شهدت الآونة الأخيرة هجوما عنيفا من جهات متعددة ودول مختلفة على أعظم شخصية عرفها التاريخ، وقد شن أولئك الرعناء هجماتهم في خطوات متوالية، وكأنهم في كل مرة يترقبون ردّة الفعل، متربّصين في مواقعهم استعداد لكرّة أخرى بوسائل متعددة، بدأت بالرسوم الكاريكاتورية منتقلين بعد ذلك لإنتاج الأفلام ثم تصنيع الدمى وغيرها ! وأقولها -بحرقة وأسف- إن ردّة الفعل لم توازِ ذلك الهجوم، مع أن السلاح الذي يملكه أتباع تلك الشخصية كانت أقوى وبمراحل، فهم يملكون الاستطاعة للفتك بالأعداء وإرغامهم على التراجع، في هذه الحرب التي يفترض أن تنتهي مع أول هجوم وألا تستمر كل هذه المدة. لا أود الإطالة في المقدمة فالشخصية -كما هو معلوم- هي شخصية نبيّنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد تناوله -بأبي وأمي عليه الصلاة السلام- من يجهلون قدره ولم يعرفوا مكانته بشتى صور الكيد له وحاولوا قدر استطاعتهم النيل منه، ولكنها محاولات بائسة وجهود يائسة، فالعالم كله يعرف شخصه، والباحثون سبروا أغوار هذه الشخصية، فكانت النتيجة أن المنصفين -الكافرين قبل المسلمين- جعلوا منه الشخصية الأولى في العالم كله، وكان من آخر ذلك أن الإحصائيات جاءت لتُؤكِّد أن أكثر اسم متداول على مستوى العالم هو (محمد) صلى عليه الله. وتقيم الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري «المؤتمر العالمي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وحقوقه على البشرية»، وقد صدرت الموافقة السامية الكريمة على رعاية سمو ولي العهد له، وفي ذلك دلالة أكيدة على دعم قيادة هذه البلاد لكل عمل علمي يتعلق بهذه الشخصية التاريخية. وهو يمثل ردة فعل من العقلاء للتصدي لمثل هذا العبث، وقد أصبح متحتماً على الحكماء الرد على جميع تلك المحاولات المستميتة والمبذولة مؤخرا. ولا شك أن ذلك كله يندرج ضمن الخطوات الحكيمة التي يكون من شأنها الرد الضمني على من يحاول القدح بالنبي الأكرم عليه من التسليم الأتم، وبعلمية صرفة بعيدة كل البعد عن الانفعال والتشنج، فالعلم ملجم لكل من ينشد الحقيقة وهو وسيلة من يريد الحق ولا شيء غير الحق. والواقع أن المؤتمر جاء في وقته ومن مركز إشعاع علمي معروف على مستوى العالم ألا وهي الجامعة الإسلامية والتي تقع جغرافيا في مدينة المصطفى عليه السلام الأوفى، وبالتالي كانت هي أولى من غيرها بإقامة هذا المؤتمر على أراضيها الطاهرة التي وطأتها أقدامه الشريفة، والمدينة التي تعطّرت بأنفاسه فكانت مستقرة حتى مماته، وللتأكيد أيضاً على مكانة المدينةالمنورة العلمية والعالمية كمُصدِّر لهذا الدين فمنها انطلق وعمّ العالم أجمع. والمرجو أن يخرج المؤتمر بما يرجى له، لاسيما وهو يحظى بدعمٍ كبير من لدن القيادة الحكيمة لهذه البلاد المباركة، فالأبصار ترمقه والأنظار متوجهة إليه، ينتظرون نتائجه العلمية والعملية، فكل مسلم يفدي نبيه بكل ما يملك بل وبنفسه، والمرجو أن ينال قسطا إعلاميا منقطع النظير، بحيث يتابعه المسلمون والباحثون عن الحقيقة على حد سواء، فتتناقله وسائل الإعلام في جميع أرجاء الكرة الأرضية. وكل الأماني للمؤتمر بالتوفيق، ليكون أنموذجا يحتذى ومثلا يقتفى في كل خطواته ومطبوعاته ووسائل إعلامه، وكذلك مناقشاته وجلساته، فهو من المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي، بل وللعالم كله مسلمه وكافره، وكأن لسان حاله: هذا هو نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فيرجى أن يستحوذ على النصيب الأوفر من الأضواء الإعلامية وبخاصة العالمية، وأن تخرج بحوثه في شكل كتب يتم توزيعها للعالم وبلغات مختلفة لاسيما والجامعة لديها هذه الإمكانية، لكثرة جنسيات الطلاب الدارسين فيها، وقد أُطلق عليها «الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس». وها هنا مناشدة لجميع وسائلنا الإعلامية المحلية أن تبذل غاية جهدها في تغطية المؤتمر قبيله وفي أثنائه وبعده، فهو يتعلق بشخصية سيد الثقلين وأشرف المرسلين، وبمقدار حبنا له يفترض أن نجتهد في الذب عنه وبيان حقوقه، بملاحق خاصة ورسائل إذاعية ولقاءات وبرامج متلفزة، فهل تفعل وسائل إعلامنا؟! [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (68) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain