في حين كان المستثمرون في كل أنحاء العالم يحاولون الحصول على حصة من أسهم تويتر قبل أن تشهد إقبالاً كبيراً، والتي شهدت عرضاً أولياً ناجحاً، فاجأ المصرف المركزي الأوروبي أغلب المشاركين في السوق عندما خفضت سعرها الرسمي للنصف. وقد جاء هذا الخفض استجابة لهبوط الأسعار وهو ما عرض للمخاطر التعافي الهش الذي شهدته منطقة اليورو. يضاف إلى هذا ما رأيناه من نمو فصلي في الولاياتالمتحدة والمفاجأة التي تحققت في إيجاد الوظائف وهو ما ساعد في خفضت قيمة اليورو، وخاصة مقابل الين الياباني والدولار الأميركي. تداولت السلع ضمن نطاق سلبي للأسبوع الثالث على التوالي مع وصول مؤشر داو جونز يو بي أس للسلع إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات ونصف. زيادة المعروض دون زيادة مقابلة في الطلب ساهمت في خفض الأسعار بالنسبة لكافة القطاعات الثلاثة وأغلب السلع تظهر حالياً عودة لأدائها السلبي، باستثناء الكاكاو والبلاتاديوم. المعادن ويرى أول هانسن، رئيس استراتيجية السلع بساكسو بنك أنه على مستوى القطاعات انخفضت المعادن بالنسبة الأكبر في حين بقيت المعادن الثمينة مرتفعة نوعاً ما. ويأتي ذلك على الرغم من بقاء الذهب والفضة ضمن النطاقات المحددة لها ولكن مع تحيز سلبي. وكانت أسعار المحاصيل الرئيسية منخفضة مدفوعة بقمح وذرة مجلس شيكاغو للتجارة حيث كان من المتوقع من تقرير حكومي أميركي صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة أن يؤكد العودة الكبيرة في مستويات المخزون بعد فصل نمو قارب على المثالية في الولاياتالمتحدة. أظهر قطاع الطاقة تراجعاً في فئتي النفط الخام حيث شهد خام برنت التراجع الأكبر وهو ما ساهم في خفض خام غرب تكساس الوسيط في ظل تراجع المخزون في الولاياتالمتحدة وانتشاره إلى أوروبا. برنت انتشر ضعف الأسعار في خام غرب تكساس الوسيط خلال الشهر الماضي ليطال خام برنت وهو ما أدى إلى انتشاره بين فئتي الخام لتتراجعا لما دون 10 دولار/للبرميل. الظروف المخففة في السوق واستمرار المضاربين في التسييل ومحادثات جنيف بين إيران والدول الغربية وأخيراً قوة الدولار كلها لعبت دوراً في المساعدة على الحفاظ على الزخم السلبي لخام برنت وغرب تكساس الوسيط. أوبك تسلط أوبك الضوء في نظرتها المستقبلية السنوية بشأن النفط العالمي على بعض التغيير في الديناميكيات التي تحدثها زيادة إنتاج النفط الصخري. تتوقع أوبك أن يفقد النفط حوالي 8 % من حصته السوقية في السنوات الخمس المقبلة مع استمرار واشتداد المنافسة من الدول المنتجة غير المنضمة إلى أوبك. ولا تزال أوبك ترى زيادة في الطلب على النفط خلال العقود القادمة والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى زيادة وسائل النقل التي تستند إلى الوقود، وخاصة في الصين والهند. سيتم تلبية الزيادة في الطلب وهو ما سيؤدي إلى تنبؤ أوبك بأن يصل متوسط الأسعار إلى 110 دولارات أميركية/للبرميل حتى عام 2020 ليشابه مستوى الأسعار الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الثلاث الماضية. تتزايد الآمال باحتمالية حدوث اختراق في المفاوضات بين إيران والدول الغربية في جنيف. سواء أفضت المفاوضات إلى زيادة كبيرة في صادرات النفط الإيراني أم لا فستبقى الشكوك سائدة. ومع ذلك، ستستمر المفاوضات المتواصلة في استقطاب الانتباه الكبير في ظل زيادة الصادرات الإيرانية، مدعومة بالتطبيع في ليبيا، وهو ما قد يجبر العربية السعودية بكل تأكيد على خفض إنتاجها لضمان استقرار الأسعار عند 100 دولار أميركي للبرميل أو حتى دون ذلك. زخم لا يزال الزخم سلبياً بالنسبة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط. إلى أن نرى ارتفاعاً في الطلب قد تشهد الأسواق مزيداً من الخسائر في ظل سعر 100 دولار أميركي للبرميل بالنسبة لخام برنت. أما خام غرب تكساس الوسيط فقد عاد للتداول عند 95 دولارا أميركيا/للبرميل وهو ما يعادل متوسط الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضية. مع بدء المصافي الأميركية في العمل مجدداً بعد أعمال الصيانة التي خضعت لها وتحولها نحو إنتاج فصل الشتاء، يتوقع أن يرتفع الطلب على خام غرب تكساس الوسيط. وهو ما قد يضع ضغطاً إضافياً للهبوط على خام برنت مقابل خام غرب تكساس الوسيط. الذهب والفضة بقي الذهب والفضة ضمن النطاق المحدد لهما طوال الأسبوع تقريباً في ظل محاولة المتداولين السعي للإجابة عن العديد من الأسئلة الرئيسية. الزيادة التي جاءت أقوى من المتوقع في إجمالي الناتج المحلي الأميركي للربع الثالث وخلق فرص العمل في الولاياتالمتحدة استبعد الدعم ولكن دون تقديم دفعة رئيسية نحو الهبوط. يتعلق السؤال الرئيسي بالوقت الذي سيبدأ فيه الاحتياطي الفيدرالي بخفض مشترياته الشهرية من الأصول، مع زيادة البيانات الاقتصادية الأخيرة احتمالية البدء بها في ديسمبر. تقرير كان من المتوقع أن تؤكد وزارة الزراعة الأميركية في وقت متأخر من يوم الجمعة تحولاً كلياً في مستويات مخزون الولاياتالمتحدة للمحاصيل الرئيسية في الشتاء المقبل. يتوقع أن يحرك محصول الذرة الذي سجل رقماً قياسياً مستويات المخزون المتوقعة (قبل جني محصول السنة المقبلة) ليصل إلى أعلى مستوى له مقارنة مع المستوى الأدنى له حالياً منذ 17 سنة (قبل جني المحصول الحالي). ونتيجة لذلك، لاحظنا تراجع سعر الذرة في مجلس شيكاغو للتجارة إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات وتقريباً نصف المستويات القياسية التي شهدناها السنة الماضية. قد يكون أحد العوامل الداعمة للذرة احتمالية التغطية القصيرة من قبل المضاربين الذين احتفظوا بالحصة الأكبر كما كان الوضع عليه في 29 أكتوبر.