أكد عدد من القائمين على برامج الناشئة العاشورائية - التي تقام في بعض مدن و قرى البحرين بمناسبة موسم عاشوراء - أن هذه البرامج تستقطب أعداداً كبيرة من الناشئة، ما يؤكد الحاجة إلى مزيد من الدعم والاحتضان. المنامة (صحيفة الوسط) وأضحت ان هذه البرامج تمثل ظاهرة عاشورائية بدأت تأخذ مساحتها من الانتشار، لما لها من دور مهم في زرع وترسيخ الثقافة الحسينية في نفوس الأجيال، ولم تقتصر على الجانب الرجالي فحسب، بل بدأت بعض الهيئات النسائية في تنظيم برامج خاصة بالفتيات، فيما تعاني بعض القرى من عدم وجود جهة نسائية تتكفل الفتيات اللاتي يرغبن في المشاركة، لما تحتويه هذه البرامج من فعاليات يغلب عليها الطابع الترفيهي والعملي. رياحين الزهراء تطلق لجنة رياحين الزهراء عليها السلام، التابعة إلى مجلس الموكب بمأتم السنابس على برنامجها العاشورائي للناشئة اسم «رياحين الزهراء»، وهو عبارة عن برنامج ثقافي تعليمي ذي طابع إسلامي عام وحسيني خاص. ويشير أحد القائمين على البرنامج، وهو علي عباس كريم، إلى أن عدد الحضور يصل في بعض الأحيان إلى قرابة 400 شخص، حيث يتميز البرنامج بفعالية (ريحان وريحانة) وهما عبارة عن شخصيتين كارتونيتين تقومان بتمثيل أدوار ذات أبعاد أخلاقية كحب الصلاة وبر الوالدين ومساعدة الضعيف وغيرها. ويؤكد كريم أن ليس هناك اهتمام من غالبية المؤسسات الحسينية بفئة الناشئة، فيما يراهم البعض عبئاً ومصدر إزعاج، على حد قوله، منبهاً إلى أن المطلوب من المؤسسات الحسينية احتضان هذه الفئة والاهتمام بها؛ لأنها هي من ستصبح الأساس في المستقبل. المرسم الحسيني وبراعم الحسين بدأت فكرة المرسم الحسيني - الذي تقيمه الجمعية الحسينية بالنويدرات - قبل 9 سنوات (بعد سنتين من بدء المرسم الحسيني في العاصمة المنامة)، ويستهدف مختلف الفئات العمرية، إلا أنه وقبل أربع سنوات من الآن تمت إضافة البرنامج الثقافي للأطفال. ويشير أحد القائمين على البرنامج، علي معراج، إلى أنه في العام الماضي تم تقسيم المعرض إلى مرسم للذكور وآخر للإناث، ولكل فئة لجنة تنظيم خاصة بها، حيث تلقى الفعالية حضوراً واسعاً، على حد قوله. ويشتمل البرنامج على عدد من الفعاليات ذات الطابع الترفيهي مثل (الرسم، التلوين، اكتشاف المواهب الإنشادية، صناعة الترب الحسينية، تقديم الدروس التفاعلية، القراءة الحسينية للأطفال، إقامة موكب للعزاء)، فيما أطلقت الجمعية مؤخراً حزمة من تطبيقات الهواتف الذكية تحتوي على ألعاب ترفيهية ذات طابع عاشورائي. ونوه إلى أن أبرز التحديات التي يواجهها البرنامج تتمثل في الحاجة إلى التجديد المستمر في الأنشطة والفعاليات مع المحافظة على مستواه والارتقاء به، بالاضافة إلى محدودية القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال. وإلى جانب المرسم الحسيني يقيم القسم النسائي بالجمعية برنامج «عشرة براعم الحسين» وهو برنامج خاص بالفتيات، ويشتمل في هيكله العام على افتتاحية تتنوع بين دعاء أو قرآن بشكل جماعي، وبرنامج رئيسي قد يتمثل في تمثيل، استعراض، أو مجلس حسيني مناسب للأطفال، بالإضافة إلى المرسم الحسيني. ويشير معراج إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى «ربط فتيات عصر ثورة التكنولوجيا بثورة الإمام الحسين عليه السلام وتوظيف هذه التكنولوحيا لتعريفهم بأهداف ونتائج هذه الثورة بأسلوب متنوع وشيق، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الإبداعية في التمثيل والإلقاء والخطابة، والفن». براعم الحسين ينطلق برنامج "براعم الحسين" في عامه الأول بتنظيم مشروع تعليم الصلاة والقرآن بقرية الدراز، حيث يشير رئيس المشروع محمد صالح إلى أن "المشروع يرى أن مثل هذه الفعاليات من مهام المآتم الحسينية، ولمَّا لم يضع القائمون على إدارات المآتم ذلك في أجندتهم ومع الرغبة والطلب اضطر المشروع على عجالة إلى وضع برنامج هذا العام". ويؤكد صالح أن "البرنامج موجه لطلبة المرحلة الابتدائية فما دونها، ويهدف إلى ربط الطلاب بقضية الإمام الحسين عليه السلام، كما يشتمل البرنامج على فعاليات التلوين والرسم والعزاء ومجموعة من البرامج والارشادات التي تقدم في ليالي العشرة". وينبه صالح إلى التحديات التي يواجهونها حيث تتمثل في عدم قدرتهم على استيعاب الأعداد بأجمعها في المشاركة، وعدم القدرة على استيعاب قسم الفتيات، حيث هناك رغبة من الأمهات باستيعابهن. خيمة عبدالله الرضيع في موسم عاشوراء الحالي تدخل «خيمة عبدالله الرضيع» عامها التاسع على التوالي، وهي عبارة عن فعالية عاشورائية ينظمها مشروع تعليم الصلاة (التعليم الديني) بقرية باربار، وتهدف إلى غرس وتأصيل الثقافة العاشورائية في نفوس طلبة المشروع. ويتميز برنامج «خيمة عبدالله الرضيع» بتنوع فعالياتها وغلبة الطابع العملي عليها، حيث تضمن برنامج هذا العام فعاليات في (الرسم والتلوين، التشكيل بالطين، النحت على الفلين، تجميع التركيبات، عمل المجسمات الحسينية، تعريف بالشخصيات الحسينية باستضافة شخصيات تربوية، موكب عزاء، عرض مسرحي، بالإضافة إلى المسابقة الورقية اليومية). من الواضح أن هذه البرامج تحظى بمساحة واسعة من الإقبال والتشجيع من الأهالي، حتى باتت الفتيات تطمح إلى أن يكون لها نصيب مثل الفتيان، وهذا ما تسعى إليه الجهات القائمة عليها، إلا أنها تؤكد حاجتها إلى الدعم المادي والمعنوي لتقوم بهذا الدور. /2336/