إبراهيم سليم (أبوظبي) - انطلقت أمس في العاصمة أبوظبي فعاليات الورشة الإقليمية لبناء قدرات العاملين في مجال تأهيل وعلاج الإدمان التي ينظمها المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بإقليم الشرق المتوسط، بما يمهد لجعل المركز معتمداً من المنظمة كمركز إقليمي. ويشارك في الورشة ممثلو أكثر من 15 دولة بالإضافة إلى خبراء عالميين، وتهدف إلى التركيز على آلية إنشاء وحدات متكاملة لمكافحة ومعالجة مشكلة الإدمان، بما تتضمنها من وقاية وعلاج وتأهيل والمساهمة كذلك في وضع أنظمة للترصد ولمراقبة العبء الاقتصادي والصحي والاجتماعي الناتج عن مشكلة المخدرات، وأفضل السياسات لخفض الطلب على المواد المخدرة وكذلك وضع وتنفيذ برامج وقاية فاعلة في المجتمع. وأكد الدكتور حمد عبدالله الغافري مدير عام المركز الوطني للتأهيل أن تنظيم الورشة المتخصصة في بناء القدرات الفنية المتخصصة في مجال علاج الإدمان على الكحول والمخدرات، يأتي ضمن استراتيجية المركز في تأهيل الكوادر المواطنة، في هذا المجال، وبناء فريق عمل، متخصص يقدم خدماته، على أعلى مستوى للمراجعين. وتعتبر الورشة، ضمن برنامج عمل متخصص في منهجية التدريب والتعليم والتثقيف، من خلال معهد التدريب التابع للمركز. وأكد أن المركز استطاع أن يجذب شريحة من المواطنين من ذوي الاختصاص في الطب النفسي والاجتماعي، للعمل كمعالجين نفسيين واجتماعيين، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة المواطنين بالمركز إلى 95% من إجمالي المعالجين. وأضاف أن المركز بدأ الدورة الثانية لدبلوم التخصص في الصحة النفسية بالتعاون مع جامعة الإمارات، والكلية الملكية بلندن، وتضم 15 متدرباً معظمهم من المواطنين، مشيراً إلى أن المركز يعكف حالياً على إعداد درجة الماجستير في التمريض المتخصص بالإدمان، بالتعاون مع جامعة أبردين، بالمملكة المتحدة، لاستقطاب الكوادر المواطنة من الذكور والإناث وفتح المجال للترقي الوظيفي والأكاديمي بالمركز، وخصوصاً مع وجود الندرة النسبية في هذا المجال الأكثر تخصصاً. من جانبه أكد الدكتور طارق عبد الجواد مدير إدارة الخدمات العلاجية، بالمركز الوطني للتأهيل، أن تنظيم الورشة يأتي بناء على اتفاقية تم توقيعها مع منظمة الصحة العالمية في جنيف، للتعاون في العديد من المجالات وتضمنت العديد من المحاور من بينها التدريب والتثقيف، وذلك تمهيداً لأن يكون المركز الوطني للتأهيل، المركز الإقليمي المعتمد من جانب منظمة الصحة العالمية، الخاص بعلاج ومكافحة الإدمان، لدول شرق البحر الأبيض المتوسط، وسيقدم خدماته لما يقرب من 25 دولة. وقال إن هذه الورشة تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر البشرية في مجال العلاج والوقاية من الإدمان، وذلك بالاشتراك مع خبراء دوليين من منظمة الصحة العالمية، وتم خلال اليوم الأول الطلاع على السياسات المحلية لكل دولة في مكافحة المخدرات والإدمان، ومناقشة تلك السياسات والإجراءات، والمطلوب منها تمهيداً لرفعه كتوصيات لوزراء الصحة في المنظمة. ومن جانبه أكد الدكتور محمد عمر عبدالله المدير الطبي لمستشفى الأمل في دبي،التابع لوزارة الصحة ، والذي يقدم خدماته للمواطنين والمقيمين في دبيوالإمارات الشمالية، وجانب من سلطنة عمان، أن هناك زيادة في عدد المدمنين سواء من المواطنين أو الجنسيات الأخرى. وأشار إلى أن الوصمة الاجتماعية والخوف من المطاردات الشرطية عاملان معوقان في مواجهة هذه المشكلة التي تؤثر على المريض وأسرته والمجتمع، بالإضافة إلى سهولة الحصول على المخدرات رغم الجهود المبذولة من مختلف الجهات لمحاصرة المخدرات. ودعا الدكتور أسامة آل إبراهيم مدير مستشفى الأمل بجدة إلى التعامل مع المدمنين أو متعاطي المخدرات على أساس أنهم مرضى، لافتاً إلى أن الحكومات الخليجية تولي اهتماما كبيرا في السعي نحو محاصرة واحتواء هذه الظاهرة.