مطاعم إفريقية واستوائية وفنادق مستوحاة من الطبيعة من 3 قارات كتب - عبدالمجيد حمدي : وقعت هيئة الأشغال العامة "أشغال" عقد التصميم التفصيلي والإشراف على تنفيذ مشروع تطوير حديقة حيوان الدوحة مع شركة كيو انترناشونال كونسالتنس كاستشاري للتصميم والإشراف على تنفيذ مراحل المشروع بالتعاون مع شركة HHCP+PJA، بتكلفة قيمتها حوالي 230 مليون ريال قطري .. وقع على العقد المهندس ناصر علي المولوي رئيس الهيئة والسيدة دونا سلطان الرئيس التنفيذي لشركة كيو انترناشونال. وقال المولوي إن الحديقة عند اكتمالها ستكون واحدة من أكبر وأجمل حدائق الحيوان في المنطقة ونموذجاً يحدد معايير الاستدامة في مجال حدائق الحيوان على المستوى الإقليمي والدولي، وستكون نقطة جذب سياحي بارزة ووجهة ترفيهية هامة تستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها. وقال المولوي إن حديقة حيوان الدوحة ستكون متنفسا ترفيهياً لسكان الدولة وزوارها الذين سيقدرون فعلا الجهود المبذولة في تنويع المناطق فيها والمساحات الخضراء في المتنزه المحيط بها، وأنه إلى جانب كونها وجهة تسهم في إثراء المعرفة والتوعية بقضايا البيئة وسبل حمايتها، سيكون لها دورا ترفيهيا تثقيفيا وتوعويا يعزز فهم رواد الحديقة وتقديرهم للتنوع البيولوجي في العالم، ويبين مدى الارتباط الوثيق بين مختلف المناطق في العالم وبين البيئة القطرية وتنوعها البيولوجي الغني. وأضاف إنه حرصاً على تعزيز الأثر البيئي الإيجابي للحديقة، فإنه سيتم زراعة أكثر من 12,500 شجرة، بعضها محلية، وأخرى سيتم جلبها من مناطق وبقع جغرافية مختلفة، لتضاف إلى الأشجار الموجودة في الحديقة الحالية، والتي يبلغ عددها حوالي 1000 شجرة وسيكون 70% من الحديقة مظللة بالأشجار، فضلا عن أن الحديقة ستضم 3 آلاف حيوان .. مشيرًا إلى أن مساحة الحديقة المنتظرة تقدر ب 75 هكتاراً، أي أنها توازي حجم الحديقة الحالية بسبع مرات، موضحا أنه لن يكون هناك استملاك لأراضي المواطنين المحيطة بالحديقة الحالية بل هناك مساحات فضاء متاحة كبيرة سيتم الاستفادة منها في المشروع. وقال إنه سيتم تقسيم الحديقة لعدة مناطق ستحمل السمات الطبيعية والمناخية لثلاث قارات، حيث ستكون هناك "المنطقة الأفريقية" التي تتميز بغابات السافانا، و"منطقة آسيا" بسحرها الطبيعي المميز وجبالها، ومنطقة "أمريكا الجنوبية" بغاباتها الكثيفة والممطرة، كما ستكون هناك أجزاء ممطرة بالفعل لإثراء تجربة الزوار الذين سيشعرون بأنهم في إحدى الغابات الاستوائية الكثيفة الماطرة، كما ستتصل الحديقة بجسر للمشاة والدراجات الهوائية والحيوانات إلى حديقة اسباير. وأشار إلى أنه سيتم نقل جميع الحيوانات من الحديقة الحالية إلى مراكز إيواء خاصة ومجهزة في مزرعة خاصة بمنطقة روضة الفرس، حيث تُحاط بعناية تامة ورعاية طبية متقدمة على يد الخبراء المختصين في هذا المجال، ريثما يتم الانتهاء من أعمال تطوير وتنفيذ الحديقة الجديدة. وأوضح المولوي أن مبلغ ال 230 مليون ريال هو قيمة عقد الاستشارات مع الشركة الاستشارية للأعمال التصميمية والإشراف على التنفيذ مشيرا إلى أن التكلفة النهائية ستضح من خلال الأعمال التفصيلية والإنشائية القادمة. وحول دور الشركات الوطنية في تنفيذ المشروع، قال المولوي : إن مثل هذه النوعية من المشروعات يعمل بها عدد معين ومحدود في العالم وقد تم الاستعانة بالمتخصصين في هذا الصدد، وبالنسبة لأعمال التنفيذ من المؤكد ستتم الاستعانة بشركات محلية، حيث إن أعمال التنفيذ ستتم على عدة مراحل وسيكون للشركات الوطنية فرصة ودور في المشاركة في هذا المشروع الكبير. وعن إغلاق حديقة الحيوان الحالية، قال إنه كان بناء على أسباب فنية من قبل وزارة البيئة المسؤولة عن إدارة الحديقة، حيث قدمت طلبا لأشغال لدراسة حالة المباني وتم تشكيل لجنة من الهيئة وتوصلت إلى أن بعض المباني بالحديقة بالفعل غير آمنة وتم اتخاذ قرار بإغلاق الحديقة وفي نفس الفترة كان لدينا خيار بالتنسيق مع وزارة البيئة إما أن نبدأ بأعمال الصيانة أو الانتظار حتى البدء في أعمال المشروع الجديد وجاء قرار الإغلاق. وأضاف : بالنسبة لحديقة الخور من الممكن استغلالها خلال فترة الإغلاق والحديقة بالفعل على وشك الانتهاء منها بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من بعض المحميات الأخرى مثل محمية الدوسري وغيرها. ولفت المولوي إلى أن الهيئة بدأت العمل على مشروع حديقة الحيوان الجديدة، وفق جدول زمني محدد، فقامت في شهر يوليو 2012 بطرح مسابقة تصميم الفكرة المعمارية الأساسية والمخطط العام للمشروع، فتقدم عدد من المكاتب الاستشارية العالمية بأفكارها المبتكرة، وبعد أن استعرضت اللجنة المختصة التصاميم اختارت الفكرة الأنسب، وتم في شهر ديسمبر 2012 تعيين الاستشاري العالمي HHCP+PJA لتطوير الفكرة الرئيسية والمخطط العام لحديقة حيوان الدوحة، فقام بوضع التصميم المعماري والمخطط العام للحديقة، وعملت الشركة الاستشارية التي تم اختيارها على وضع التصاميم والمخططات والخرائط، واستعانت بأفضل الاختصاصيين العالميين، كل في مجاله، وبحثت في أفضل التطبيقات العالمية المتعلقة بحدائق الحيوان وقدمت مشروعا متكاملا للحديقة الجديدة، التي من المنتظر أن تبدأ أعمالها الإنشائية خلال عام 2014، على أن يتم افتتاحها رسمياً في نهاية عام 2017. من جانبها، قدمت المهندسة تماضر حسن المالكي مهندسة مشاريع بشؤون المباني بالهيئة شرحا للمشروع، أكدت خلاله أن الحديقة تتميز بغياب أية حواجز أو أسوار تحجب الرؤية، ولن تؤثر بالتالي على المنظر العام للشوارع المحيطة بها، بل تضيف إليها بعداً جمالياً ومساحات خضراء، مشيرة إلى أن كل منطقة من مناطق الحديقة ستتميز بإمكانية استكشافها عبر رحلات السفاري المتعددة التي ستصطحب الزوار في رحلة شيّقة بين أرجائها ومساحاتها الخضراء الشاسعة، لمشاهدة أنواع الحيوانات البرية الخاصة بكل قارة من القارات الثلاث. وقالت إن خيارات السفاري تتعدد بين الرحلات بالسيارات أو الرحلات سيراً على الأقدام عبر ممرات آمنة، أو من خلال القنوات المائية بالمراكب الصغيرة أو رحلات السفاري الخاصة بالأطفال، والتي تتناسب مع أعمارهم وتحافظ علي سلامتهم، ولا تقتصر عناصر الحديقة على المشاهد الطبيعية الخلابة والرحلات الاستكشافية، حيث تم التركيز أيضاً على الجانب التعليمي للحديقة عبر توفير مركز للتدريب على العناية بالحيوانات وإتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين بهذا المجال، وابتكار برامج تدريبية وعلمية لتعريف الطلاب والمدرسين على الحيوانات البرية والأشجار المختلفة في كل قارة من القارات الثلاث التي تضمها الحديقة. وأشارت إلى أن الحديقة تضم مركزاً للمعلومات مكوّنا من طابقين، يضم مساحات مخصصة للمعارض ومساحات أخرى مخصصة لتقديم مجموعة من البرامج التعليمية، حيث سيتم إلقاء الضوء على الحياة البرية القطرية من خلال هذا المركز وتعريف الزوار بها، واستعراض الأبحاث الوطنية في مجال البيئة والحياة البرية، إضافة إلى التعريف بدور حديقة حيوان الدوحة في مجال الحفاظ على البيئة والبرامج التي تشارك بها، وشركائها في هذا المجال، كما ستضم الحديقة أيضاً مجموعة من المرافق الترفيهية المتطورة تتمثل في مسرح ثلاثي ورباعي الأبعاد ومسرح تفاعلي وزيارات افتراضية لمناطق مميزة من العالم، ومناطق لعب للأطفال. وأضافت : لا تقتصر حديقة حيوان الدوحة الجديدة على كونها مجرد حديقة تمتد على مساحة شاسعة، بل ستكون وجهة سياحية ترفيهية تثقيفية بكل المقاييس، حيث سيتم إنشاء العديد من المطاعم والمقاهي الداخلية وفي الهواء الطلق، ولعل أبرز هذه المطاعم "المطعم الإفريقي" بأجوائه المستلهمة من سحر البراري الإفريقية، وهناك مطعم الغابات الاستوائية، ومطعم خاص يتيح الالتقاء بالزرافات التي تحيط به من كل اتجاه، والتي ستكون قريبة من ضيوف المطعم في المستوى العلوي، كما ستكون هناك إمكانية إنشاء ثلاثة فنادق كل منها مستوحى من قارة مختلفة، أهمها معلق على الأشجار في القسم الأفريقي، وآخر من وحي الغابات المطرية الاستوائية، والثالث ذو فكرة تصميمية مستوحاة من الطبيعة الجبلية. بدوره، قال جريجوري دنجن الشريك والمدير التنفيذي لشركة HHCP إن الشركة صممت حديقة حيوان الدوحة كمشروع يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم ويقدم لهم تجربة لا مثيل لها، تشجعهم على زيارتها مرة بعد مرة. من جهتها قالت دونا سلطان : لا يتم تصميم العديد من حدائق الحيوان الغنية بالمساحات الخضراء في العالم، لذلك فإن اختيارنا للإشراف على تنفيذ حديقة الحيوان الجديدة في قطر هو حلم يتحقق والمشروع سيكون أكثر من حديقة، بل إنه سيصبح نموذجا يحتذى به في تحديد مواصفات حدائق الحيوان المتميزة في العالم .. نتطلع إلى التعاون مع أشغال وفريق استشاري التصميم وكل الخبراء الذين سيتعاونون على إنجاز حديقة حيوان الدوحة".
