شدد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى المبادرة المصرية التي تقدم بها خلال أعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر الماضي بنيويورك والخاصة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وما تقدمه المبادرة المصرية من خطوات تنفيذية واضحة لدعم الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وأكدت وزارة الخارجية المصرية فى بيان لها أمس أن اجتماعات كبار المسؤولين التحضرية لاجتماعات الدورة 40 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي والتي انعقدت في جدة في الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر 2013 رحبت بالمبادرة المصرية التي تقدم بها نبيل فهمي وزير الخارجية المصري لما تقدمه المبادرة المصرية من خطوات تنفيذية واضحة لدعم الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. يأتي ذلك في الوقت الذي طلبت فيه مصر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالجامعة، للنظر في دعم مبادرة وزير خارجية مصر التي طرحها أمام الأممالمتحدة في ديسمبر الماضي، من أجل دعم جهود إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. من جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصري للعلاقات متعددة الأطراف السفير هشام بدر إنه رغم الإحباط بشأن هذه القضية..إلا أن الأصرار العربي نجح في وضع موضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في موضع متقدم على الأجندة الدولية. ونبه إلى أن مؤتمر 2012 المؤجل يواجه التفافًا من قبل «الوسيط الفنلندي» والدول الأطراف خاصة بعد أن وضعت الدول العربية معايير حول مشاركتها في المؤتمر. وأكد د.طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن هناك تحفظًا على تطور العلاقة بين طهران وواشنطن نظرًا لما تمثله إيران الجديدة من خطر حيث سوف تبقى مقدراتها النووية وتظل إيران بقوتها وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على أمن الخليج والمنطقة، وأشار إلى أن أمريكا تتعامل على أن النموذج السورى من الممكن أن ينجح إيرانيًا وبعد قليل ينجح أسرائيليًا، لافتًا إلى أن من هذه النماذج هو غض الطرف عن البرنامج النووى الإسرائيلي وألا يخضع للتفتيش أو ألا توقع إسرائيل على معاهدة منع الانتشار النووى. من جانبه قال السفير طلعت حامد الأمين العام للبرلمان العربي سابقًا ومستشار الأمين العام للجامعة العربية سابقًا - إن التقارب الأمريكي الإيراني ستكون له تداعيات على الأمن القومي العربي رغم مناداة أمريكا المستمرة بضرورة نزع السلاح النووي الإيراني وموقف أمريكا تجاه سوريا، وأعرب عن خشيته ايضًا من أن يؤثر هذا التقارب الأمريكي الإيراني على الأمن القومي العربي من ناحية إسرائيل موضحًا إن إيران لم تظهر موقفًا واضحًا بشأن الصراع العربي الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية بشأن الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية قال «إننى أخشى أن يكون هذا التقارب الأمريكي الإيراني على حساب احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث لذلك فلا بد من وقفة عربية وموقف قوى مع دولة الإمارات للضغط على أمريكا لكى تجبر إيران على الانسحاب من الجزر الإماراتية. يذكر أن المبادرة المصرية بشأن إخلاء المنطقة من السلاح النووي تتضمن خطوات متتابعة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل من خلال دعوة كافة دول الشرق الأوسط وكذلك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإيداع خطابات رسمية لدى سكرتير عام الأممالمتحدة بتأييدها لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل «النووية والكيمائية والبيولوجية». كما أن المبادرة تتضمن قيام دول المنطقة غير الموقعة أو المصدقة على أي من المعاهدات الدولية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل بالالتزام قبل نهاية العام الجاري بالانضمام إلى المعاهدات ذات الصلة بشكل متزامن، وأن تودع هذه الدول ما يؤكد قيامها بذلك لدى مجلس الأمن الدولي، ودعوة السكرتير العام للأمم المتحدة لتنسيق اتخاذ كافة هذه الخطوات بشكل متزامن كشرط أساس لنجاحها وهو ما يعني تحديدًا انضمام اسرائيل إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية كدولة غير نووية وكذلك انضمامها إلى اتفاقية الأسلحة البيولوجية وتصديقها على اتفاقية الأسلحة الكيمياوئية، وتصديق سوريا على اتفاقية الأسلحة البيولوجية واستكمال الخطوات التي تعهدت بها بشأن اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وتصديق مصر على اتفاقية الأسلحة البيولوجية وانضمامها إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية. كما أن المبادرة تتضمن أيضًا مواصلة الجهود الدولية لضمان عقد مؤتمر 2012 المؤجل حول إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ومن أسلحة الدمار الشامل الأخرى قبل نهاية العام 2013.