أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي مبادرة "مجتمعي... مكانٌ للجميع" في إضافة من شأنها دعم الجهود الحالية لإمارة دبي في مجال تمكين ذوي الإعاقة، وضمن إطار جامع يساهم في تعزيز فاعلية المشاريع والمبادرات القائمة واستحداث المزيد منها وفق رؤية ترمي إلى تعظيم مشاركة وإدماج هذه الفئة المهمة في المجتمع، وإيجاد مسارات عمل جديدة يمكن من خلالها تذليل كافة العراقيل التي قد تعترض طريق انخراط ذوي الإعاقة بصورة إيجابية في محيطهم الاجتماعي كأفراد قادرين على الإنتاج والإبداع. ووجّه سمو ولي عهد دبي كافة الدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية في دبي إلى اتخاذ التدابير الفورية اللازمة التي من شأنها إثمار خطوات عملية ملموسة تدعم ما قدمته الجهود السابقة والحالية في دبي من نتائج إيجابية طيبة، وتؤازر المبادرة الجديدة بما تحمله من أهداف، معرباً عن أمله أن تنال هذه المبادرة تأييد كافة أطياف المجتمع وأن تحظى برعاية واسعة تبرز مدى الوعي بأهمية إشراك ذوي الإعاقة وما يمكن أن نقدمه لهم من أوجه دعم مختلفة تمكنهم من القيام بأدوارهم كأفراد قادرين على إحداث تغيير إيجابي في بيئتهم وتؤكد قدرتهم على المشاركة المجتمعية كأشخاص نافعين لأنفسهم ووطنهم. وأكد سمو ولي عهد دبي أن الإعاقة لا يمكن أن تكون سبباً في حجب صاحبها عن المشاركة الإيجابية، حيث أن هذا الحجب يكون في أغلب الأحيان نتيجة حاجز "ذهني" يثني من يحيطون بصاحب الإعاقة عن إدراك قدراته الخاصة وهو حاجز لا علاقة له بالواقع؛ كما شدد سموه على حرص دبي على تذليل مختلف العراقيل التي قد تكون سبباُ في حرمان ذوي الإعاقة من فرصة المشاركة في بناء وطنهم، منوهاً سموه أن لدى العديد منهم طاقات وإمكانات وإرادة وعزيمة على التفوق عوضّهم الله بها ليتميزوا عن غيرهم في الكثير من المجالات. وقال سموه: "إننا حريصون على توفير مختلف أوجه العناية بذوي الإعاقة ونحن ملتزمون بذلك وبشتى الطرق ونعمل على تهيئة أفضل بيئة داعمة لهم كونهم جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع، ونعمل جاهدين على أن نتيح لهم الفرصة كاملة لإطلاق طاقاتهم وإثبات قدرتهم على العطاء التي لا يمكن أن تحدها إعاقة بدنية، ودورنا أن نوجد البدائل والحلول التي تمكنهم من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية وأن نيسر حصولهم على كافة الخدمات بأسلوب سهل ويسير". وأضاف سموه: "من واجبنا أن نهيئ الفرصة كاملة لذوي الإعاقة كي يوظفوا المواهب والقدرات التي اختصهم الله بها فيما يفيدهم ويعود بالنفع على مجتمعهم. إن تمكين عموم فئات المجتمع هو هدف نضعه في مقدمة اهتماماتنا حتى يتحول الجميع إلى قوة إيجابية منتجة؛ فنحن حريصون على منح فرص متكافئة للجميع ونريد كافة عناصر المجتمع أن تكون شريكا إيجابياً في مسيرة النماء. إننا نتطلع إلى جهد تنموي يشمل كل الفئات والقطاعات ويقوم على مشاركة مجتمعية لا تستثني فئة ولا تحرم أحداً من نيل شرف الإسهام في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته". وفي إطار مبادرة "مجتمعي... مكانٌ للجميع"، أمر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بالبدء فوراً في إعداد قانون "حماية الأشخاص ذوي الإعاقة في دبي" وإطلاق خط ساخن يمكن من خلاله الإبلاغ عن أي بادرة تمييز أو إساءة أو إهمال أو استغلال في حق أي شخص معاق، علاوة على تقديم هذا الخط لمعلومات عن الخدمات المخصصة لذوي الإعاقة وأماكن توافرها. كما وجّه سموه كافة الجهات الخدميّة في القطاعين الحكومي والخاص بالبدء فوراً باستحداث مسار لخدمة ذوي الإعاقة ليتخطى ذلك الإعاقة الحركية إلى باقي أنواع الإعاقة عبر توفير موظفين مؤهلين ومدربين وعلى قدر كبير من الدراية بأفضل سبل تقديم الخدمة لذوي الإعاقة بما ييسر حصولهم على تلك الخدمات بأسلوب سهل وبسيط. كم أعطى سموه توجيهاته للجهات الخدمية باستحداث برامج تدريبية لموظفيها للتدرب على "لغة الإشارة" بشكل شامل يضمن سهولة تقديم الخدمات إلى فئة الصم والبكم، بالإضافة إلى توفير جميع الأدلة الإرشادية للخدمات الرئيسية مطبوعة بطريقة "برايل" وإتاحتها لذوي الإعاقة البصرية. قام بتطوير مبادرة "مجتمعي.. مكان للجميع" - بناءً على توجيهات سمو ولي عهد دبي وبمتابعة من سموه، فريق الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع حيث تهدف المبادرة إلى إطلاق مجموعة من القوانين والأطر التشريعية والمبادرات التي تساهم في مجملها في تعزيز بنية تحتية وخدمية تتيح الوصول إلى كافة المرافق والاستفادة من جميع الخدمات، وتوفير رعاية صحية متميزة لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى خدمات اجتماعية مساندة وخلق وعي مجتمعي واسع ما يسهم في دمج ذوي الإعاقة ويؤكد مشاركتهم في تنمية المجتمع.