بدأت شرطة أبوظبي بتسيير وحدة علاج الأسنان المتنقلة التابعة لخدماتها الطبية؛ لتفقد اسنان شريحة مجتمعية واسعة بدءا من ذوي الاحتياجات الخاصة و كبار السن وطلبة المدارس الخاصة وصولا للجمهور في شتى المرافق العامة بإمارة ابوظبي قدر الإمكان. حيث بدأت اولى جولاتها التفقدية بزيارة مراكز وزارة الداخلية لتدريب وتشغيل ذوي الإعاقة في مدينة العين؛ ومركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة. وتأتي هذه الخطوة ضمن مباردة (غراس الأمل) التي كان أطلقها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لتجسيد جانب المسؤولية المجتمعية لوزارة الداخلية تجاه عموم المجتمع، والتزامها بمسؤوليتها الأخلاقية تجاه ذوي الإعاقة، وكبار السن والناشئة على وجه الخصوص. وأكد اللواء خليل داوود بدران، مدير عام المالية والخدمات بشرطة أبوظبي، أن هذه المكرمة ليست بجديدة على مكارم سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتوجيهاته المستمرة بأهمية إيصال الخدمة الى مستحقيها، وتقليص حجم المعاناة التي تواجه بعض الشرائح المجتمعية عبر توفير فريق طبي "شرطي" مختص ضمن هذه العيادة السنية المتنقلة، وبما تتوفر عليه من رافعة ميكانيكية لتمكين المقعدين منهم على بلوغ كرسي المعالجة دون مشاق، فضلاً عن وصول العيادة المتنقلة إلى مقارهم المختلفة وتاليا تقديم الخدمة لطلبة المدارس الخاصة وغيرهم. بدوره، ثمّن محمد محمد فاضل الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أهميّة الدور الرائد لوزارة الداخلية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وعلى رأسهما سمو الشيخ سيف بن زايد في رعاية فئات الإعاقة، من خلال مراكز التأهيل التابعة للوزارة، ودعم ورعاية تلك الفئات بشتى المناشط والمناسبات. وقال محمد خميس الحدادي، عضو مجلس إدارة المؤسسة مدير مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، إن تلك المبادرة الإنسانية تمثل تفاعلاً إيجابياً وتُجسّد حرص المسؤولين بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي على تقديم كافة سبل العون والدعم والرعاية لذوي الإعاقة؛ مراعاة لظروفهم الاجتماعية. وأضاف إن العديد من الدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية في الدولة بصفة عامة، وفي إمارة أبوظبي بصفة خاصة، تحرص كل الحرص على تقديم العون والدعم والرعاية لتلك الفئات، الأمر الذي يتفق مع رؤية ورسالة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وأهدافها الإنسانية النبيلة، وجهودها لرعاية وتأهيل تلك الفئات، وتقديم جميع خدمات الرعاية الإنسانية لهم، والسعي نحو دمجهم في المجتمع كأفراد مؤثرين ومساهمين في مسيرة التقدم والبناء. كما ثمّن ناصر بن عزيز، مدير إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، أهمية هذه المبادرة معتبراً أنها خطوة جديدة في مسيرة اهتمام وزارة الداخلية المستمر بهذه الفئة وبكونها الأب الروحي لذوي الإعاقة؛ وبما يعزز واقع الأمن الاجتماعي والترابط الأسري لذوي الإعاقة، ودمجهم في المجتمع على الوجه الأمثل . وستقوم الوحدة بزيارتها الميدانية المبرمجة تباعا لتغطي كافة مؤسسات ومراكز ودور الرعاية والتأهيل والمدارس الخاصة التابعة لمنطقة ابوظبي التعليمية الى جانب المراكز التجارية والمرافق التي يؤمها الجمهور. وأوضح الرائد الدكتور محمد الريسي، مدير فرع الأسنان بالخدمات الطبية لشرطة أبوظبي، أن فريقاً طبياً (سنياً) مؤهلاً للتعامل مع مختلف الفئات العمرية والصحية بدأ بتنفيذ برنامج المسوحات الطبية السنية؛ للتعرف على واقع الحالة السنية من جهة وتقديم الخدمة الطبية الميدانية في الأماكن التي يتواجد بها ذوو الإعاقة والطلبة وكبار السن، والوصول إليهم سواء كانوا في مراكز أم مدارس أو دور رعاية أم غيرها، وذلك لتجنيبهم مشقة التنقل للحصول على تلك المعالجة. وأعرب المواطن عبدالله سيف العرياني، أول المرضى المقعدين الذي استفاد من هذه الخدمة في مراكز ذوي الاعاقة بمدينة العين، عن سعادته بهذا الإجراء الاحترازي لفحص الأسنان، ومعالجة ما يمكن علاجه ميدانياً مع إجراء المتابعة اللاحقة عند اقتضاء الضرورة، لافتاً إلى أن العيادة الشرطية المتنقلة وعبر توفرها على رافعة مخصصة لذوي الإعاقة الحركية، قد أدخلت البهجة على قلبه وزملائه، قائلاً "إننا ندرك دائماً أن هناك من يفكر ويعمل على راحتنا بشتى الوسائل الممكنة مما يخفف عنا عناء الإعاقة". ويعمل فريق المعالجة السنية المتنقل على مدار الفترتين الصباحية والمسائية ليغطي كافة مدن ومناطق إمارة أبوظبي؛ بمرافقة طاقم تمريضي متمرس وآخر إداري؛ يعمل على رصد التجربة وتطويرها إلى جانب تذليل العقبات التي قد تواجه سير العمل.
