الرئيس رجل عادي مثل كل الرجال, رجل مخلص، يريد أن يحدث تغييراً حقيقياً، وهو يميل للتحدث بالعامية البسيطة المباشرة. في خطابه الأول للشعب هذا ملخصه بعد أن ألقى التحية للجميع، أشار إلى أن البلد مليئة بالمصائب والبلاوي، مشاكل في جميع المناحي، ولكن هذا لا يعني الإحساس باليأس والاستكانة إلى ما وصلنا إليه والإقرار بما كان واقعاً مستمراً يستحيل تغييره. لدينا مشاكل في الصحة والتعليم والنظافة والبيئة والإقتصاد والسياحة والسلوكيات والثقافة المتراكمة، وهذا كثير على أي حكومة ومهمة شبه مستحيلة، ولكن ...... ألا نستطيع أن نضع هدفاً منطقياً واقعياً وفق إمكانياتنا ونسعى للوصول إليه؟! ألا نستطيع أن نحدد بدقة مشاكلنا ونقوم بتوصيفها التوصيف الحقيقي وتشخيص الأمراض والأسباب والعلل ونحيلها إلى جذورها الحقيقية ثم نحدد العلاج للأسباب والجذور وليس للظواهر؟. ألا نستطيع أن نحدد استراتيجيتنا خلال العشر سنوات القادمة مع الأخذ في الاعتبار الإمكانيات والموارد المتاحة والظروف المحيطة محلياً وإقليمياً ودولياً مع تجميع كافة الطاقات والإيجابيات المتاحة والممكنة والممكن خلقها وإيجادها، والممكن إيقاظها من سباتها ثم توجيهها وفقاً للأولويات ضمن إطار استراتيجية محددة المعالم والأهداف وخطط عمل واضحة ودقيقة وفق برنامج زمني محدد. لا أعتقد أن الأمر مستحيل، هل أعجبكم الحال الذي أنتم فيه؟ هل تريدون الاستمرار على نفس الحال؟ وإلى متى؟ لماذا لا نكون مثل الدول الأخرى المتحضرة؟ متقدمين صناعياً وتكنولوجياً وفي الزراعة والتجارة والخدمات والنظافة والنظام واحترام القوانين. الشباب لدينا هم الأغلبية ولديهم طاقات جبارة، وأنا على علم أن كثيرين من الشباب المثقف الواعي بمسئولياته من الجنسين على حد سواء يقومون بأعمال لتطوير المجتمع بأنفسهم وبدون مقابل مثل من يقومون بتطوير المهارات التعليمية للفقراء ومنهم من يقوم بوضع حلول للعشوائيات، ومنهم من يقوم بالتوعية الدينية الحنيفية السمحاء دون الإسراف أو التطرف والفهم الحقيقي للديانات والعقائد السماوية المختلفة. أنا أخاطب هؤلاء الشباب أن يتكاتفوا معاً وأن يشكلوا جبهة نهضة مصر الجديدة، لا نريد حركات سياسية ولسنا في حاجة للسياسة وقلبة الدماغ، لا تمرد ولا تفرد وتجرد ولا إنقاذ وطني ولا غير وطني، وهذا يساري وهذا قومي وذاك ليبرالي وآخر إسلامي وناصري واشتراكي وخلافه، وكأننا لم ينقصنا شئ إلا تحديد الإتجاه السياسي، لم نأكل ولم نشرب ولم نصنع مجداً وإنما نصنع كلاماً في كلام، واللي نبات فيه نصبح فيه. أنا أناشد كل فئات الشعب وعلى رأسهم وقيادتهم الشباب الواعي المحترم أن يبدأوا عصر النهضة الحقيقية، ولنبدأ بالأولويات، هل تستطيع أن تأكل ولو أفخم المأكولات في مكان غير نظيف؟ هل تستطيع أن تدرس وتتعلم في مكان مزدحم بالقاذورات والمهملات والحشرات؟ هل تستطيع أن تبدع في أي شئ في مثل تلك البيئة. مصر كلها غير نظيفة براً وبحراً وجواً وعلينا أن نبدأ بالأولويات، علينا أن نجعل بلدنا بلداً نظيفاً يفتح النفس للعلم والصناعة والإنتاج والسياحة، مع العلم أن النظافة سوف تساعد كثيراً على تطوير المستوى العام للصحة البدنية والنفسية. أيمكن لنا أن نضع خطة لجعل هذا البلد نظيفاً وأعني هنا النظافة وليس التنظيف، فقد يحدث التنظيف وتعود أكوام القمامة وترجع ريما لعادتها القديمة مع احترامنا لريما بالطبع (ملهاش ذنب) أعني الاهتمام بوضع منظومة شاملة للنظافة - تبدأ بتوفير صناديق حديدية لجمع القمامة في كل أنحاء المحروسة بكافة محافظاتها، وتكليف الشركات بجمع قمامة الصناديق يومياً ومعالجتها وتدويرها لصالح الاقتصاد. ثم يعقبها سن قوانين تغرم كل من يلقي بالمهملات في غير الأماكن المخصصة لها ويتم تطبيق القانون بلا تهاون أو مجاملات أو رشاوى ويتم وضع مراقبين لضمان تطبيق كل ذلك، وفي النهاية وضع نظام حوافز لأجمل مدينة أو محافظة بإضافة ميزانية إضافية لتطويرها مدنياً. لم تنتهِ كلمة الرئيس ولكن نكتفي بهذا الجزء وننتظر هل سيحدث ذلك؟! [email protected]