الثلاثاء 29 أكتوبر 2013 08:52 مساءً علي حسن الخريشي يروى أن احد ملوك الهند خرج ذات يوم للصيد برفقة وزيره ،وأثناء المطاردة وقع الملك من على حصانه فقطعت إصبع يده ،ولما شاهد الوزير ذلك قال خير إن شاء الله أيها الملك فغضب الملك من وزيره عندما قال هذه الكلمة قائلاً:قطع إصبعي يعني خيراً، فأمر بسجن الوزير، وقال أيضا هذا الوزير خير خير، ومرت الأيام وخرج الملك للصيد مرة ثانية برفقة آخرين ولكن الملك هذه المرة ضاع في الغابات وأسر من قبل بعض القبائل البدائية التي أخذت الملك لتقدمه غرباناً لإله كانت تعبده وإثناء ذلك لاحظوا إن هذا الملك مقطوع الإصبع فقالوا كيف نقدم إلى ألهتنا رجل ناقص فأطلقوا سراحه وعاد الملك إلى مملكته فأمر بإطلاق الوزير من سجنه وقال له :لقد صدقت أيها الوزير, فما حدث لإصبعي في ذلك اليوم كان خيراً، فلولا قطع إصبعي لكان قد قطع رأسي ، ولكن أي خير في سجنك كما قلت .قال: ألست إنا وزيرك ومرافقك الدائم؟ قال: بلى . إذن فقد كنت الأفضل لتقديمي قربانا من قبل هذه القبائل . والشاهد في هذه القصة هو التفاؤل الدائم، فهناك أمور تبدو في ظاهرها الشر والويل ولكن في باطنها الخير ,فقد قال تعالى:(وعسى إن تكرهوا شيئاً وهو خيرا لكم وعسى إن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) البقرة (216). والشاهد من هذه القصة هو ما حصل يوم 12 أكتوبر في ساحة الحرية بخور مكسر أثناء الاحتفال بالعيد الخمسين لثوره 14 أكتوبر المجيدة للمناضل الشاب محمد صلحي، فبرغم الألم والحسرة التي إصابتنا لما حدث لكن لا ينبغي لذلك إن يؤثر على ثورتنا السلمية المباركة ,ولعل ما حدث سيشكل نقطة وقوف لمراجعة الأخطاء وتحمل المسئولية الفعلية من قبل كل القيادات ، كما إن هذا يكون واردا في كل الثورات الشعبية وليس هناك عيب إن تحدث أخطاء ولكن العيب إن تتكرر مثل هذه الأخطاء، ولذلك فأملنا كبير إن على كل قيادات العمل الثوري الجنوبية تحمل المسئولية بجدية ولملمة صفوفها ,فمأساة الشهيد صلحي ليست بالأمر الهين لأنه أصبح اليوم يسمى بشهيد التوافق واللحمة الجنوبية. فنم غرير العين أيها الشهيد البطل صلحي فأنت لاشك ستغير مجرى النضال السلمي الجنوبي نحو الأفضل .