أ ف ب- أوسلو: يترقب سكان قرية "رجوكان" الواقعة جنوبالنرويج، رؤية أشعة الشمس في الشتاء، للمرة الأولى في تاريخهم، حيث سيعتمدون على مرايا ضخمة تثبت في التلال المجاورة المطلة عليها. وعانت هذه القرية التي يقطنها 3500 شخص، والمحاطة بالتلال والمرتفعات غير الشاهقة الارتفاع، عدم وصول أشعة الشمس إليها في شهري سبتمبر، ومارس من كل عام. وتقترب معاناة سكان القرية من نهايتها من خلال تحقيق فكرة قديمة، هي تثبيت مرايا على تلة مجاورة مطلة على القرية، بحيث تعكس ضوء الشمس على الساحة الواقعة في وسط هذه القرية. ويقول منسق المشروع، أويستن هوغان: "تبدو الفكرة مجنونة قليلاً، ويبدو أن الجنون هو علامتنا الفارقة هنا". وأضاف: "عندما ولدت قرية "رجوكان"، كان الأمر أشبه بضربٍ من الجنون، لكونها أُقيمت في وسط منطقة قفراء قرب مسقط للمياه، إلى جانب محطة مائية، وأنابيب ضخمة، وسكة حديد لنقل الأسمدة المستخرجة من الأرض إلى كل أنحاء العالم". وقال رئيس البلدية، شتير برغسلاند: "هذه الفكرة تعدّ من المشروعات النادرة التي لم يتمكن مؤسس القرية من تحقيقها، بسبب النقص في الإمكانات التقنية آنذاك". ويقول مصمم المشروع، مارتن آندرسن: "كلما دخلنا في الشتاء يتعين علينا الخروج من الوادي للحصول على أشعة الشمس، لذلك قلت في نفسي لماذا لا نجلب أشعة الشمس إلينا بدل أن نذهب نحن إليها". وواجهت الفكرة انتقادات ومعارضة، ولاسيما من الذين يعدون أن الأموال العامة ينبغي أن تصرف على التعليم، وليس على مشروعات غريبة الأطوار، لكن المبالغ اللازمة، وهي 610 آلاف يورو، تم تأمينها، وتم شراء ثلاث مرايا عملاقة، ووضعت في التلال شمال القرية. ويجري التحكم بهذه المرايا عن طريق جهاز كومبيوتر، وهي تتبع مسار الشمس لتعكس أشعتها إلى ساحة القرية، ومن المقرر أن يجري تدشين العمل بها في 31 أكتوبر، في حالة كانت الأحوال الجوية ملائمة. وأصبحت هذه المرايا أيضاً مبعث تفكير لدى أهالي وسلطات القرية في التغطية الإعلامية الكبيرة التي سينالها هذا الحدث، وفي إمكانية تدفق السياح إليها من جراء ذلك، ويأمل السكان أيضاً أن تدرج قريتهم على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العام 2015، كشاهد على العبقرية الصناعية البشرية. ونشأت القرية قبل نحو مائة عام، على يد الصناعي النرويجي سام إيد، مؤسس مجموعة "نورسك هيدرو" العملاقة، والذي راودته فكرة استخدام المرايا لإضاءة القرية، لكنه لم يتمكن من تنفيذها.