بقلم/ محمد باعلوي في مثل هذ اليوم ، وقبل اربعون يوماً تحديداً ، أفزعتني تلك المكالمة الهاتفية والتي تلقيتها قبل آذان الفجر من شقيقي الأكبر سالم ويخبرني من خلالها بذلك النبأ الآليم والمؤسف بوفاتك يامحمد .. تلقيت الخبر ونفسي يعتصرها الأسى وقلبي تصدع من الحزن على فقدانك وأنت في قمّة شبابك ، ولم تتجاوز عامك الثلاتون . أربعون يوماً مرت على رحيلك من أعينا لا من قلوبنا ، وأنت لم تغب عنا لحظة واحدة ، ومازال صدى صوتك لم يفارق مسامعنا ، بل ومازالت لحظة تلقينا خبر وفاتك يدور في اذهاننا .. رحمة الله عليك وفي جنة الخلد بأذن الله الواحد الاحد. شاب في مقتبل العمر وفي ربيعه ، طالته أيادي الحقد الغادرة ، نحسبه شهيد بإذن الله ، ونسأل الله أن يلهم اهله الصبر والسلون ، وافته المنية بطريقة بشعة وغير إنسانية ولا أخلاقية ودخيلة على المجتمع الحضرمي المسالم ، فارق محمد أهله وأحبابه ودوره ليترك بعده إمراة أرملة ، وطفلاً يتيم ذو عامه الاول . لقد توفى محمد متأثراً من إصابة بالغة جداً في راسه ، ناتجة عن تلقيه ضربة عنيفة خلف الرأس، عند دخوله فارعاً وليس طرفاً في العراك الناشب بين مجموعة من أبناء المحمدي وعناصر شمالية ، أقدم أحدهم وهو شمالي على إرتكابها بصورة مفرطة وقاتلة ومقصودة ولايوجد مايبررها ، بقذفه في مؤخرة رأسه ، بقالب كبير من طوب البناء الأسمنتي ، وبعدها أدخلته في غيبوبة لبضعة أيام نزيلاً في غرفة إنعاش مستشفى إبن سيناء ، وأدت به إلى شلل متدرج لأطرافه ، وتعذر نقله إلى الخارج ، وذلك لتدهور حالته الصحية الغير مستقرة ، إلى أن توقفت نبضات قلبه ، وأختاره المولى الى جواره . هذه الحادثة ليس هي الأولى التي ترتكب في حضرموت ، ولكنها القشه التي قصمت ظهر البعير ، وبهذا اتوجه بكلمة وإن كانت قاسية إلى كل المسؤولين عن أمننا في حضرموت سواء من قادة أوسلطة محلية أو رجالات ومن يتبعهم ، إلى متى سوف نفقد شبابنا الأخيار على يد هؤلاء العصابات والمسلحين اللاخلاقين وأصحاب الضمائر الميتة والقلوب السوداء ؟ إلى متى ومعظهم أصبحوا مشهورين ومعروفين بسبب أفعالهم القذرة وتسلطهم وبلطجتهم على رقاب العباد ليل ونهار ؟ لم يعد السكوت على هذا الحال أمر مقبول !! دم الشاب محمد عمر باعلوي سوف يبقى دين في رقبة كل مسؤول في حضرموت ، واوجه الرسالة الواضحة إلى كافة قادة الأمن والسلطة المحلية ، وكل صاحب قرار في حضرموت : إن لم تضعوا حل جذري لهذه المهازل وإن لم تضبطوا الأمن الذين عاهدتمونا عليه سلفاًً، وأن تحاسبوا المجرمين بشكل فوري وعاجل ، فمعناه انكم توجهون دعوة لولادة مجرمين جدد ، فأنتم لم تعدُ أهلهاً لتحمل هذه الأمانة والمسؤلية ، واتركوا مناصبكم لغيركم لعله يكون انفع وأصلح لخدمة البلاد والعباد ، لم يعد بإمكاننا أن نصبر أكثر من ذلك وقد بلغ السيل الزبى.