السبت 02 نوفمبر 2013 10:25 صباحاً واشنطن ((عدن الغد)) إيلاف كانت نبيلة رحمن تجني خضرا في بستانها عندما شنت طائرة بدون طيار غارة فقتلت جدتها واصابتها بجروح مع سبعة اطفال آخرين، وتسأل الفتاة الباكستانية الاميركيين اليوم من واشنطن "ما الذي فعلته لكم جدتي؟". وأتت الفتاة وهي في التاسعة من العمر الى واشنطن من وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية شمال غرب باكستان مع والدها وشقيقها (13 سنة) لاظهار جانب من ضحايا غارات الطائرات الاميركية بدون طيار والتي بدات في 2004. وفي تقرير نشر الاسبوع الماضي استندت منظمة العفو الدولية الى شهادتهم لمطالبة السلطات الاميركية بوضع حد لسرية تلك العمليات المفترض انها تستهدف مقاتلين متطرفين موالين لتنظيم القاعدة. وفي حديث مع فرانس برس اوضح والد نبيلة رفيق رحمن انه وافق على دعوة من شركة انتاج افلام وثائقية ليروي حكايته في الولاياتالمتحدة مضيفا "كوني استاذا اريد ان ألقن الاميركيين دروسا وابلغهم كيف جرح ابنائي". وتساءل "ليس لابنتي وجه ارهابية، ولم يكن وجه امي ايضا وجه ارهابية، هذا لا معنى له، فلماذا حصل؟". وفيما كانت العائلة تنعي الجدة صدمت بالرواية التي بلغتها حول غارة تشرين الاول/اكتوبر 2012 التي اصابت افرادا منها. وافادت وسائل الاعلام حينها ان صواريخ سقطت على منزل واكدت احداها انها كانت سيارة قتل فيها العديد من الناشطين. وقال رحمن انه لم تكن هناك سيارة ولا منزل، بل ان الصواريخ سقطت في بستان كانت الجدة وحفيدتها تقطفان فيه الخضر. وقالت نبيلة "شاهدت بريق ضوئين يسقطان حيث كانت جدتي (...) ثم كل شيء تحول الى سواد". وكان الدم يسيل من يد الطفلة التي اصيبت بشظايا فحاولت ان تزيله بشالها "لكنه لم يتوقف"، ونقلت الى المستشفى كما ان شقيقها خضع الى عمليتين جراحيتين في ساقه اليسرى واضطرت عائلته الى الاقتراض لعلاجه. ويقول زبير انه لا ينام جيدا منذ الغارة ولم يعد يخرج للعب الكريكت، "لم تعد لي رغبة في اللعب ولا في الذهاب الى المدرسة، لقد دمروا حياتي حقا". واضافت نبيلة "عندما اسمع انهم يهاجمون الناس الذين يعادون اميركا، اتساءل ماذا فعلت لهم؟ (...) لا شيء". وستروي العائلة حكايتها الثلاثاء في مؤتمر صحافي الى جانب نائب فلوريدا الديموقراطي ألان غرايسون. ويرى البرلماني انه "عندما يتعلق الامر بقضية الامن القومي مثل غارات الطائرات بدون طيار من المهم ان نستمع ليس فقط الى المدافعين عنها بل ايضا الى ضحاياها". ويروي رفيق انه في اجواء قريتهم لا ينقطع هدير الطائرات بدون طيار حتى ان الاطفال اصبحوا يعرفونه. وكل ما يطالب به الاب هو وقف اعمال العنف "ربما عبر مناقشات ومفاوضات بين المستهدفين" وواشنطن. وترى الحكومة الاميركية ان غارات الطائرات بدون طيار تشكل أداة مشروعة في اطار "الدفاع عن النفس" وانها ناجعة ضد القاعدة، في حين تعرض تدابير عسكرية اخرى حياة جنودها للخطر. لكن عائلة رحمن "لا تريد مالا بل تريد اجابات" كما قالت المحامية جنيفر غيبسون التي تساند افرادها. واضافت "انهم يأملون انه بحضورهم الى هنا للقول انهم الاشخاص المجهولون غير الموجودين بالنسبة اليكم سوى كارقام، فقد ينتهي الامر باحد ليصغي ويتساءل ما اذا كانت هذه السياسة حقا سليمة".