بعد إن كانت تلك الغرفة الجميلة بألوانها الهادئة ذات يوم منطلق للحياة الكريمة والسير نحو مستقبل مليء بالسعادة وموضع لتئالف القلوب الرحيمة ومقر لإدارة شؤون الحياة اليومية المنتظمة الحاملة في طياتها مراحل العيش الهني والرضي بما قسمه الرحمن سبحانه . نعم أنها تلك الغرفة الصغيرة بحجمها .. العظيمة باسمها .. كيف لا وهي التي كانت المأوى الوحيد للشهيدة " فيروز " رحمها الله واسكنها فسيح جنانه وكانت من بين هذه الأربعة الجدران بداية الحياة السعيدة في عش الزوجية التي أعقبها ذلك المولود الذي ترتسم على وجهه بسمة البراءة والذي أعطى للحياة معنى آخر في كنف أبويه ولكنها لم تدم طويلاً تلك المسرات حتى أتت تلك الأيدي الغادرة والنفوس الدنيئة والضمائر الخائنة التي ينبع منها الحقد الدفين على كل شي جميل في وطننا الجنوب حتى اغتالت الكرامة الجنوبية بمقتل الشهيدة " فيروز" وصوبت رصاصات الغدر إلى قلب كل جنوبي شريف حريص على عرضه وأرضه ليست الشهيدة فيروز هي الوحيدة بل قوافل من الشهداء الذي ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ولكن ماحصل في منزل الشهيدة فيروز شي يندى له الجبين إن كان هناك جبين حر يندى لفاجعة الأمر وتقشعر له الأبدان كيف يتم اغتيال أم لم يمر عليها شهر من إنجاب طفلها الرضيع "وبأي ذنب قتلت" هل صار العقاب لأبناء الجنوب انتهاك الأعراض وقتل النساء والأطفال بكل وحشيه وإجرام ؟ كيف يسمح لهذه العصابات والمليشيات المجندة إن ترتكب كل هذه المجازر دون أي رادع ؟ أين الذين يغارون على أعراضهم ؟ يامن تتنازعون على عقد مؤتمرات .. والقاء محاضرات والرضوخ للخزعبلات .. الم تدركوا المؤامرات !!! هذه هدية العيد التي قدمها لنا الاحتلال اليمني الهمجي المتغطرس بالدماء البريئة والله أنها لوصمة عار في جبين كل جنوبي حر. الم يحن الوقت الذي ندرك فيه كل المخاطر التي تحيط بنا ونسعى إلى لملمت الشمل وتوحيد الصف والكلمة لكي نستطيع إن ندافع عن أرضنا وعرضنا ولانترك مجال لحدوث ماحدث ويحدث من بطش وتنكيل بأبناء الجنوب رجالاً ونساء وأطفالاً وممتلكات هذا الشعب الأبي لابد من المضيء قدماً نحوا تحقيق هدفنا الذي خرجنا من أجله والذي سار عليه شهداؤنا من قبل المتمثل في التحرير والاستقلال فلا بد من الوقوف بحزم وجديه تجاه فصيتنا وما يعانيه شعب الجنوب وماحصل للشهيدة فيروز "كفى به واعضا" نسأل الله إن يتغمدها بواسع رحمته ويجعل مسكنها في عليين انه على ذلك قدير وبالإجابة جدير . بقلم / صدّيق عبدالله العولقي