بقلم : حسين زيد بن يحيى الجمعة 2013-10-25 22:17:15 إقرأ المزيد ل ( حسين زيد بن يحيى ) الإهداء : إلى قيادة الجنوب التاريخية والمناضلة الرئيسان علي ناصر محمد وعلي سالم البيض. شعب الجنوب الذي يبدع اليوم ثورة تحررية سلمية فريدة من نوعها ذاته الشعب الذي منذ قدم التاريخ أبدع حضارة أرخ لها القران الكريم ( حضرموت ) ، بعد الإسلام وفي لحظات ضعف الأمة العربية و الإسلامية تصدر الجنوبيين مواصلة رسالته الحضارية و الإنسانية بعد استيعاب قيم الإسلام الحقيقة وسماحته حيث تمثلته بمدرسة ( تريم الفقهية ) ثم حملت مشاعله إلى شعوب شرقي آسيا و أفريقيا ، توازيا مع ذلك الدور الحضاري الإنساني أرخ للأطماع التوسعية لسكاني (الهضبة ) في ثروات و مساحه الجنوب ودونها بدقة نقش نصرهم المزعوم للملك السبئي كرب آل و تر في غزوته البربرية لدولة اوسان الجنوبية , ذات الأطماع التوسعية تم أعادة إنتاجها مرة أخرى منتصف خمسينات القرن الماضي تحت ظلال غوغاء المد القومي العربي الوحدوي من خلال حرف مسار الحركة الوطنية الجنوبية باتجاه ( اليمننة ) ، راهنا مع أن الكل يتوافق ( قولا) أن جوهر القضية الجنوبية ( الهوية ) بما فيهم المشاركين بحوار صنعاء و جنوبيي الأحزاب اليمنية إلا أن جميعهم يتحرج من المجاهرة بماهية هذه الهوية ؟!!. جغرافيا الجنوب الممتدة مسافة 1200 كم طولا على شواطئ بحر العرب ميزت سكانه بعقلية منفتحة على حضارات و ثقافة العالم خلاف سكان كهوف الهضبة و الصحاري ذوي الطبيعة الانعزالية المنغلقة ، إضافة لسمة التمازج الحضاري مع الآخر روح الأيمان مبكرا سكنت وجدان و ضمائر الجنوبيين منذ عهد أبو العرب الأول سيدنا هود ( عليه الصلاة و السلام ) ، الإرث الثقافي و الروحي الذي شكل الوعي الجمعي الجنوبي ميزته عن بقية أمته العربية و الإسلامية بالحيوية و التجدد النافية للجمود و الانغلاق ، تأكيدا على ما سبق برغم كون هوية ( اليمننة ) وافد دخيل على الجنوبيين مع ذلك نظر لها كمدخل نحو وحدة الأمة العربية و الإسلامية و لأجل تلك المبادئ تنازلوا عن الثروة المادية التي تزخر بها أرضهم ، الأخر من القوى التقليدية الحاكمة شمالا كافأت حسن النوايا بتوزيع ادوار التأمر و الشر مابين ( المؤتمر الشعبي ) و ( حزب الإصلاح ) للفتك بالشريك الجنوبي في تأكيدا آخر لغياب ثقافة و سلوك الشراكة في وعيهم الجمعي ، ما يحمد له انه رغم فضائع حرب صيف 94م الظالمة و ما تلاها من سلوك و ممارسة استيطانية استعمارية مجتمعه كانت الصدمة اللازمة لعودة الذاكرة للوعي الجنوبي و اعتزازه بهويته الوطنية ( الحضرمية ) التي حاولت ( اليمننة) طمسها طوال أكثر من نصف قرن من التأمر المنهج . الحقيقة المرة انه مقابل تعاظم ثورة الحراك التحرري الجنوبي و جسامة التضحيات التي قدمت تخلف عنها للآسف بناء الحاصدة السياسية القادرة على تحويل الفعل الثوري لوقائع مادية ملموسة على الأرض ، مع سؤ تلك الحالة الرثة يظل التخوف الأكبر من تمكن ( اليمننة ) من إعادة تعويم ( القضية الجنوبية ) بمقاربة مشابهه لقضية ( الصحراء الغربية ) و مشاريع استفتاء تقرير المصير و الأقاليم و الفدرالية الذي لا يزال يسوق وهمها حتى اللحظة المبعوث الأممي للمملكة المغربية منذ عقود من الزمن ، طمأنه الجماهير الجنوبية من عدم الانزلاق لمربع ذلك الفخ من الحوار و التفاوض تفرض مقاربة التحديات المقبلة بسرعة إعادة ترتيب البيت الجنوبي و خاصة قوى التحرير و الاستقلال الحقيقية و ليس المجموعة المستجدة على الحراك المعروفة ب 5+1 ، تحدي مصيري يتطلب من كل قوى الحراك التحرري الجنوبي تقديم تنازلات متقابلة للذهاب معا نحو بناء حامل سياسي جدي و فاعل للثورة الجنوبية تصنعه عناصر مناضلة و متمرسة بالميادين و بعيدا عن نخبوية القوى النفعية و المتسلقة . تحية : تأسيس جمعية اسر شهداء ( الحراك ) برئاسة الشاب أحمد العبد الشعوي خطوة بالاتجاه الصحيح .. لذلك لهم منا تحية . **خور مكسر / العاصمة عدن 25 – أكتوبر – 2013 م **منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن . 47