حكمت محكمة في قطر التي دعمت الانتفاضات في العالم العربي بالسجن المؤبد يوم الخميس على شاعر بتهمة انتقاد الأمير والدعوة إلى التمرد في حكم أثار الغضب واتهامات بالنفاق من جانب جماعات حقوق الانسان. وأشاد محمد بن الذيب العجمي في أبيات له بانتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مستبدين مدعومة في الغالب بمساعدات مالية وغير ذلك من أشكال الدعم من جانب قطر الغنية بمصادر الطاقة. لكنه انتقد أيضا الحاكم المطلق في قطر. وقال محاميه نجيب النعيمي الذي نقل الحكم وقرار المحكمة إلى رويترز بعد المحاكمة التي جرت في قاعة مغلقة إن هذا إجهاض صارخ للعدالة. وفي وقت لاحق قال العجمي (36 عاما) لرويترز في السجن المحتجز به بدون أي زيارات عائلية منذ حوالي عام إنه يعتقد أن الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رجل طيب ومن المؤكد أنه لا يعلم شيئا عن محنته. وقال النعيمي إن الدفاع سيطعن في الحكم. ومن بين الاحتمالات الواردة صدور عفو من قبل الأمير. ولم يسمح للعجمي نفسه بحضور المحاكمة وقال النعيمي إن الدفاع منع من تقديم مرافعات شفهية رغم انه طعن في اتهامات الادعاء بان العجمي دعا الى الثورة في قطر وهي تهمة عقوبتها الاعدام. وقال فيليب لوثر مدير فرع الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "من المؤسف للغاية أن قطر التي ترغب في أن ترسم لنفسها صورة على الصعيد الدولي بأنها دولة تنادي بحرية التعبير تتورط في ما يبدو أنه انتهاك صارخ لهذا الحق بتلك الطريقة." وافادت منظمة العفو ان اعتقال العجمي في نوفمبر تشرين الثاني 2011 جاء بعد ان نشر قصيدة تدعى الياسمين في اشارة الى رمز الثورة التونسية في يناير كانون الثاني من العام الماضي التي كانت انطلاقة للربيع العربي. وفي انتقاد عام لحكام الخليج كتب العجمي "كلنا تونس بوجه النخبة القمعية". وقال النعيمي ان العجمي "لم يحرض على قلب اي نظام محدد" وذلك في معرض حديثه عن الاتهامات "بالتحريض على قلب نظام الحكم". وينص قانون العقوبات القطري على الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات على من ينتقد حاكم البلاد في حين يعاقب بالاعدام على التحريض لقلب نظام الحكم. وقال النعيمي الذي احتجز في الحبس الانفرادي في الغالب متحدثا لرويترز في وجود حراس السجن وآخرين إن الامير رجل طيب وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يعرف أنه مسجون منذ عام في غرفة بمفرده. وأضاف أنه لو علم الأمير بالأمر فسوف يفرج عنه مشيرا إلى تشجيع حكام قطر في السابق لمجتمع أكثر انفتاحا بما في ذلك استضافة قناة الجزيرة الرائدة. وقال ان هذا خطأ ولا يمكن ان تكون لديهم قناة الجزيرة في البلاد ويضعوه في السجن لانه شاعر. ونجت قطر من الاضطرابات التي شهدتها أجزاء اخرى من العالم العربي. وقطر حليفة مقربة للولايات المتحدة ومنتجة رئيسية للنفط والغاز في الخليج وتستضيف قاعدة عسكرية امريكية كبيرة. واضطلع الامير بدور بارز في بعض الاحيان في الدعوة لحقوق الانسان وعلى سبيل المثال عندما زار غزة في الشهر الماضي وكان أول زعيم من الخارج يزور لقطاع منذ سنوات. وتغطي الجزيرة بنشاط الثورات العربية إلا أنها قدمت تغطية مقتضبة لانتفاضة العام الماضي في البحرين. وتؤيد حكومة قطر المعارضة المسلحة في سوريا وأيدت الانتفاضة المسلحة التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بدعم من حلف الأطلسي. وأيدت أيضا احتجاجات الشوارع التي أطاحت بحكام مصر وتونس واليمن. وكان علم قطر باللونين الكستنائي والابيض يرى على نحو معتاد في التجمعات الحاشدة المطالبة بالديمقراطية. لكن حرية التعبير تخضع لرقابة مشددة في قطر حيث تفرض الصحف الوطنية ووسائل الإعلام الأخرى على نفسها رقابة ذاتية. ولا توجد معارضة سياسية منظمة في البلاد. وفي اكتوبر تشرين الاول انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش ما قالت إنه ازدواجية المعايير فيما يتعلق بحرية التعبير في قطر وحثت الأمير على عدم المصادقة على مسودة قانون للإعلام يجرم انتقاد الدولة الخليجية وجاراتها. وقال علي الحطاب وهو ناشط مدافع عن حقوق الانسان في السعودية المجاورة إنه يشعر بالصدمة إزاء القرار. وأضاف أن قطر حاولت مساعدة دول اخرى مثل ليبيا وسوريا على أن تصبح أكثر ديمقراطية لكنها لا تريد أن تقبلها في الداخل. وأضاف أن هذا أمر مخز وازدواج في المعايير. من ريجان دوهرتي