إلى العالم الأول. دعوة أطلقها أمير منطقة مكةالمكرمة قبل ست سنوات تقريباً، بعد أسابيع عدة من صدور الأمر السامي الكريم بتعيينه أميراً لمنطقة مكةالمكرمة. بعضهم ربما قابلها باستهجان، لكن عقولاً طموحة استقبلت هذه الدعوة، وشكلت حاضنة أمينة لها. ولعل أقرب تلك العقول التي احتوتها كان أستاذ التنمية في المنطقة سعادة الدكتور عبد العزيز الخضيري، هذا الرجل الطموح، صاحب الفكر التنموي المتميز، عمل جاهداً مع فرق عمل لتحقيق تلك الرؤية، من خلال الانطلاق من فكر تنموي متوازن، فأطلقت إمارة منطقة مكةالمكرمة استراتيجية تنمية الإنسان والمكان، منذ سنوات ست تقريباً. والمتدبر لهذه الاستراتيجية يرى أنها بدأت بالإنسان قبل المكان، فكان قرار الأمير خالد الفيصل في السنة الثانية من توليه الإمارة استحداث ملتقى لشباب المنطقة؛ للمشاركة الفاعلة في استراتيجية التنمية، وبعد نجاح نسختيه الأولى والثانية قرر أن تكون الثالثة متاحة لعموم محافظات المنطقة ومراكزها. وقد شهدنا العام الماضي عملاً دؤوباً، واستنفاراً شبابياً في كثير من المحافظات للمشاركة في برامج ملتقى شباب المنطقة، في شعور بالمسؤولية معزز باحترام النظام، وفي رؤية تبناها الملتقى لتكون منطلقاً لما بعدها. أن نشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعنا وقيمنا ومبادئنا، معززة باحترام للنظام العام الذي يهدف إلى تيسير أمورنا، وتنظيم علاقاتنا، فمن هنا يمكن أن ننطلق نحو العالم الأول، العالم الذي يحترم أنظمته، وقوانينه، ومبادئه، ويسعى جاهداً في تحقيق منفعة لمجتمعه، ونشر صورة إيجابية لوطنه، العالم الذي يسعى بلا كلل لتعزيز أرصدته المعرفية والثقافية، ويفتخر بموروثه وقيمه. أدهشني ذلك الإصرار والطموح من أمانة ملتقى شباب مكة، الذي يشرف على أمانته العامة الدكتور خالد الحارثي، بأن يكون الملتقى مفتوحاً للمشاركة من جميع شباب المنطقة ومحافظاتها، وأن صدورهم تتسع لجميع ملاحظات ورؤى شباب المنطقة، وقد أكد لي شخصياً أن جميع تلك الرؤى يحرص أمير المنطقة على بحثها ودراستها، والعمل على تحقيقها. أعود فأقول: إن الإنسان هو محور التنمية الرئيسي، ومتى طور من فكره صلح أمره.