محاربة الأدوية المزورة في الأوطان العربية ستؤدي إلى مجتمع صحي سليم * عمر: ارتفاع نسبة التزوير الدوائي بشكل كبير على مستوى العالم والنسبة بالكويت ضعيفة بالمقارنة بالنسب العالمية حنان عبدالمعبود أوضح وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله ان دور وزارة الصحة في تعقب السلع المزيفة دور فني، وأن هذه القضية تحتاج الى تعاون عدة جهات منها الجهات التي ترصد وتتلقى البلاغات، والجمارك التي تعد خط الدفاع الاول في استيراد الادوية وكذلك ادارة التفتيش بالصحة ممن يقومون بمتابعة الحقيقة، مشددا على اهمية التنسيق بين هذه الجهات وانه من العوامل التي يتم العمل على تدعيمها وتطويرها، بالاضافة الى تبادل المعلومات ما بين دول المنطقة سواء في مجلس التعاون او الدول العربية للتعرف على احدث انواع الغش. جاء ذلك في تصريح للعبدالله على هامش افتتاحه امس مؤتمر الكويت لمكافحة تزوير الصناعات الدوائية، نائبا عن صاحب السمو الامير، وقال في كلمة ألقاها خلال المؤتمر«ان المؤتمر يعد محاولة جادة للقضاء على ظاهرة الغش الدوائي، وتغليظ العقوبة احد اهم عوامل القضاء على هذه الظاهرة، مشيرا الى ان محاور المؤتمر تتناول دراسة النظم والتجارب العربية والعالمية التي سيلقيها الخبراء والعلماء والباحثون، موضحا انهم يملكون اوراق عمل ستعمل على محاربة آفة الادوية المغشوشة والمزورة، مشددا على اهمية الاستفادة من السلبيات التي مرت بها العديد من دول العالم. وأضاف ان الحكومة وعلى رأسها صاحب السمو الامير تولي القطاع الصحي كل الاهتمام والعناية بهدف تقديم رعاية صحية عالية الجودة، حيث لا يتحمل المواطن منها اي كلفة او عناء، مبينا ان المخصصات السنوية التي يتم ادراجها ضمن ميزانية الدولة لهذا القطاع هي خير دليل على حجم العناية والاهتمام، ولفت الى ان التزوير في الصناعات الدوائية والطبية يؤثر سلبيا على صحة افراد المجتمع وعلى اقتصاديات الدول، مبينا اهمية تعاون وزارات الصحة الخليجية والعربية والتصدي ومحاربة التزوير والحد من تضخمه، مؤكدا ان المؤتمر سيتم من خلاله الاستفادة من تجارب الدول المشاركة فيه. وأردف العبدالله «ان محاربة الادوية المزورة في الاوطان العربية سيؤدي الى مجتمع صحي سليم والى انخفاض كلفة العلاج المرتبط بالرعاية الصحية في المؤسسات والشركات العاملة في تنمية المجتمع الخليجي والعربي، مشيرا الى ان الرعاية الصحية اصبحت ذات كلفة عالية، حيث تنفق عليها الدول جزء كبير من مواردها نظرا لاهميتها. وقال انه تم ربط ذلك بالجودة والانتاجية للحد من الهدر مع الاستفادة من الموارد المتاحة، مشددا على ضرورة تطوير وتنمية القطاع الحكومي ورفع جودته، لمحاربة التزييف في الصناعات الدوائية والطبية، مبينا ان وزارة الصحة لا تألو جهدا في تنظيم المؤتمرات والفعاليات العلمية والصحية لأهميتها وتماشيا مع حرص القيادة الحكيمة على اعطاء هذا الموضوع الدراسات الكافية للوصول الى توصيات يمكن تطبيقها على ارض الواقع. ومن جانبه أكد وكيل وزارة الصحة لشؤون الادوية والمستحضرات الطبية د.عمر السيد عمر ارتفاع نسبة التزوير الدوائي بشكل كبير على مستوى العالم، الا ان النسبة بالكويت تعد ضعيفة جدا بالمقارنة مع النسب العالمية، مشيرا الى ان الغش الدوائي يتسبب في اضرارا بالغة للمرضى وشركات الادوية والمجتمع ككل، ويتم التسويق له بصور عدة ابرزها في الوقت الحالي التسويق الالكتروني وهو المعضلة الكبرى التي تواجه الجميع حاليا، موضحا ان الدواء المزور هو منتج مزور لدواء موجود اصلا على شكل صيدلاني «كالحبوب والكبسول والشراب وغيرها»، مبينا ان الادوية المزورة باتت مشكلة عامة في جميع دول العالم، وتمثل اكثر من 10% من انتاج الادوية المبيعة سنويا، اي بمقدار 75 مليار دولار سنويا. وقال عمر، ان محور المؤتمر يشتمل على مكافحة التزوير في الصناعات الدوائية، عن طريق رفع مستوى الوعي بالمشكلة بين الوسط الطبي والمريض، وتعزيز فرض قوانين وطنية ذات صلة بالموضوع، وتحسين التعاون الدولي وابتكار حلول تقنية مبتكرة، بما في ذلك التصنيف الالكتروني لمتابعة الدواء المزيف. وقال وكيل وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية صلاح بن فهد، ان هذا المؤتمر تدعمه المملكة العربية السعودية وتشجع القائمين عليه، ويدعو للتضافر بين القطاعات الحكومية، مبينا دور هذه القطاع الحكومي وادارات الجمارك وادارات الغذاء والدواء، مشيرا الى ان الغش الدوائي اصبح مستفحلا وسبب العديد من المشاكل للمرضى، والتي تؤدي الى الموت احيانا. وأضاف ان المؤتمر سيصدر توصيات بعقد لقاءات دورية وتكون هناك تعاميم فيما يتعلق بالغش الدوائي ووضع اللوائح والاقتراحات للقوانين الخاصة بهذا الشأن، لافتا الى ان الجميع مطالب بشراء الادوية من الجهات المعنية الرسمية، مبينا ان بعض الادوية قد تنتشر وتستهدف دول الخليج، مثمنا جهود جميع القائمين على هذا المؤتمر وعلى رأسهم الرعاية السامية من قبل صاحب السمو الامير. ومن جهته اشار رئيس الاتحاد العربي لمكافحة تزييف الادوية مطلق العتيبي، الى ان المؤتمر يأتي لمكافحة التزوير ومحاربته وفيه مشاركة واسعة من قبل الخبراء والهيئات الدولية، مبينا ان منظمة الصحة العالمية حذرت من تفاقم ظاهرة التزوير في الادوية على مستوى العالم وخطورتها على صحة الانسان والشركات المصنعة للادوية ذات الجودة العالية، وقال «ان دور الاتحاد يأتي في تشكيل لجان دائمة لمحاربة ظاهرة الادوية المغشوشة وتبادل الخبرات بين الاعضاء، مؤكدا اهمية عقد مثل هذه اللقاءات والاجتماعات على المستوى العربي والدولي لمحاربة هذه الظاهرة. بدورها قالت مدير ادرة الصحة والمساعدات الانسانية ومسؤول الامانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب ليلى نجم، ان جامعة الدول العربية تولي اهتماما بالغا بتطوير وتحسين مستوى الرعاية الصحية في الدول العربية باعتبارها ركيزة المنظومة الصحية، مشيرة الى انه سعيا لرفع مستوى الخدمات الصحية، دعا الاعلان الصادر عن القمة العربية الاقتصادية والتنموية التي عقدت على ارض الكويت في يناير 2009 الى التنسيق والتكامل بين الشركات المنتجة للدواء في الوطن العربي في اطار استراتيجية واضحة للتصنيع الدوائي العربي واعتباره احد مقومات الأمن القومي. واضافت ولكون قضية الدواء قضية متعددة الابعاد، شاركت نخبة من القانونيين والفنيين والعاملين في مجال التصنيع الدوائي في الدول العربية عام 2010 اعضاء لجنة التشريعات الصحية باعداد القانون الاسترشادي الخاص بتزوير وتهريب الدواء تم اقراره من مجلس الوزراء الصحة العرب في الدورة 35 التي عقدت في العاصمة بيروت بلبنان عام 2011، كما اهتم مجلس وزراء الصحة العرب بتوحيد اجراءات تسجيل الدواء منذ 2004، وتابعت احيي حراس الامن الدوائي، انهم الصيادلة والعاملين في مجال الصناعات الدوائية، واوكد ان جميع كفاءات وخبرات العالم العربي تستطيع ان تضع ملامح مشروع عربي له مردود اقتصادي واجتماعي، مشروع لا يعني فقط مكافحة التزوير، ولكن بالشأن الدوائي ككل، كما أؤكد ان هناك دورا مهما يلعبه الاعلام في ازكاء الوعي المجتمعي بخطورة هذه الآفة وادعوه الى التعاون مع الجهات العلمية المعنية لنقل المعلومات الدقيقة حوله. ومن جانبه قال المدير العام للخليج العربي للشرق المتوسط لشركة فايزر د.زيدان ابوعيسى انه سيتطرق خلال محاضرة علمية عن سلامة توصيل الدواء للمريض وطريق الدواء من المصنع للموزع للصيدلي وأخيرا المريض، لافتا الى ان سلامة وصول الدواء للمريض تحتاج لخط آمن حيث تنتهي مشكلة تزوير الدواء مبينا انه يتطرق لمواقع الخطورة وكيفية الحلول مبينا ان الخوف ليس من المصنع او المورد كونهم لن يجرؤوا على اي تزوير لافتا الى ان النقطة الاهم هي وجود موزعين خط ثان كما يجب شراء الدواء من الموزع الاصلي وعدم شراء الدواء بين المستهلكين لافتا الى خطورة الادوية المزورة كخطورة الاموال المزورة كما سنركز على توعية المريض والصيدلي.