ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 26/11/2013 تدخل الطفلة الصغيرة غرفتها وتبدأ بانتقاء أجمل ما عندها من ملابس، وتبقى حائرة أيها الأجمل والأكثر ملاءمة لليوم "الكبير" الذي تنتظره . لا تعرف كيف تستقر على رأي، ولا تهدأ حركتها، فتمشي ذهاباً وإياباً، ثم تجلس قليلاً، بعدها تخرج من الغرفة وتعود إليها . تفتح كل الأدراج، تبحث عما تتزين به، تترك اختيار الملابس لما بعد، فهي في منتهى الحيرة . كل ما في الأدراج جميل، لكنه يبدو غير كاف . تريد أن تزين خصلات شعرها بشرائط الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، أساور في معصميها، خواتم للأصابع وعقد في الرقبة . ماذا بعد؟ تقف أمام المرآة . تعود إلى الخزانة . الملابس هنا لكن، ما بها لا تعرف أيها الأجمل لتلبسه اليوم؟ تخرج مجدداً من الغرفة لتستعين بأمها التي تستغرب حيرتها الشديدة وكأنها عروس في يوم زفافها، علماً أن "اليوم الكبير" لم يأت بعد! هذه الطفلة المأخوذة بالفرحة والتي تريد أن تتجمل من أجل الحدث السعيد، نراها اليوم في كل بيت على أرض الإمارات . هي بلا سن محددة، وإنما تعيش حالة موحدة يعيشها كل أبنائنا وطلبة المدارس، وهم يستعدون لليوم الكبير، يوم الإمارات الوطني، ويُصادف أنهم يترقبون يوم إعلان "إكسبو دبي 2020" غداً . الحالة التي يعيشها الطلبة تُدخل إلى كل البيوت البهجة، وتُشعر كل الناس بمعنى الفرح الحقيقي، والاستعداد للالتقاء على حب الإمارات، والتنافس في التعبير عن تلك المشاعر بشتى الأشكال: برفع الأعلام الصغيرة في الأيدي والكبيرة على المباني، بالرسم والتلوين، بكتابة القصائد والنثر، بالملابس والإكسسوارات، بغرس الأشجار والنباتات، بالمسيرات، بالغناء والحفلات . مثل تلك الطفلة الكل يريد أن يبدو الأجمل وأن يقدم الأفضل، وكأنه بذلك يقول "أنا أحب الإمارات أكثر" . الكل يستعد منذ أيام، والحيرة تلف الصغار الذين لا تهدأ حركتهم، علماً أن الموعد لم يحن بعد . والصغار يكتبون "لماذا دبي تستحق الفوز بإكسبو 2020"، فتقول إحداهن: لأنها تتركني أعيش بأمان، وأجد فيها كل ما أشتهيه" . ودبي قطعة من هذا البلد الذي يشع فرحاً، ويتهيأ للعيد ليس تبذيراً، وإنما فخراً بالهوية . كل البيوت تستعد للفرح، والكل يشتري ما ينقصه، تماماً كما تعج الأسواق بالمشترين قبل حلول العيد . والحالة هذه تزرع في الصغير والكبير ذكريات جميلة، ومعاني أساسية ومهمة لا يمكن أن تمحوها الذاكرة، معاني: الوطنية، والانتماء، واحترام الأرض، والوفاء . [email protected]