإسلامية على رفضها القاطع "استخدام اللهجة الطائفية في الحملات الانتخابية"، منبهةً إلى أن ذلك "لا يخدم إلا أعداء شعبنا، وأعداء أهل مدينتنا، فنحن نسيج واحد، وأبناء شعب واحد، مصيرنا واحد ويجب أن تكون طاقاتنا كلنا، مسلمين ومسيحيين، متجهةً إلى هدف واحد؛ وهو بناء مستقبل أفضل لمدينتنا وأبنائها"، كما جاء في البيان. وأكدت الحركة أنها "ستعمل يدًا بيد مع كل من يحظى بثقة أهل المدينة، ليكون خادمهم في إدارة البلدية، لما فيه مصلحة أهلها جميعًا". وتمثل الدعاية الانتخابية السلاح النفسي الأقوى والمؤثر في هذه المنافسة، وتسود الساحة مظاهر وظواهر واضحة منها انحسار التنافس الحزبي، واشتداد الاستقطاب العائلي. ويتحدث الكاتب الصحفي شاكر حسن، عن الطائفية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، واصفًا إياها بأنها عاهة تنخر في جسم مجتمعنا بشكل مؤسف ومقلق. ويزيد في وصفها قائلًا:" وهي آفة خطيرة جداً، وتشكل أساساً للتفرقة والتمزق الداخلي والضعف الاجتماعي". وبحسبه فإن "أكثرية القوائم التي تخوض الانتخابات للسلطة المحلية ليست حزبية – سياسية، بل ذات طابع عائلي وعشائري أو طائفي"، منبهاً إلى أن "هذه شهادة فقر دم لحياتنا الحزبية". ولفت حسن إلى أن "هذا الوضع المأساوي يشير إلى تراجع فكري عميق بين الجماهير، ويدل على عمق المأزق الحضاري والأزمة الشاملة سياسياً واجتماعياً وفكرياً، التي يعيشها ويمر بها مجتمعنا"، محمّلًا في السياق النخب المثقفة الواعية، والقوى والأوساط التقدمية، والأحزاب السياسية المسؤولية المباشرة عن هذا التردي والتراجع والحال الذي آل إليه المجتمع. /2336/ 2811/