ليس غريبًا عن الكرة السعودية، فهو كان مدرّب الشعلة الموسم الماضي، ورغم إقالته من تدريب الأخير لتردّي النتائج، إلاّ أنّ إدارة نادي الوحدة وضعت ثقتها فيه لقيادة الفرسان للعودة مرّة أخرى إلى الدوري الممتاز.. المصري محمد صلاح نجم سابق بنادي الزمالك، ومنتخب الفراعنة، ويملك سجلاً تدريبيًا طويلاً، آخر حلقات سلسلته هي نادي الوحدة العريق، وذو التاريخ الكبير في الكرة السعودية.. التقيناه وتحدّث معنا بشفافية عن جميع الأمور التي تخصّ الوحدة وآمال جماهيره وطموحاته الشخصية مع الفريق، وحاصرناه بأسئلتنا حول كل صغيرة وكبيرة تهمّ عشاق النادي، فإلى التفاصيل: * بعد الفترة التي قضيتها مع فريق الوحدة، ما هي انطباعاتك عنه؟ يمتلك الفريق مجموعة ممتازة من اللاعبين المهاريين، ولديهم حماس كبير، على صغر سنّهم، وطموحهم عال، مما يسهل في الحقيقة مهمة أي مدرّب يشرف عليهم، وأتوقّع إذا ما اتّبع هؤلاء اللاعبون البرنامج الغذائي والتدريبي والتزموا بمواعيد النوم سيكون لهم شأن، ليس على خارطة نادي الوحدة فحسب، وإنما سيصل كثير منهم لقائمة المنتخب السعودي. * وهل ذلك يعني أنّ التأهّل للأضواء مضمون؟ تعلّمنا في مجال التدريب أن نعمل في كل مباراة على حدة حتى نصل للنهاية، أمّا أن أجزم من البداية بصعود فريقي فهذا لا يُمكن القطع به ولا يجوز، لا سيّما إذا ما علمنا أنّ دوري ركاء متقلّب، وعلينا أن نعمل حتى المباراة الأخيرة، وأن نعتبر كل لقاء بمثابة بطولة في حد ذاته، ففريق يملك تاريخًا عريقًا مثل الوحدة مكانه ضمن صفوة الممتاز وليس ركاء. * وأين تكمن الصعوبة في مباريات دوري ركاء؟ عدم التكهّن بمصير المباريات وتقلّب النتائج من لقاء لآخر، كما أنّ الطرق الدفاعية التي تنتهجها الفرق من الأمور الصعبة أيضًا، ففي مباراة الجيل لم تستقر الكرة على الأرض لفترات طويلة إذ اعتمد الجيل على الكرات العالية، هو الأمر الذي أبقى النتيجة سلبية. * هل كان لك دور في ضم النادي للاعبين من الهلال والأهلي؟ لا، لم يكن لي أي دور في ذلك، فأنا أشرفت على الفريق بعد أن اتّفقت الإدارة مع عبدالرحمن السعيد، وإسماعيل مغربي، ثم انضم إليهما زياد سلامي، ومحمد برناوي، ومهند الفارسي، والأخير فقط طلبت مني الإدارة متابعته قبل التوقيع معه، وبعد مشاهدتي للاعب أوصيت بتسجيله، وأخبرتهم بأنّه سيكون له شأن كبير مع الفريق. * وماذا طلبت منك الإدارة عند التعاقد معك؟ كان طلبهم الوحيد هو تصعيد الفريق للممتاز، فكما قلت لك سابقًا تاريخ الوحدة يتطلب أن يكون في دوري عبداللطيف جميل. * ولم يكن بناء فريق للمستقبل ضمن خطط الإدارة؟ إذا عاد الفريق لدوري الكبار بمشيئة الله، فالمجموعة الحالية ستكون نواة لبناء فريق المستقبل، فهم كما تلاحظ من صغار السن، ولا يضم الفريق إلا ثلاثة لاعبين أصحاب خبرة، وأعتقد أنّ فكرة البناء للمستقبل موجودة أصلاً في التشكيلة الحالية. * برأيك.. ما هي الخانة التي تحتاج للتدعيم؟ نحتاج لظهير أيسر، فهذا المركز ليس لدينا فيه البديل الجاهز، وأي فريق يريد الاستمرار على وتيرة الانتصارات، والمنافسة على الصعود، وتحقيق البطولات، لا بدّ أن يكون لديه البديل الجاهز، أي 22 لاعبًا في نفس المستوى. وتدوير اللاعبين شيء مهم لأنّهم يتعرّضون للإرهاق ويهبط مستواهم خاصة في الربع الأخير من الموسم، وإيجاد البديل الجاهز في حالة الإصابات مطلب أساس، ولهذا نحن في طور البحث عن لاعب في هذا المركز. * ومركز رأس الحربة؟ أعتقد أنّ إسماعيل مغربي شغل هذا المركز بامتياز، والدليل أنّه أصبح هداف الوحدة، ويتنافس على لقب هداف المسابقة، ويكفي أنّه يسجّل في كل مباراة، فهذا مؤشر أكثر من رائع، كما أنّ هناك صفوان المولّد ومؤيّد إدماوي وسلمان المؤشر ومهند الفارسي، وكل هؤلاء يصنعون ويسجلون الأهداف فليس لدينا مشكلة في هذا المركز. * من الفريق الذي تخشى تأثيره على صعود الوحدة؟ أخشى جميع الفرق، فإذا لم تحترم منافسك فستخسر أمامه مهما كانت قوتك، ومع ذلك لو سألتني من تتوقّع أن ينافس على الصعود سأقول لك إنّ الخليج وهجر والقادسية والطائي والرياض أكبر المنافسين مع الوحدة على الصعود. * إلى أي مدى تتعاون معك الإدارة الوحداوية وتسهّل مهمّتك؟ بصراحة وبدون مجاملة، هذه الإدارة طموحة ولديها أفكار رائعة، وهاتان الصفتان تسهلان على أي مدرب العمل في نادي الوحدة، كما تحفّزانه على بذل أقصى جهد ومضاعفة العمل لتحقيق أهدافها وطموحاتها. * وماذا عن الجهاز الإداري بقيادة عصمت بابكر؟ يكفي أنّ الثنائي عصمت بابكر ومحمد الهيج لاعبا كرة وتربويان، ولديهما فكر إداري حصيف، وبصراحة هما يعملان ليل نهار من أجل تسهيل أمور اللاعبين والجهاز الفني، ويجدان كذلك كل الاحترام من اللاعبين، كما أنّهما فرضا الانضباطية داخل الملعب وخارجه، ممّا جعل النادي يعمل بوتيرة واحدة وعلى قدم وساق. * ما هي أصعب مباراة خاضها الفريق حتى الآن؟ في رأيي مباراة الحزم، وصعوبتها أننا تأخّرنا مرتين، وكنا مغلوبين حتى الدقيقة 86 ثم حققنا التعادل وفزنا بالمباراة، أضف إلى ذلك أننا واجهنا فريقا يلعب كرة جميلة ويملك لاعبين أصحاب خبرة، ولكن الحمد لله أننا نجحنا في الفوز، وفتح ذلك الانتصار المجال للاعبين للمنافسة على الصدارة وكسب الخليج في اللقاء التالي. * هل ترى أنّ فرصة المدرّب العربي باتت أفضل من الأجنبي بالمملكة؟ المدرب العربي لا يقلّ إمكانيات عن الأجنبي، متى ما وجد الثقة والصبر، ولنا مَثَل في مدرب الفتح فتحي الجبال الذي تفوّق على جميع المدربين الأجانب وحقق بطولة الدوري الموسم الماضي، وأضاف إليه لقب السوبر قبل بداية الموسم الحالي، وهذا سببه أنّ الإدارة الفتحاوية وثقت به ولا تزال تمنحه الثقة وتدعمه، وهنا أشيد أيضًا بإدارة الهلال لمنحها لسامي الجابر الثقة بالإشراف على فريق كبير مثل الزعيم، فالجابر ذو فكر عال، ويملك إمكانيات كبيرة، وهو قادر على تحقيق الدوري، وأتمنى من جميع الأندية أن تحذوا حذو إدارتي الفتح والهلال في دعمهما للمدربين العرب. * وهل تتوقع أن يستمر الجبال في تحقيق البطولات مع الفتح؟ لا أتوقع ذلك، فالفتح وصل إلى مرحلة لم تكن متوقّعة ومن الطبيعي أن ينخفض مردوده بعض الشيء، ولن يحقق بطولة ثالثة حاليًا إذا ما استمر فتحي الجبال أو رحل، والسبب أنّه يحتاج فترة لتكوين فريق آخر، ولكنّه على أية حال لن يترك منطقة الوسط، وأكثر من ذلك لن يحتمله الجبال. * كلمة أخيرة؟ أشكر كل من منحني الثقة للإشراف على فريق كبير مثل الوحدة، وأتمنّى أن أكون عند حسن الظن، وأحقّق الهدف الذي تبحث عنه إدارة الوحدة وجماهيره الكبيرة.