أيام قلائل تفصلنا عن أولى دورات مهرجان أجيال السينمائي الذي تشهد العاصمة القطرية الدوحة انطلاق فعاليات سجادته الحمراء 26 الجاري، ليركز المهرجان على سينما الأطفال، عبر أفلامه، ولجان تحكيم مسابقاته التي يتولاها الأطفال أنفسهم. فكرة المهرجان، وبحسب فاطمة الرميحي، جاءت لشعور مؤسسة الدوحة للأفلام بضرورة إيجاد موطئ قدم للأطفال في صناعة السينما التي تعكف المؤسسة ومهرجانات السينما بالمنطقة على تأسيسها، وقالت ل "البيان" إن فعاليات المهرجان قسمت بحسب الأعمار ونوعية الأفلام المشاركة، مشيرة إلى أن الفعاليات ستشمل أيضاً ورش عمل تركز على تطوير الإنتاج العربي فيما يتعلق بالمحتوى الموجه للطفل. 42 فيلماً متنوعاً في الفئات القصيرة والوثائقية والروائية، تشكل خريطة دورة المهرجان الأولى، وستكون موزعة على أقسام المهرجان وهي: بريق (من 4 7 سنوات) ومحاق (من 8 12 عاما) وهلال (من 13 17 عاما) وكذلك بدر (من 18 21 عاما)، وقد أسندت مهمة تحكيم الأقسام الثلاثة الأخيرة إلى الصغار الذين تم مسبقاً إخضاعهم لبرامج تدريبية خاصة بالقطاع السينمائي. إنتاج عربي في حديثها مع "البيان"، بدت فاطمة الرميحي متحمسة لأولى دورات المهرجان الذي يهيمن الصغار على فعالياته وأفلامه، وقالت: "نحن نعتبر أن رأي الأطفال هو المهم بهذا المجال، فعدا عن تحديدهم للأفلام الفائزة بالمهرجان، فمن خلالهم يمكننا تحديد مستقبل ومحتوى أفلام الطفل، ولذلك خصصنا مساحة كبيرة من ورش العمل لمناقشة الإنتاج العربي في هذا المجال". وإلى جانب الورش، فعملية رفع الثقافة والذائقة السينمائية لدى الأطفال، تعد هدفاً تسعى إدارة المهرجان لتحقيقه، وفي ذلك، قالت فاطمة: "بناءً على تجاربنا السابقة، عملنا على تعزيز هذه المبادرة لنقدم تجربة تعليمية جديدة، تمكن الصغار من مشاهدة العروض والمشاركة في ورش العمل التي صممت لرفع ثقافتهم وذائقتهم السينمائية، وتشجيعهم للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين والتعلم منهم واكتشاف ما يجري حولهم". وبخلاف المهرجانات العالمية، فضلت إدارة المهرجان أن يكون حكامها من الأطفال، إدراكاً منها لضرورة إشراكهم في صناعة السينما الخليجية، لكونهم يمثلون الشريحة الأكبر في المنطقة، وبحسب فاطمة، فقد عمدت إدارة المهرجان إلى إشراك الصغار في حلقات النقاش التي ستقام على هامش الفعاليات، بهدف معرفة طبيعة المنتج الذي يبحثون عنه تلفزيونياً وسينمائياً. تيمة كاملة ونفت فاطمة أن يلعب تولي الصغار لتحكيم المهرجان، دوراً في إضعافه، وقالت: "المهرجان موجه لهم، وبالتالي فرأيهم هو الأهم بالنسبة لنا". مشيرة إلى قيامهم المسبق بإعداد الصغار لخوض هذه التجربة، عبر إخضاعهم لبرامج تدريب خاصة بطرق نقد الأفلام والحكم عليها وتعريفهم بكل ما يتعلق بهذه الصناعة من ألفها إلى يائها. تواجد الانيمي الياباني في المهرجان، لن يقتصر على فيلم "وتهب الريح" للمخرج هاياو ميازاكي، والذي سيفتتح المهرجان، وإنما سيشكل تيمة كاملة تزين الدورة الأولى، وبحسب فاطمة، فستضم هذه الدورة مجموعة من الأفلام المتخصصة بالانيمي الياباني، ومعارض تسلط الضوء على الفنانين القطريين والخليجيين المهتمين بهذا الفن، وقالت: "أعتقد أن المهرجان سيشكل منصة مهمة لهؤلاء الفنانين لتقديم أعمالهم الخاصة بالانيمي الياباني". جوائز المهرجان 4 أفلام طويلة و6 قصيرة ستتنافس على جوائز قسم هلال، فيما تتنافس 4 طويلة و8 قصيرة على جوائز بدر، أما جوائز محاق فيتنافس عليها 8 أفلام قصيرة، وأكدت فاطمة إلى أن الفائزين بمسابقات المهرجان سيحظون بفرصة تطوير مشاريعهم المستقبلية من صندوق أجيال لتمويل الأفلام، وأشارت إلى أن قيمة جوائز مسابقة الأفلام القصيرة في أقسام محاق وهلال وبدر تبلغ 5000 دولار، فيما تصل قيمة جوائز الأفلام الطويلة في قسمي هلال وبدر، إلى 15 ألف دولار.