اعتبر خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس والتي استغرقت 30 دقيقة أن قضية المرأة هي القضية الأهم، حيث قال قضية المرأة هي القضية الأهم في مجتمعنا اليوم، وستبقى هذه القضية حلقة مفاصلة بين أهل الغيرة الذين يسيرون بالمرأة إلى بر الأمان، وبين التخريبيين الذين يزجون بالمرأة إلى وادٍ سحيق من الانفلات والتفلّت، وسيتكرر الحديث عن المرأة ما دام في الجهة الأخرى مَنْ يعلو ضجيجه وصخبه، ويبث سمومه في المجتمع، سيتكرر الحديث عن المرأة لأنها وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته بقوله (استوصوا بالنساء خيرًا) ولأنها أعظم فتنة خافها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على أمته بقوله (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).وهناك قضية من قضايا المرأة تثار اليوم بطريقة ماكرة، وهي قضية حرية المرأة، وما أدراك ما حرية المرأة؟! ذلك المصطلح العائم الفضفاض الذي يفسره كل قوم بحسب أهوائهم ومصالحهم، حتى أصبح هذا المصطلح يطرح في كل عيد واحتفال، وفي كل مناسبة وبلا مناسبة، ولسنا بحاجة إلى بيان حرية المرأة في الإسلام، وحفظه لحقوقها كاملة، ولسنا بحاجة إلى بيان كيف نقل الإسلام المرأة من قمقم المهانة في حياة الجاهلية إلى قمم الكرامة في سماء الإسلام، هذه الحرية وتلك الكرامة عرفها عقلاء الغرب وغابت عن بعض بني جلدتنا، يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون: «إن الإسلام قد أثّر تأثيرًا حسنًا في رفع مقام المرأة أكثر من قوانيننا الأوروبية». معترفًا بوجود ظلم وعضل حيث قال يوجد لدينا حالات من ظلم وعضل وقهر المرأة، ولكن علاجها يكون بالطرق الإسلامية الشرعية، لا بالدعوة إلى الحريات المنفلتة. ومن المشروعات التخريبية الظاهرة: السعي الجاد لإخراج المرأة من بيتها بكل وسيلة وبأية طريقة، فتراهم لا ينفكون عن الحديث عن حبس المرأة والتباكي على عزلتها، يتحدثون عن بطالة النساء، والقاعدات في البيوت، وعن شلل نصف المجتمع، والأيادي المعطلة، مع تهميش واضح ومتعمد لعمل المرأة في بيتها. سجلوا لنا برامج لنساء ناجحات وما رأيناهن إلا متبرجات ساخطات على قيم المجتمع، وفي بلدنا الآلاف من المبدعات لم نر الإشادة بواحدة منهن، ووصفهن بالنجاح! والسبب أنهن يعشن في جو مصون من الحشمة والبعد عن الاختلاط. ولقد أصبح خروج المرأة السعودية ممثلة أو مذيعة مطلبًا ثمينًا لبعض القنوات الفضائية، حتى ولو لم تكن هذه المرأة مؤهلة فكريًا وثقافيًا ومهنيًا، الأهم والمؤهل أن تحمل هذه الجنسية. ومن لحن القول عند دعاة الحرية النسوية: الدندنة حول موضوع قوامه الرجل، أو سفر المرأة بلا محرم، أو العلاقات البريئة -زعموا- بين الجنسين، وكلها قضايا محسومة بنصوص شرعية قطعية. وتساءل قائلًا لماذا تختصر قضية حرية المرأة وإصلاحها في قيادة السيارة؟! هل انتهت مشكلات المرأة في بلدنا ولم يبقَ إلا أمر القيادة؟! أين الحديث عن القضايا الكبرى للمرأة؟! أين الحديث عن أثر الإعلام في إفساد المرأة؟! نتمنى من هؤلاء الغيورين على المرأة أن يلتفتوا إلى المشكلات الحقيقية التي تحيط بالمرأة وتعطل من دورها في المجتمع. قائلًا إن أمر القيادة سيفتح أبوابًا من المفاسد كثيرة، وقد تكلم عنها العلماء، وبسط في تفصيلها الناصحون، وعدُّها وحصرها مقامٌ يطول، وحسبنا أن نعرف أن قيادة السيارة مطية لنزع الحجاب أو التساهل فيه، وحال الحجاب اليوم لا يحتمل مزيدًا من التسامح واللعب فيه، وقد علمتنا حوادث الأيام وتجارب الدول القريبة أن قيادة نسائهم ما زادهم إلا تمرّدًا على الحجاب أو التساهل فيه، والسعيد من وُعِظَ بغيره كما جاء في الأثر فهل نعتبر؟ نرجو ذلك ونتمناه.