حظي المقالان اللذان نشرا لي في هذه المساحة بعنوان «السودان من عهد طهراجا للبشير، وعن السودان مرة أخرى»، بردود أفعال إيجابية من قبل الأشقاء السودانيين من خلال التعليقات التي توالت على صحيفة (الراكوبة) السودانية التي أعادت نشر المقالين نقلا عن (المدينة)، لكن تعليقًا واحدًا من بين كل التعليقات التي تجاوزت المائة، استوقفني وأثار مخاوفي، حيث تطرق إلى النشاط الذي تقوم به إيران في سبيل المد الشيعي ليصل إلى مختلف الطبقات في السودان الشقيق، فالقارئ «أبوحمدي» صاحب ذلك التعليق قال ان إيران بدأت نشاطها بإقامة مركز صحي بطاقم طبي إيراني في الخرطوم مقابل حديقة الحيوانات، أطلقت عليه (مركز صحي خادم الأنبياء)، تمخض عنه إقامة العديد من الحسينيات وتحول الكثير من الطلاب وغيرهم من أفراد الشعب من المذهب السني إلى الشيعي، محملًا النظام المسؤولية تجاه ما حدث، والأمر لم يعد سرًا، فالإيرانيون لا يعملون في الخفاء، مستغلين فقر البلدان التي يستهدفونها، إذ يقومون بدعم حكوماتها ماديًا ويغرقون المسؤولين فيها بالمال، ليغضوا الطرف عن أنشطتهم الهدامة، والسودان كان من ضمن الدول التي تم استهدافها في ظل الفاقة التي يعيشها، الأمر الذي أوجد مناخا ملائمًا أمام إيران لنشر دعوتها للتشيع بين الأشقاء في السودان، وأصبحت هناك زوايا معروفة لمن تشيعوا، وحسينيات عدة، ومراكز تعليمية ومنظمات للمرأة، ولعلنا نتذكر ما قاموا به في معرض الخرطوم للكتاب، حيث كان الجناح الشيعي يحتوي على ستة معارض إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله، وكانت تضم كتبًا تسيء إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، شجعها على ذلك نجاحها في (موريتانيا) الذي أسفر عن تحول 45 ألف شخص للمذهب الشيعي -حسب شبكة «رؤية الإخبارية»- وجعلها منطلقًا للترويج لسياساتها وللمذهب الشيعي في المغرب العربي وغرب إفريقيا.. وبينما وقفت حكومة المغرب بحزمٍ ضد هذه المحاولات، وقطعت من أجل ذلك علاقاتها مع إيران، رأينا كيف سارع مفتي ليبيا إلى التحذير من ذلك النشاط الذي استهدف شباب بلاده لنشر التشيع، واليوم يواصل الإيرانيون نشاطاتهم في (دير الزور) مستغلّين عوز الذين تقطعت بهم السبل وفقدوا بيوتهم، والذين لا يجدون ما يسد رمقهم، كما وصلت أذرعتها الأخطبوطية إلى الصومال واليمن وبلدان شرق آسيا، ولديهم نفس طويل في مواصلة هذا السباق حتى يحين جني حصاد شجرتهم الخبيثة. أتساءل: أليس لنا من دور لإيقاف هذا التمدد الذي يستغل ظروف الشعوب الفقيرة وينقلها من مذهبها إلى مذهبه؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain