محليات بكثير من الإعجاب ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 03/12/2013 لم تعد الأرقام هي التي يرى من خلالها العالم دولة الإمارات، ولم يعد التفوق والوقوف على القمة حلماً يراود أهل البلد، لأن ما وصلت إليه الدولة تجاوز كل المحطات الضيقة والقفزات الصغيرة، وهي اليوم تقف على القمة والكل ينظر إليها وإلى نجاحاتها . هذه الدولة التي تحتفل بعيدها الثاني والأربعين، فتية بين الدول الكبرى، شابة تتباهى بجمالها وحسنها وذكائها، وبكل العزم الذي تسلحت به كي تقف في موقع الند، منافسة الكبار في ملعبهم، وحيث لا يجرؤ كثر على الوقوف . كان المركز الأول في أي إنجاز مثل "الحلم" الذي يراود أبناء الإمارات، وكانت القيادة تحث كل مَن لديه بذرة إبداع على العمل والاجتهاد كي ترى إبداعاته النور، فتتقدم به ومعه الدولة إلى الأمام . وهذا الإيمان بقدرة الإنسان على الابتكار والتفوق إذا ما أتيحت له الفرص المناسبة، والإيمان بالشعب ذاته، بفضل الفكر الذكي لدى قادة الدولة، قاد الناس إلى العمل بشكل جماعي، فانتشرت البذور الطيبة في الأرض الصالحة، وأثمرت نجاحات متتالية ومتسارعة، تسبق الأحلام والخيال، وتحقق بزمن قصير الفوز تلو الآخر، حتى الوصول بقوة وجدارة إلى الفوز ب "إكسبو 2020" . وكأن الحدث جاء هدية للإمارات في اليوم الوطني، وكي تعطي للاحتفالات معاني وأشكالاً جديدة ومميزة . كل شيء أمس كان يحكي عن الفرح، كل حجر وبشر لبس العلم وألوانه بكل فخر وحب وامتنان . المؤسف أن البعض يسيء استخدام العلم بدافع الجهل، فترى محلاً تجارياً يزين واجهته الضخمة بالعلم ولا يدري أنه يضعه معكوساً، الأسود فوق والأخضر تحت . خطأ لا يجوز حتى وإن كان بنيّة سليمة، لأن العلم هو رمز للدولة ولكل لون معنى وموقع، ولم تأت تشكيلته بالمصادفة وكيفما اتفق . نوع من الإحساس بالفخر أن يلبس المرء زيه الوطني، أو ألوان علم بلده أو قميصاً على صدره اسم البلد، وبالإحساس نفسه يرتدي غير الإماراتيين هذه الألوان ويتزينون بالعلم الإماراتي، لأنهم ينتمون إلى هذه الدولة بمشاعرهم وأرواحهم وهي مصدر رزق وأمن وأمان لهم . اسم الإمارات المختصر بثلاثة حروف باللغة الإنجليزية، انتشر على القمصان والملابس، لكن سوء استخدام الرموز جعل أحد محلات الملابس لا يكتفي بعرض قميص يحمل اسم الإمارات من الخلف، بل كتب الحروف على البنطلون أيضاً في منطقة الخصر وما دونه، فهل هكذا يكون الاعتزاز والتباهي والتعبير عن الحب والوفاء؟ المشاركة يجب أن تكون ممزوجة بالوعي الكافي والإدراك بقيمة الحدث لتأتي على قدره، بدل استغلال البعض اليوم الوطني والمشاعر النبيلة للمتاجرة بالرموز وتشويهها عن جهل وسوء استخدام . وإذا تزينت الإمارات بالبهجة، فإنما الفرحة الكبرى تبقى في الإنجازات التي تتحقق، وتلك التي سوف ترى النور وينظر إليها العالم بكثير من الترقّب والإعجاب منذ اليوم . [email protected]