كل عام أقيم لك عيدين عيد ميلادك، وذكرى رحيلك، وما بينهما كنت أتهيّأ لاستقبالك، وأسأل الميناء القديم عن زمن ضاع في زرقة الماء عن ذكرى احترفت المشي فوق الرصيف، وباتت ليلها بجوار الحلم تعدّ الدقائق القادمة.. في عيد ميلادك، كنت أدعو كلّ البقايا بقايا العمر بقايا الرسائل بقايا الفرح، أوقد لها شمعا من تذكّري وأسكب عليها بقايا أوجاعي، وفي آخر الليل نخرج معا كما تخرج هذي السفن في الميناء ونمضي.. ولا ندري إلى أين؟ في آخر الليل ينتهي عيد الميلاد.. ولا يبقى شيء سوى الانتظار للعيد القادم... وفي ذكرى رحيلك يبدأ الحزن في الثامنة صباحا تحترق أناملي وأنا أكتب رقم هاتفك على هاتفي ويرنّ.. يرنّ في الضفّة الأخرى وتجيب امرأة أخرى بصوتها الحزين، تقول لي "بونجور" وتسألني هل مازلت تذكر الموعد؟ وأردّ بفتور، وهل مازلت أنت تذكرين، أني منذ عشر من السنين وأنا أحتفل في الثامنة صباحا... كل عام كنت أقيم لك عيدين وكل عام وأنا أنتظر هذي الأعياد.. د/ محجوب احمد قاهري