تواصل القتال في منطقتي دماج وكتاف بصعدة بعد نحو شهر من اندلاعه بين الحوثيين وسلفيين مدعومين من رجال القبائل. واحتدمت المعارك بشدة في جبهة كتاف على مدار الأيام الثلاث الماضية في حين تمكن أعضاء لجنة شكلها مجلس النواب لتقصي الحقائق من دخول دماج الاثنين الماضي ومعاينة أضرار المواجهات. وقال السلفيون إنهم سلموا اللجنة ملفا بأسماء الضحايا. والأحد الماضي نشب اشتباك في جبهة حرض حيث يغلق الشيخ السلفي المدعوم من القبائل أبو مسلم الطريق الدولي المؤدي إلى صعدة. وأفاد بلاع نشره السلفيون على مواقع ترصد سير المعارك إن الحوثيين أطلقوا النار من بنادق قناصة من مواقع بعيدة على مسلحي النقطة فقتلوا مسلحا من السلفيين. وفى جبهة كتاف، تشتد المعارك بعد أن حشد الطرفان أعداداً كبيرة من مقاتليهما إلى هناك بسبب أهمية المواقع التي يدور فيها القتال حيث يهدف السلفيون إلى فرض حصار على صعدة لإجبار الحوثيين على رفع حصار يفرضونه على السلفيين في وادي دماج في حين يخطط الحوثيون لمنع الإمدادات القادمة إلى مقاتلي القبائل والسلفيين من طريق البقع المؤدية إلى كتاف. وادعى السلفيون في سلسلة بلاغات منفصلة ترصد يوميات القتال أن القتلى من خصومهم في كتاف بالمئات، لكن لم يمكن التحقق من صحة هذه الرواية من مصادر مستقلة كما يمتنع الحوثيون عن إيراد تفاصيل بشأن الحرب الميدانية وأعداد ضحاياهم. كان أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في دماج قد انهار الأحد الماضي بعد أن تجددت الاشتباكات بين الطرفين. في السياق، ذكرت مواقع إخبارية أن ابن شقيق وزير الدفاع قتل خلال القتال الجاري في دماج لدى قتاله في صف السلفيين. وقالت تقارير صحفية إن أحمد أحمد ناصر الزامكي البالغ من العمر 22 عاما لقي حتفه يوم الأحد الماضي في دماج، بعد أيام من مغادرته لمنزل أسرته في عدن. ويعتقد كثير من المحللين والسياسيين أن القتال في دماج يمثل تتويجا لصراع سياسي في الأساس بين الحوثيين والقبائل والأطراف المناوئة لهم، محذرين من أن استمرار الاستقطاب الطائفي لتحقيق مكاسب سياسية قد يشتعل حروبا طائفية طويلة الأمد. ويقول السلفيون إنهم يتعرضون لحصار مشدد وقصف بالأسلحة الثقيلة لطردهم من "مركز دار الحديث" الذي أنشأه الشيخ السلفي الراحل مقبل بن هادي الوادعي في ثمانينيات القرن الماضي في وادي دماج لتدريس العلوم الشرعية قبل أن يجتذب ألافاً من الطلاب السلفيين من بلدان متعددة. من جهتهم، يقول الحوثيون إنهم يهدفون إلى ردع أعداد كبيرة "من المسلحين الأجانب والتكفيريين" عن ضرب المناطق المجاورة لدماج. ويشير الحوثيون بذلك إلى الطلاب السلفيين الأجانب في دار الحديث ممن حملوا السلاح خلال القتال الدائر.