الإنسان (اليوم) مثل الآلة، يستنتج المعلومات حسب الظروف المحيطة، ويأتي بنتيجة مثبّتة وتُعتبر حقيقة (لا مناص).. لأضعكم معي في الصورة .. عليكم قراءة التّالي (بِتَأنٍّ).. * تصوّروا أنْ رجلًا كان يمشي في مسار يرتاده الذكور والإناث.. ويجاورهم رجل يحمل (كاميرا رقميّة) فوتوغرافية .. تلتقط (لحظة) دون بقيّة اللحظات . وتُعتبر بصمة سرقت الواقِع بلا كذب! ولا جدال. وفجأة ذهبت عينا رجُل يمشي (صوب) مَرْكَز مِحوري وحسّاس لدى (امرأة) كانت تمضي بِجواره أيضًا وكلّ ذلك حدث في (250 ميلي ثانية) وربما أقلّ من ذلِك. فحامِل العدسة إلتقط (النظرة) وأصبحت شيئًا موثّق.. يُمكن لمن يراها أن يصدر حُكم يقول ذلك الرّجل (غير مُهذَّب) وتمت وِلادة حُكم في لحظتها . ** الأحكام على الآخرين اليوم تأتي بهذهِ الصّورة والطريقة المكتوبة أعلاه (حسب وجهة نظري) أي أن الدّليل يكون محلّ شك ويأتي موافقًا لهوى النّفس فقط، وبعيد عن الحقيقة الناتجة عن غياب الوعي والإدراك، ومثال الرجل وحامل العدسة للإيضاح وليس (للحصر). ** نحنُ كبشر أحيانًا تسقط أبصارنا على أشياء (لم) نقصد النظر إليها وبالتّالي كيف يكون التّفسير (المتسرِّع) منطقي هُنا.. ؟! ** يُقال أن الكاميرا لا تكذب وإنما تلتقط (ما تراه) فقط دون خِداع، هذا يُفسّر أن العدسة مُجرّد ناقِل للحدث وليس من شأنها تأويل المشهد فإذن - كانت الصُّورة إلتقاطة عابِرة لنظرة كانت (اجتياز) دون تَبَصُّر . ** من عادات بنو الإنسان حَمْل صُور التقطها غيرهم بمعنى (يأتون) بتصورات سلوكية عن آخرين من خلال عدسات الغرباء، وذلك أمر (شائع) وخاطئ قطعيًّا . ** بعض ما نراه (أمامنا) غالبًا لا نقصد النظر إليه بإمعان، وإنما تسقط أبصارنا عليه لأنه موجود فقط .. فمثلا عندما يفكّر شخص بصوتٍ عال وآخر بالجوار يسمعه فيقول له (ماذا قلت؟) فنلاحظ بأنه قصد التفكير ولم يقصد تحويل وشوشته لمادة صوتيّة يستوعبها غيره. ** يمكننا (استنتاج) التالي: لا يعرف القصد سوِى صاحبه .. وأحكام الآخرين ماهي إلا بناء دون أساس لها أهداف معيّنة بِغَضّ النظر إن كانت سلبيّة أو إيجابيّة. جمال حسن – جازان