(أبوظبي) – المشهد المفعم بالأمل الذي يمثله الأطفال على امتداد الوطن بحماسهم الفطري تعبيرا عن مشاعر الفرح باليوم الوطني، يدل بفخر على الوعي المجتمعي تجاه تعزيز الهوية الوطنية. فاليوم ووسط مظاهر الابتهاج التي تعم الدولة من شمالها الى جنوبها، لابد من الاضاءة على تلك البراعم البريئة. والتي تنشأ منذ سنوات الحضانة الأولى أو حتى منذ بدايات النطق على حب الإمارات والتباهي بحمل علم البلاد والتغني بالنشيد الوطني. هي كلمات كبيرة يرددها الصغار بأجمل ألحان يصدرونها بثقة "عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا .. عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن .. حصنتك باسم الله يا وطن". أناشيد وأعلام وأكثر من ذلك فان التربية المنزلية التي تأتي جنبا الى جنب مع المناهج التعليمية الحريصة على أن تغرس في الأجيال معاني الوطنية الحقة، لا شك تلعب دورا بارزا في الارتقاء بالقيم. أناشيد وعبر وأعلام وصور، كلها أدوات تساعد الصغار على فهم عراقة التاريخ وأصالة التراث وإن كان بأسلوبهم وعلى طريقتهم. فما من أمر يبنى على قاعدة سليمة إلا وتتفتح زهوره بأجمل العطور. وهكذا هم أطفال الامارات ورجال المستقبل يقطفون بخيلاء ما يزرعه بداخلهم الأهالي والكتب والمجتمع بأعلامه ومجالسه وموروثه الثقافي المتجدد. مفاهيم تربوية ويورد الاستشاري الأسري الدكتور سمير غويبة أن مظاهر الولاء للوطن والتي يتلمسها الجميع في المواطن الاماراتي منذ الطفولة الى أن يشتد عوده، لهي خير دليل على فاعلية المفاهيم التربوية الراسخة. ويقول إنه كلما كان الغرس متينا في الصغر، بانت علاماته مع تقدم المراحل العمرية، لأن الطفل جاهز دائما لتلقي ما نعطيه اياه بأسلوب محبب. ويوضح أن الكلام في الوطنية وان كان فهمه صعبا على الأطفال، غير أنهم قادرون على فك رموزه بأبسط الصور التي يرونها أمامهم. ويذكر الدكتور سمير غويبة أن الأهل لا بد وأن يكونوا واعين لهذه المسألة بتوفير الأجواء المؤاتية لأبنائهم حتى ينشؤوا في كنف حب الوطن والشعور بالفخر لانتمائهم اليه. كأن يصطحبوهم باستمرار الى المعارض التي تقدم أشكالا عن أدوات التراث وما كان يستخدمه الأجداد، وأن يشرحوا لهم كيف مرت البلاد بملاحم الانجازات الضخمة. بدءا من مآثر الوالد الشيخ زايد يرحمه الله مؤسس الدولة وباني مجدها، وصولا الى صاحب السمو الشيخ خليفة زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الحريص على توفير أفضل سبل العيش الكريم لأبنائه والمقيمين على أرض الدولة. السلام بالخشم ... المزيد