صنعاء - وكالات: لوّح جمال بن عمر، مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، باحتمال أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات عقابية ضد من وصفهم بمعرقلي الحوار الوطني في البلاد، موجهًا انتقادات حادة لهؤلاء. وتعهد بن عمر في تصريحات صحفية بتقديم تقرير واضح لمجلس الأمن خلال الأيام المقبلة يكشف فيه "معرقلي مؤتمر الحوار الوطني بعد التأكد من وجود عرقلة واضحة للحوار من قبل أطراف وقوى سياسية يمنية." وكان قياديون محسوبون على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في حزب المؤتمر الشعبي قد شنوا حملة إعلامية على بن عمر. ووصفت الحملة المبعوث الدولي بأنه "أصبح جزءًا من المشكلة اليمنية وشخصًا غير مرغوب بوجوده في اليمن." وتعرّض بن عمر أيضًا لاتهامات "بالانحياز لأنصار الانتفاضة الشعبية والتدخل في أمور لا تخصه." وكان الحوار الوطني في اليمن قد بدأ في الثامن عشر من شهر مارس الماضي بهدف الاتفاق على سبل تجاوز الأزمة الداخلية بعد انتقاضة شعبية أسفرت عن رحيل الرئيس صالح عن السلطة. ويرأس المؤتمر، الذي تُعقد جلساته تحت شعار "بالحوار نصنع المستقبل"، الرئيس اليمني المؤقت الحالي عبد ربه منصور هادي. واعتبر المبعوث الأممي أن "كل من يُعطل الحوار والعملية السياسية سواء بالمقاطعة أو الانسحاب أو بشن هجمات هنا وهناك معرقل للعملية السياسية في اليمن." وأشار إلى أن ما يحصل الآن هو عملية انتقالية من "حكم فاسد وظالم رفضه الشعب إلى التأسيس لدولة مبنية على الحكم الرشيد." وقال: "هناك أطراف متضرّرة من تقدّم العملية السياسية في اليمن ومتخوفة من مجلس الأمن، هي التي تروج أخبارًا ملفقة ومضللة للرأي العام وتطلق تصريحات واتهامات تعبّر عن مخاوفها ولا تستند إلى أسس صحيحة." إلى ذلك قتل 3 أشخاص وأصيب 15 آخرين، أمس في قصف استهدف دار الحديث التابع للسلفيين في بلدة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن. وقال متحدّث باسم السلفيين: إن القتلى سقطوا جراء قصف مسلحين حوثيين للمدرسة الدينية في دماج. وأضاف المتحدّث أنه بمقتل الأشخاص الثلاثة ارتفع إلى ثمانية قتلى عدد الذين قضوا في القصف المدفعي منذ السبت. وتدور منذ أسابيع معارك بين الحوثيين والسلفيين الذين يتحصّنون بالآلاف داخل وفي محيط مركز تعليمي سلفي في منطقة دماج. ويقول السلفيون إنهم يتعرّضون لحصار ولقصف عنيف من الحوثيين منذ أكتوبر الماضي، ما أدى إلى مقتل 120 شخصًا. في المقابل، يؤكد الحوثيون الذي يتخذون من صعدة معقلاً لهم، أن دماج تضم آلاف المقاتلين المتطرّفين الأجانب الذين يصفونهم بالتكفيريين.