استاذ جامعي يتحدث ل"فارس" عن.. المحاور الرئيسية الاربعة للتضاد الماهوي بين ايران واميركا طرح الاستاذ الجامعي الخبير في العلاقات الدولية، سيامك باقري، في حديثه ل"فارس" 4 محاور رئيسية للتضاد الماهوي بين ايران والولايات المتحدة. طهران (فارس) وقال الاستاذ سيامك باقري لمراسل وكالة انباء فارس بشأن اسباب عدم ثقة ايران باميركا: لابد من دراسة جذور عدم ثقة ايران بأميركا في عدة محاور. والسبب الاول لعدم ثقة الشعب الايراني هو سلوك وأداء اميركا في السابق، والتي لم ينسها الشعب الايراني. فأميركا ومن خلال دعمها لانقلاب 19 آب/اغسطس 1953 ضد الحكومة آنذاك، هيأت الارضية لتسلط حكومة مستبدة طيلة سنين مديدة في ايران. وقد أسست اميركا للمرة الاولى اجهزة استخبارات النظام الملكي والذي كان يمارس التعذيب ضد الثوار. ومن جهة اخرى فإن الشعب الايراني لم ينس ان اميركا كانت مهيمنة على مقدرات البلاد تماما حتى سقوط نظام بهلوي البائد. واضاف الاستاذ باقري: ان السبب الثاني لعدم ثقة الشعب الايراني بأميركا هو انه شهد بعد انتصار الثورة الاسلامية العداء والتآمر الاميركي ضد ايران.فقد كانت اميركا بصدد الإطاحة بالنظام الاسلامي عبر وكر التجسس، الا لم تتمكن، وبادرت الى تنفيذ عمليات عسكرية في طبس. ثم قامت بدعم العناصر المناوئة للثورة والزمر التي كانت ترمي الى إضعاف الجمهورية الاسلامية، وقدمت دعمها المفتوح لصدام حسين للهجوم على ايران. وتابع: واصلت اميركا عداءها للجمهورية الاسلامية الايرانية بشكل آخر، من خلال الضغوط الاقتصادية والمؤامرات السياسية ودبلوماسية فرض العزلة. واضاف: ان جانبا آخر من عدم الثقة يعود الى نظرة المسؤولين الاميركيين الى الشعب الايراني. فلقد شهدنا دوما ان المسؤولين الاميركيين ادلوا بتصريحات تعد اساءة للشعب الايراني. بما فيها التصريحات الاخيرة لوندي شيرمن التي وصفت الايرانيين بأنهم مخادعون بالفطرة. ويصور الاميركيون الايرانيين دوما بأنهم قوم يحبون العنف والدماء، وقامت بانتاج افلام مسيئة بهذا الصدد بما فيها فيلم "300" ضد ايران". والآن تواصل اميركا سياساتها المعادية من خلال سلوكها المتسم بالازدواجية. وبشأن التضاد الماهوي بين ايران واميركا، أوضح هذا الاستاذ والخبير الجامعي: يمكن شرح التضاد الماهوي في 4 مواضيع. الاول: هو ان استمرار العداء الاميركي يشير الى ان الجمهورية الاسلامية تعمل على الضد من المصالح الاميركية. ولولا هذا التضاد لما استمر العداء الاميركي المرتبط بظروف وزمان خاص الى الآن، لذلك فإن مؤشرات التضاد الماهوي بين اميركا وايران تعود الى استمرار العداء. والتضاد الثاني بين اميركا وايران، هو ان اميركا ترى نفسها السلطة الاقوى المهيمنة على العالم، وبالتالي فإنها بصدد إبقاء النظام العالمي حسبما تهوى، لتدير نوعا من الاستكبار ونظام السلطة في العالم. وبما ان الثورة الاسلامية ثورة معادية للاستكبار، فإن القبول بالسلطة الاستكبارية لا يتسع في خطاب الثورة الاسلامية. والتضاد الماهوي الثالث بين اميركا وايران هو ان اميركا بذلت دوما مساعي محمومة لتغيير نظام الجمهورية الاسلامية. فقد كان تغيير النظام في ايران دوما ضمن السياسات الاميركية. والتضاد الماهوي الرابع، يمكن مشاهدته في الاستراتيجية الامنية العالمية في خطاب الرؤساء الاميركيين من جهة، ومفاهيم وخطاب الدستور وكذلك اهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية ومصالحها من جهة اخرى ما يشير الى استراتيجية اميركا الامنية لا تنجمع مع المصالح والاهداف التي يشملها دستور الجمهورية الاسلامية، بل انها متضادة. لذلك فإن اميركا متضادة ماهويا مع ايران. وفي الختام، قال باقري حول آفاق سياسة ازالة التوتر بين ايران واميركا: على اميركا ومن اجل تحسين العلاقات مع ايران، ان تتخلى عن سلوكها وخطابها المتغطرس. هذا في حين انه من وجهة نظر اميركا، على ايران ان تتخلى عن خطابها في اطار سيرتها الحالية. وبعبارة اخرى فإن حديث اميركا عن التفاوض انما هو فقط من اجل اجتياز بعض الظروف. فالاميركيون يبحثون عن التفاوض بسبب الظروف التي يعانون منها، ومن اجل الحصول على مكاسب سريعة، الا ان موضوع العلاقات الذي يطرح من قبل اميركا ما هو الا خدعة، لأنه لن تكون هناك علاقات مع هذا النظام والتصور الذي لديهم عن نظام الجمهورية الاسلامية. وما دامت اميركا رمزا للسلطة ومازالت تواصل سياساتها المتغطرسة من قبيل التنصت والتجسس على جميع الشعوب والذي شهدناه في الايام الاخيرة، فلا يمكن التفاؤل بتحسن العلاقات. وفي الحقيقة فإن اميركا تتابع سياسة تغيير النظام في ايران، ويبدو من المستبعد مع استمرار سياسة الضغط والعقوبات، ان يتم التوصل الى اتفاق جديد بين ايران واميركا. /2926/