نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع فتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، الليلة الماضية «المؤتمر العالمي: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحقوقه على البشرية»، والذي نظمته الجامعة الإسلامية ضمن فعاليات المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 3013م. وثمن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة تنظيم الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة للمؤتمر العالمي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحقوقه على البشرية، مؤكدًا سموه أن هذا المؤتمر، الذي يسعى لتعريف العالم بحقوق محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين والتعريف بالمبادئ والقيم الإنسانية، التي أرساها، يعد أهم فعالية تنظم ضمن الاحتفاء بالمدينةالمنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية، لما يتضمنه من محاور تبين حقوق سيد الثقلين بمقتضى الشرع والعقل على البشرية جمعاء، لفضله صلى الله عليه وسلم في إرساء مبادئ إنسانية أصبحت جوهر دساتير كل الأمم المتحضرة، كالعدالة والمساواة والحوار والشورى والتسامح والتعايش السلمي وحفظ كرامة الإنسان.. كما عبر سموه عن تطلعه لأن يخرج المؤتمر بنتائج تساهم في إبراز جهود محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام في بناء الشخصية والهوية الإسلامية، والإسهام في وضع ميثاق عالمي لحماية حقوقه وحقوق سائر الأنبياء والرسل. قال سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إنه رغم انتشار دين الإسلام وبلوغ رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معظم الناس إلا ما ندر ورغم وضوح هدي هذا النبي وشمائله وأخلاقه وتفاصيل سيرته وحياته إلا أنه مازال كثير من غير المسلمين ممن يدعي العلم والتحضر والتمدن يجهلون شخصية هذا النبي الكريم ويحملون عنه انطباعات خاطئة وتصورات باطلة وصورة مشوهة عن أخلاقه وشمائله الكريمة، وأضاف آل الشيخ أن هناك طائفة من المسلمين لم يعرفوا نبيهم - صلى الله عليه وسلم - حق المعرفة ولم يقوموا بحقوقه التي يجب القيام بها حق القيام والعناية بها حق العناية، ولذلك جاء هذا المؤتمر الذي تعقده الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة في رحابها بعنوان (المؤتمر العالمي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحقوقه على البشرية)، والذي يناقش محاور عديدة تتعلق بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيان رسالته للناس وبيان حقوقه وجهوده في إرساء العدل والتسامح وبناء الشخصية والهوية الإسلامية والسعي إلى وضع ميثاق عالمي لحماية حقوقه وحقوق سائر الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام - على البشرية، وشكر آل الشيخ القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، داعيًا الله أن يبارك في جهودهم وأن يوفقهم لما يهدفون إليه من تجلية حقيقة رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيان هديه وسيرته وشمائله الكريمة للناس أجمعين. افتتحت في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة صباح أمس الثلاثاء أولى جلسات المؤتمر العالمي حول حقوق النبي صلى اله عليه وسلم على البشرية ترأس الجلسة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، ومقررها الدكتور عبدالله بن أحمد مختار عميد كلية الشريعة. وقد بدأ الجلسة الأستاذ عبدالهادي حسن لعقاب من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر تحدث فيها حول توظيف الوسائل الإعلامية والثقافية للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال عدد من الوسائل أجملها الباحث في الخطب والدروس المسجدية، وإقامة الندوات والمؤتمرات العالمية، وإنشاء قنوات مرئية وسمعية في ردّ إفك المتخرّصين، وإقامة المسابقات التنافسية في الكتابة عن شخصيته صلى الله وسلم، ونظم القصائد في مدحه، وإقامة المسرحيات الهادفة الموجهة في تعريف الناس بشخصه صلى الله عليه وسلم وإنشاء المجلات المتخصصة في سيرته وإبراز معالم حياته واستخلاص العبر منها، الكتابة المتخصصة عنه في الصحف العامة، وإنشاء البرامج الإلكترونية في تعريف الناس به في الشبكة المعلوماتية. تلاه في الحديث الدكتور محمد عبدالدايم الجندي أستاذ العقيدة والثقافة الإسلامية المساعد في جامعة الملك فيصل بالأحساء تحدث فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابات المنصفين الغربيين (ول ديورنت وكاريل أنموذجًا) وأوضح فيها ثناء «ول ديورانت» على منبت، وهيئة النبي معتبرًا أن محمد أعظم عظماء التاريخ وقال الجندي: استشعر «ول ديورانت» عظمة النبي، وقفزت إلى ذهنه تلك العظمة ناصعة البياض، فرغم كفره لم يحل ركام فساد عقيدته دون إنصافه، فراح يبتهل شهادته، وانسابت من فؤاده مشاعر مملوءة بالحقيقة، وفاحت روائحها في مدارس الاستشراق، وهي تهتف بعظمة محمد، ومن كلامه: «إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا rكان من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي، والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحًا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله، وقلّ أن نجد إنسانًا غيره حقق ما كان يحلم به.. ولم يكن ذلك؛ لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدين، وكفى، بل؛ لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلى سلوك ذلك الطريق الذي سلكوه»ومركزا على زهد النبي صلى الله عليه وسلم في كتابات ول ديورانت عارضًا تصديه لشبهة اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالصرع ودفاعه عن شبهة تعدد النبي صلى الله عليه لزوجاته وشبهة أن القرآن من عنده، ثم تحدث عن كتابات الفيلسوف توماس كارليل موضحًا مفهوم الوحي والنبوة من منطق كارليل ودفاعه عن صدق الرسالة المحمدية وموقف كارليل عن شبهة تلقي النبي العلم من بحيرا الراهب ودفاعه عن منهج النبي في البلاغ وغيرها. ثم تحدث الدكتور عبدالله بن عيد الجربوعي، عضو هيئة التدريس بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة حول حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على أمته: محبة ودفاعًا مركزا على حقُّ محبَّة الرَّسول محمَّد صلى الله عليه وسلم على أمَّته، وحكم سبِّه والطَّعن فيه.. ووجوب محبَّة الرَّسول محمَّد، وحكم سبِه والطَّعن فيه. وحقُّ الرَّسول في الدِّفاع عنه وشمل الحديث فيه حول مكانة الدِّفاع عن جناب الرَّسول محمَّد من الدِّين الإسلاميّ.. وصور من دفاع الأمَّة عن جناب الرَّسول محمَّد، شملت ثلاثة مطالب منها: وصور من دفاع الصَّحابة رضي الله عنهم عن جناب الرَّسول محمَّد صَلِّ الله عليه وسلم وصور من دفاع السَّلف الصَّالح- بعد الصَّحابة- عن جناب الرَّسول محمَّد. وصور من دفاع الأمَّة- في هذا الزَّمان- عن جناب الرَّسول محمَّد. وعلى إثره تحدثت الأستاذة عائشة كباش داودي من جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بالجزائر حول عالمية الدعوة الإسلامية من خلال الأسباب والمقومات ذاكرة مفهوم العالمية والأدلة الشرعية على عالمية الرسالة الإسلامية ورد الشبهات حول عالميتها وأوجزت أسبابها ومقوماتها باعتبارها الدعوة الإسلامية حاملة للرسالة الخاتمة واختصاص الإسلام بالتسمية وبقاء الدعوة ببقاء المعجزة واستيعاب الدعوة لتصرفات البشر وحاجاتهم كونها دعوة ربانية شاملة ووسطية. وفي نهاية الجلسة الأولى تحدث الأستاذ إسماعيل غازي مرحبًا الأستاذ المشارك في جامعة طرابلسلبنان حول التعايش السلمي في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في العهدين المكي والمدني عرض فيها المنهج النبوي في التعايش السلمي في العهد المكي، واعتداء قريش على المسلمين في مكةالمكرمة.. وموقف النبي في العهد المكي من الكفار، والمنهج النبوي في التعايش السلمي في العهد المدني، واعتداء الكفار على المسلمين في المدينةالمنورة.. وموقف النبي في العهد المدني من الكفار.. كما عرض للتطبيق المعاصر للمنهج النبوي في التعايش السلمي، ودعاوى نسخ التعايش السلمي، وتنزيل المنهج النبوي في حاضرنا اليوم.