يواجه قطاع الجمعيات التعاونية مجموعة من التحديات التي تقلص دورها الاجتماعي الرئيسي المتمثل في توفير سلع استهلاكية بأسعار مناسبة، خصوصاً بعد أن خضعت إلى مبدأ المنافسة مع محال البيع التجارية الأخرى، وسعيها إلى تحقيق المكاسب المالية. وفي الوقت الذي تتركز فيه أهداف الجمعيات التعاونية على الجوانب الاجتماعية، ومطالبتها بلعب دور قيادي في الحد من ارتفاع الغلاء ومكافحة أي عمليات احتكار أو تحكم في الأسعار، فإنها تجد نفسها مطالبة من قبل مساهميها بتحقيق أرباح نقدية متنامية، تتمكن عبرها من منافسة منافذ البيع التجارية الأخرى بالدولة، والتي انتشرت بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، ما يجعلها تواجه صعوبات إضافية في القيام بدورها الأساسي. يثير ذلك انتقادات الكثير من المستهلكين، الذين أكد عدد منهم أنهم لم يعودوا يلمسون فرقاً في الأسعار بين السلع لدى الجمعيات التعاونية وبين المحال التجارية الأخرى، بل إن بعض المحال التقليدية توفر أسعاراً أفضل من الجمعيات في الكثير من الأحيان، مشيرين إلى أنهم لا يلمسون أي مميزات حقيقية للجمعيات ولا يرون دوراً اجتماعياً لها. وفي نفس الوقت يدافع مسؤولون في التعاونيات عن دور الجمعيات في حماية المستهلكين، مشيرين إلى أنها تلعب دوراً مهماً في ضبط إيقاع الأسواق، والحد من رفع الأسعار، وتوفير بدائل متعددة بأسعار جيدة أمام المستهلكين، مؤكدين أن اتجاه الجمعيات إلى تحقيق الأرباح المالية يمثل أمراً طبيعياً، ولا يتنافى مع الدور الذي تقوم به في حماية المستهلكين والأسواق. ويؤكدون أن العائد على المشتريات الذي توزعه الجمعيات سنوياً على حملة الأسهم يمثل أهم الميزات التي تنفرد بها الجمعيات عن غيرها في القطاع الاستهلاكي، إلا أن المطلب الرئيسي يتمثل في فتح الحد الأقصى السنوي لعمليات الشراء وهو النظام المعمول به حالياً. دون المقبول ويقول الباحث الاجتماعي راشد المهيري إن دور الجمعيات التعاونية الإستهلاكية ما زال دون المقبول، فيما يتعلق بالتنافسية في أسعار السلع، بل أحياناً يكون السعر خارج الجمعيات أفضل، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه أن يقلل من ولاء المستهلكين للجمعيات. وأضاف: "دور التعاونيات المجتمعي لا نلمسه بشكل مباشر في المناطق التي نعيش فيها، وفي محيط الجمعية التي تقع في نطاق مسكني، وقد يقول مسؤولو الجمعيات إن هناك خدمات مجتمعية، ولكنها قد تكون تحت رعاية جهات أخرى، ويصبح الأمر بحاجة لإبراز هذه الأدوار من خلال خدمات مباشرة". ... المزيد