صرح ذات يوم وزير التجارة البريطاني سابقاً في حكومة مارغريت تاتشر، نيقولاس ريدلي منتقداً توحيد العملة الأوروبية، وقال: "إنه صاروخ ألماني موجه للسيطرة على أوروبا وأن الفرنسيين يتحركون كدمى في يد الألمان -لتأييدهم لهم-"، فأطاح به ذلك التصريح وأُجبر على الاستقالة رغم أنه من أقرب المقربين للمرأة الحديدية مارغريت تاتشر، ولم تفده المناصب الوزارية التي تقلدها، حيث عمل إلى جانب التجارة وزيراً للمالية ووزيراً للخزانة البريطانية، ومع كل ذلك أنهى مشواره السياسي بتصريح غير مسؤول، وربما كان مسؤولاً، والدليل أن بريطانيا لم تنضم للعملة الموحدة ولم يشملها اليورو وبقيت عملتها كما هي الجنيه الأسترليني "الباوند". في المقابل صرح جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم موجهاً انتقادات لاذعة وساخرة للاعب البرتغالي نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، بل لم يكتف بمجرد السخرية، حيث قام رئيس الفيفا بتقليد مشية اللاعب باستهزاء غريب، وأكملها بالحديث عن الإنفاق على تصفيف الشعر، ومكمن الغرابة أن يصدر ذلك من رئيس الاتحاد الدولي أعلى مرجعية كروية، وفي مقارنة بين نجمين كبيرين في الكرة العالمية ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. لنكن واقعيين أن الانحياز سمة الرياضيين، وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً ولكنه واقع نعيشه كما نعيش واقع التصريحات الساخنة والصاخبة وهي مطلوبة في الرياضة للإثارة، أما الاستهزاء والسخرية فليس لها محل، وسقط بلاتر وهو يسخر من كريستيانو ويقلد مشيته، والموضوع أخذ أبعاداً واسعة، ولكن لو كان اللاعب بريطانياً أو فرنسياً أو ألمانياً لأسقط رئيس الفيفا من منصبه لأنه تدخل وانحاز إلى جوار لاعب دون آخر في عشية إعلان الأسماء التي ستتنافس على الكرة الذهبية. ولأنني من الوسط الرياضي فإنني انحاز فنياً إلى ميسي رغم تعاطفي مع مدريد، وأتمنى الكرة الذهبية لنجم البايرن ريبيري. خلاصة القول: إن التصريحات المثيرة والساخنة مطلوبة دائماً في الرياضة، أما السخرية فهي مرفوضة وممقوتة، وردات الفعل التي أجبرت رئيس الفيفا على الاعتذار فهي درس لمن أراد أن يستفيد في كيفية التعامل مع الأخطاء، ودرس آخر عن أن الاعتذار يأتي من الشخص مهما بلغ منصبه، أما دروس الاستقالة على التصريحات الخاطئة فليس لها محل في منافساتنا الرياضية. Abdullah [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain