الحمد لله الذي تفرد بالبقاء وكتب على عباده الموت والفناء وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم الخبير عدة الصابرين وسلوان المصابين والصلاة والسلام على قرة العين محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.. فقد فقدت جامعة الكويت ووزارة الأوقاف بل والعالم الإسلامي بالأمس العالم الأصولي د. حسنين محمود حسنين عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت، الخبير بالموسوعة الفقهية وعضو هيئة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، ذاك العالم الأصولي المحقق ، المتسم بالدقة والتحرير، والتواضع والحكمة توفاه الله عن عمر يناهز 75 عاما. مصري ، من مواليد القاهرة 1938م ، حصل على مرتبة الشرف الثانية – الليسانس من كلية الشريعة في جامعة الأزهر 1966، وحصل على درجة الماجستير عام 1968، كما حصل على مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبع رسالة الدكتوراه من جامعة الأزهر عام 1974 عمل-رحمه الله- معيداً ومدرساً مساعداً في جامعة الأزهر 1966، 1986، ومدرسة جامعة الأزهر 1974، ثم أستاذاً في جامعة الإمارات 1989، ثم انتقل إلى كلية شرطة دبي 1990، ثم انتقل إلى جامعة الكويت أستاذاً 1992، ثم عُين فيها رئيساً لقسم الفقه والأصول 1994 شارك –رحمه الله- في العديد من المؤتمرات في دولة الإماراتوالكويت وسوريا، وأشرف على عدد من الرسائل العلمية بجامعة الكويت كما قام بمناقشة العديد منها.وعين كرئيس تحرير لمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بمجلس النشر العلمي بجامعة الكويت للشيخ بحوث وكتب في مباحث الاستنباط والأدلة والعلة ككتاب تفسير النصوص و كتاب القواعد القواعد الأصولية الأصولية وأثرها في حكم الربا ،و كتاب مصادر التشريع الإسلامي ، و كتاب بحوث في الأدلة المختلف فيها ، وكتاب مباحث الحكم عند الأصوليين و كتاب العرف والعادة بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي ، وغيرها من البحوث والكتب أفضاله علينا كثيره كان ضعيف السمع لكنه قوي الحجة والمناقشة وحب العلم ، درست عنده في المرحلة الجامعية والماجستير كنت أستشيره في مسألة فيعطيني من وقته الكثير ثم يتصل علي بنفسه ليضيف ما ظهر له، عالي الهمة قال لي مره ما سبب غيابك يا ابنتي فقلت كان زفافي بالأمس فقال والله يا ابنتي توفى ابني ودفنته بيدي وحضرت محاضراتي بنفس اليوم!! اللهم إنا نحسبه كان على خير وقد انتفعنا ومازلنا ننتفع بملخصاته ومحاضراته المسجلة ففرج يارب كربتنا بفقد شيخنا، وآجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها. يقول الشاعر: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهم في الناس أموات هذه هي أحوال الدنيا الناس فيها عرضةً لكلّ نابئة و مصيبة وإنّ أخوف ما يخافه الصالحون إنّما هو خلو ساحة الحياة من حملة العلم الحقيقيين الذين يبلغون رسالة الله ولا يخشون أحدًا غيره كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: " مالي أرى علماؤكم يذهبون وجّها لكم لا يتعلّمون، تعلّموا قبل أن يُرفع العلم فإنّ رفع العلم ذهاب العلماء إن أمتنا الإسلامية تترقب منك يا أخي صحوة وهمة تتوقد في قلبك لتغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس ترفع بها الجهل عن نفسك وعن غيرك بأن تزاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف ، وعلى قدر المئونة تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز. فخذ لك ياأخي زادين من سيرةٍ ومن عملٍ صالح يُدّخر .. وكن في الطريق عفيف الخُطا شريف السماع كريم النظر .. وكن رجلاً إن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين. آلاء عادل العبيد