الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأوقاف نظمت ندوة مستجدات الفكر

افتتحت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية أولى جلسات مؤتمر ندوة مستجدات الفكر الإسلامي الثانية عشرة والتي جاءت بعنوان السياسة الشرعية في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والتي رأسها وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح واستهلها الدكتور في كلية الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سعود الصاعدي بقوله:
إن علم السياسة الشرعية من أهم أبواب الفقه في الدين، وفيه ما يحقق للأمة الإسلامية ما يكفل بإذن الله تعالى تحقيق مصالحها العالية في الدنيا والآخرة إن تم العمل به بفقه قوي، ونظر سوي، وإلا أدى إلى ما لا تحمد عواقبه في الدنيا والآخرة.
وأضاف إن السياسة في اللغة مأخوذة من قولهم: 'ساس السلطان، والراعي يسوس سياسته' وهي في الشرع لا تختلف عن معناها في اللغة إذا إنها دالة على قيام الراعي على رعيته بما يصلحها، ويقيم أمرها بالأمر، والنهي، وحسن التدبير، وعلى هذا المعنى دلت السنة، وأقوال الأئمة ففي المتفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ' ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم' فقلت: يا رسول الله، ألا تردها على قواعهد إبراهيم؟ قال: ' لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت'.
واشتمل بعض قول الجوهري على معناها في الشرع، وهي: ما شرعه الله تعالى لعباده من الأحكام عن طريق أنبيائه عليهم السلام. قال الله تعالى في الجاثية ' ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ'.
وعلى هذا فالمقصود بالسياسة الشرعية ما قاله جماعة من أهل العلم في أقواله متقاربة، منها: استصلاح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجي في الدنيا والآخرة.
وبين أن المقصود بالسياسة الشرعية في السيرة النبوية : هو معرفة ما استصلح به النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمته في الدنيا والآخرة، وهذا المعنى مأخوذ من المعاني اللغوية، الشريعة، من عدة أحاديث.
وقال إن السياسة مسلك فقهي مهم لتوجيه الأمة إلى ما يصلح أحوالها، ويحقق مصالحها بما لا يخالف الشريعة الإسلامية، ولها مجالات كثيرة على وجه العموم، ومن أهمها الولاية العامة، وما تشمله من أنواعها، وطبائعها، وأحكامها، وشروط الأئمة، وأنظمتها، وضوابطها، وإدارتها، وغير ذلك في حين تكون العلاقة بين الإمام ورعيته، وما يتعلق بذلك من أحكام البيعة، والخروج، وتحديد سلطة ولي الأمر، وبيان حقوقه، وحقوق رعيته، وكيفية تعامله مع السلطة على ضوء القواعد، والضوابط المقرة لإدارة شؤون الدولة وفق الضوابط الشرعية، وأموال الدولة، وتنظيمها، وما تشمله أحكام الجبايات، وصنوف الأموال التي يليها الأئمة للرعية وأصولها في الكتاب والسنة، وأحكام الفيء ووجوهه وسبله، وأحكام الأرضين في إقطاعها وإحيائها وحماها ومياهها، وأحكام الصدقة وأحكامها وسننها، وتنميتها.
وتابع أما القضاء، وما يتعلق به من أحكام الأسس، والتنظيمات، والدعاوى، والمرافعات، وسائر الإجراءات بالإضافة إلى الجنايات والحدود والعقوبات وما يتعلق بها من أحكام أنواعها، وعقوباتها وتنظيماتها، والامن والسلم مع الأعداء، وما يتعلق به من أحكام الجهاد، والصلح.
وأشار إلى أن أخذ السياسة الشرعية من السيرة النبوية من الأهمية بمكان، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام القاضي، والمفتي الأعلم، وهو صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة، والمناصب الدينية كلها وضعها الله تعالى له.
وغالب تصرفه صلى الله عليه وسلم بالتبليغ، لأن وصف الرسالة غالب عليه، ثم تقع تصرفاته صلى الله عليه وسلم منها: ما يكون بالتبليغ والفتوى إجماعاً كإبلاغ الصلوات. ومنها ما يجمع الناس على أنه بالقضاء كإلزام أداء الديون. ومنها ما يجمع الناس على أنه بالإمامة كإقامة الحدود. ومنها ما يختلف العلماء فيه كإحياء الموات، لتردده بين رتبتين فصاعداً، فمنهم من يغلب عليه رتبة، ومنهم من يغلب عليه أخرى. ثم تصرفاته صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف تختلف آثارها في الشريعة، فكان ما قاله صلى الله عليه وسلم أو فعله على سبيل التبليغ كان ذلك حكماً عاماً على الثقلين إلى يوم القيامة. وكل ما تصرف فيه عليه الصلاة والسلام بوصف الإمامة لا يجوز لأحد أن يقدم عليه إلا بإذن الإمام. وما تصرف فيه صلى الله عليه وسلم بوصف القضاء لا يجوز لأحد أن يقدم عليه إلا بحكم حاكم.
وأوضح أنه قد تبين عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم في بنائهم الدولة الإسلامية، ورعاية شؤونها بالسياسة الشرعية، وفيهم القدوة الحسنة أن المقصود بالسياسة الشرعية في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: معرفة ما استصلح به النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمته في الدنيا، والآخرة. وعلى هذا سار خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم من بعده فالعمل بالسياسة الشرعية المأخوذة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين مهم جداً لإصلاح حال الراعي، والرعية وإن كان للسياسة الشرعية مجالات متعددة، ومنها: الولاية العامة، والأنظمة المحددة لعلاقة الحاكم بالمحكوم، وقوانين إدارة أموال الدولة، والقضاء وما يتعلق به من الأحكام، والتنظيما.
وأشار إلى أن العمل بالسياسة الشرعية حجة، ودليل على كمال الشريعة الإسلامية، وعدلها. ويتنوع العمل بها باختلاف المصالح، والأزمنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم عمل بفقه السياسة الشرعية في مجالات متعددة، كالدعوة إلى الله عموماً، وإلى أركان الإسلام خصوصاً، والجهاد، والجزية، ومع الحربيين، والمعاهدين، والمستأمنين، والبغاة، وفي الحدود، والجنايات، والأطعمة، والأشربة، والألبسة.
وخلص إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالأخذ بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى رضي الله عنهم. والأخذ بفقه ساستهم الشرعية من الأهمية في الدين بمكان، مالخلفاء الراشدين عملوا بفقه السياسة الشرعية في مجالات متعددة في حفظ الشريعة كتاباً وسنة، وفي الأحكام، والحدود، والأموال، ونحو ذلك بما يكفل إقامة الدين، وتحقيق العدل بين الأفراد، والجماعات ولهذا أوصي باستقراء تام لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة أصحابه رضي الله عنهم لاستنباط فقه سياساتهم الشرعية، لأن المجال خصب، وما زالت الكتابة فيه في أوائل مراحلها. والاستفادة من ذلك في بناء الدول، وعلاقاتها الدولية، ومعاهداتها، وبناء ذلك على مصادر التشريع السياسي الإسلامي، وأدلته الأصلية.
ومن جانبه قال الدكتور حسين النجدي أن حكمة الله سبحانه وتعالى أن يخلق آدم وزوجه حواء، وأن يهبطهما إلى الأرض ويبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، ويرسل الرسل، وينزل الكتب، ليبن للناس الشر فيجتنبوه، والخير فيسلكوه، وقد اصطفى الله عزوجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم لرسالته الخاتمة العامة، ليكون هادياً إلى صراط مستقيم، وقد أحاطه سبحانه بعنايته التامة، ووهبه من الصفات ما لم تجتمع في غيره، ولم تبلغ من الكمال في شخص بشر، ما بلغت في شخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكراً وسلوكاً، لتجد من الكمال في شخص بشر، ما بلغت في شخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكراً وسلوكاً، لتجد البشرية الأسوة الكاملة التي تستحق أن تكون المثل الذي يحتذى.
وأضاف إن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم أكمل السياسات وأعدلها، وأحسنها وأتمها، والأخذ بها فيه تحقيق مصالح الدين والدنيا للعباد وتكثيرها، ودرء ما يضرهم في دينهم ودنياهم من المفاسد وتقليلها، ومن هديه صلى الله عليه وسلم نهل الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم فكانوا أسد الأمة فهماً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، شاهدوا التنزيل، وعرفوا التأويل وفهموا مقاصد الشرع، وفقهوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، ما لم يفقهه غيرهم.
لافتاً أن سيرتهم وسياساتهم التطبيق العملي لما فهموه من نصوص الكتاب والسنة، وما شاهدوه من سياسة النبي صلى الله عليه وسلم، وما اكتسبوه من خبرة علمية من خلال عملهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وما اتفق عليه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم، يجب العمل به، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:' ما كان من سنة الخلفاء الراشدين الذين سنوه للمسلمين ولم ينقل أن أحداً من الصحابة خالفهم فيه فهذا لا ريب أنه حجة بل إجماع.
وقال أن الإنسان مدني بطبعه، ومن خلال تعامله مع أنباء مجتمعه وعلاقاته بهم لا بد وأن تترتب على تلك المعاملات والعلاقات حقوق وواجبات متبادلة، وهذا يحتم أن يكون لهم نظام يضبط تصرفاتهم، فإنه لا يسقيم أمر الناس، وتنتظم أمورهم، وتخفظ حقوقهم، ولا ينصف المظلوم من الظالم، وترد الحقو إلى أصحابها، ولا يحرس الدين، إلا بحاكم يقوم برعاية ذلك النظام، ويطبقه على أفراد المجتمع بالعدل والمساواة، والعمل على تحقيق مصالحهم، ودفع المفاسد والشرور عنهم، يقول الله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ).
أما في الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان الكتابات المعاصرة في السياسة الشرعية دراسة نقدية والتي رأسها أستاذ كرسي الفتوى وضوابطها بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية الدكتور سليمان الرحيلي: إن دراسة هذه المرحلة لا بد أن تستند إلى المواد الإعلامية المبعثرة في وسائل الإعلام الجديدة، حيث أصبحت الدراسات العلمية الجادة شحيحة، واتجه الجميع إلى التعبير عن منهاجها وأفكارها ومشاريعها السياسية من خلال البيانات والمقالات والمؤتمرات والمشاركات المتنوعة في برامج التلفاز الحوارية وفي صفحات الانترنت والفس بوك والتغريدات القصيرة.
وأكد إن أهم معالم هذه المرحلة بروز ما يعرف بحركات الإسلام السياسي، وتصدرها الحوادث السياسية بفاعلية وتأثير خاصة في تونس ومصر، مما شجع الباحثين والكتاب على الحديث بإسهاب عن الحركات الإسلامية ومشاريعها السياسية، كما اتجهت تلك الحركات وهي في نشوة النصر والشعور بالقوة إلى الحديث عن نفسها وعن مشروعها الفكري والسياسي بصراحة ووضوح لم تكن تجرأ عليه من قبل.
ومن جانبه قال الدكتور محمد النجدي أن الناظر في واقع المسلمين اليوم يجد الإضطراب الكبير، والاختلاف الكثير، في المناهج والطرق والنظم والسياسات التي تحكمهم، وتسير شؤونهم، فمن نظام ينهج المنهج الديموقراطي الغربي، وآخر ينهج النهج القومي، وآخر يجمع بين الفكر القومي والاشتراكي، ورابع يختار النهج العلماني وغير ذلك من الاتجاهات الفكرية الأرضية البعيدة عن دين الأمة وهدي كتابها وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام وكان من آثار ذلك أن تفرقت الأمة فرقاً وأحزاباً (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)، وصارت تلك الاتجاهات سبباً للولاء والبراء، والحب والبغض، والاجتماع والافتراق.
وأضاف إن من صفات أهل الحل والعقد' العقل والبلوغ و الإسلام و العدالة والاستقامة والعلم و الشوكة والمنعة و الذكورية، ولهذا فالواجب على المسلمين أن يردوا الأمور إلى أهلها المؤهلين بالنظر فيها ولا يستعجلوا ولا يتكلموا بغير علم ولا ملكة لأن في إرجاعها إليهم السلامة في العاقبة وفيه امتثال أمر الشارع الذي أمر بأن يوكل ألأمر إلى أهله.
ومن جانبه قال أستاذ الفقه المقارن المساعد ورئيس قسم الأنظمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد العقيل إن دين الإسلام عقيدة وشريعة ومعاملة وأخلاقاً هو الدين الذي أكمله الله لنا، وأتم الله به نعمته وارتضاه لنا ورضيه قال عزوجل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وإن الشريعة الإسلامية بسياستها الشرعية هي سعادة الناس في الدنيا والآخرة، وقد شملت كل ما يحتاج إليه الفرد والجماعة من أحكام تحكم تصرفاته مع نفسه أو علاقاته مع إخوانه داخل الجماعة المسلمة أو علاقاته مع غيره من الجماعات والدول، وقد امتثل أحكامها السلف الصالح منذ الرعيل الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضي الله عنهم إلى زمننا هذا، وكانوا يتعاملون وفق نصوصها بفهم سلفنا الصالح، واجتهادات الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين، وقد وسعت السياسة الشرعية بتأصيلها المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وشمولها، وفاقت كل النظم القديمة والحديثة في عدالتها وموافقتها للقيم الإنسانية والفطرة السوية.
وأضاف أن العلاقات الدولية في السياسة الشرعية هي: معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بمعاملة المسلمين غيرهم حالي السلم والحرب، في دار الإسلام أو خارجها، أما معنى السياسة الشرعية: فهي قيام الراعي أو ولي الأمر بتدبير أمر الرعية والسعي لإصلاح شؤونها الدنيوية والأخروية بما يصلحها ويدرأ المفاسد عنها بما لا يعارض نصوص الشريعة مبيناً إن تعريف السياسة الشرعية بالمعنى الخاص هي ما صدر عن أولي الأمر، من أحكام وإجراءات منوطة بالمصلحة، فيما لم يرد بشأنه دليل خاص، متعين، دون مخالفة للشريعة.
ومن جانبه قال مدير عام معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية ومركز البحث العلمي الإسلامي في لبنان الدكتور سعد الدين بن محمد الكبي إن الإسلام اشترط شروطاً معينة في أهل الحل والعقد الذين يختارون الحاكم، بينما لا تشترط النظم الوضعية إلا شرط المواطنة، وبلوغ السن القانونية، والعقل، وأن يكون غير محكوم بجنحة أو جناية ومن واجب أهل الحل والعقد نصح الحاكم وتصويبه، وأن ذلك يكون سراً من غير تحريض عليه وكما قارنت مراقبة الحاكم من أهل الحل والعقد، بين الشريعة والنظم الوضعية، وبينت أن المعارضة في النظم الوضعية تنحى منحى سلبياً، فتطالب بإسقاط النظام، ولا تمانع من الجهر بالعداء للحاكم، والتحريض عليه في الشارع والإعلام بينما تنحى الشريعة الإسلامية منحى المعارضة الإيجابية، تتمثل في السعي نحو الإصلاح الذي لا يترتب عليه فساد أو إفساد، ولا تكف المعارضة في الإسلام يدها من طاعة الحاكم فيما أمر به من طاعة الله.
وأضاف ' لقد قرر علماء أهل السنة والجماعة، أن الخروج على الحاكم مشروط بأمرين:
الأول: وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان.
الثاني: القدرة على إزالة الحاكم إزالةً لا يترتب عليها شر أكبر من شر الحاكم.
ومن جانبه قال الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية، بمصر الدكتور عبدالله شاكر إن المتأمل في واقع المسلمين يعتصر قلبه حزناً وأسى على ما وصلت إليه أحوال المسلمين، وخاصة في نظام السياسة والحكم، فهذا نظام يتبع نهج الفكر الديموقراطي الغربي، وذاك يرى الخلاص في الفكر القومي البعثي، وثالث يرفع راية الإشتراكية، ورابع يخلط بين الديمقراطية والاشتراكية والقومية والإسلام، وخامس ينهج منهجاً علمانياً، والكل يدعي وصلاً بالإسلام، وفهماً ثاقباً له.
وأضاف إن صلاح الأمة منوط بأهل الحل والعقد بعد الله سبحانه وتعالى، وأن يدركوا حقيقة المسؤولية وجسامتها، وأن يكونوا عن حسن ظن الأمة بهم، وأن يتقوا الله تعالى فيها، فلا يتركوها تتخطفها الأهواء ودعاة الضلالة، بالإضافة إلى أن الدعاة والعلماء الربانيين الشرعيين هم من يقومون بوظيفة الرسل، وهي هداية الخلق، وهم مطالبون بأن تكون دعوتهم قائمة على منهج النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام، والتابعين لهم بإحسان.
وبهذا تتوحد المناهج الدعوية وتلتقي، وتتقارب أهدافها، بعدما تصفو النفوس والقلوب، لأنها اعتمدت منهجاً واحداً هو المنهج الرباني (القرآن والسنة بفهم سلف الأمة).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.