د. عائشة عباس نتو أصبحت أزمة الشباب الباحثين عن عمل من أجل حياة كريمة في بلادي مشكلة حقيقية.. بل إنها أزمة اجتماعية اقتصادية، ليس لأن أبناءنا لا يرغبون في الأعمال المهنية، بل لأنانية بعض أصحاب منشآت القطاع الخاص الكبرى التي لا تفتح أبوابها كما يجب لنمو متوازن -مع نمو منشآتهم- لهؤلاء الشباب، فتظل تلك المنشآت عاجزة عن تبنِّي سياسة واضحة متوسطة وطويلة الأجل، تغطيها سواتر ترابية لا تخلق فرص حقيقية لإيجاد وظائف تناسبهم. من حق شبابنا أن يطالب بحقّه في العيش الكريم من خلال عمل يرضاه في هذه المنشآت العملاقة، لكنهم حوّلوا طموحات شبابنا إلى سجنٍ كبيرٍ بلا سياج، بتدنِّي رواتبهم وحقوقهم، ويلومونهم بالعزوف عن الوظائف المهنية، ويتّهمونهم بأنهم كائنات تستهلك ولا تنتج. ثمة سببان يمكن رصدهما باعتبارهما الخطوط العريضة لمثل هذه المفارقة، الأول منهما: علينا إيجاد بدائل ترتقي بهم لتكون قواسم مشتركة يصحُّ بها توصيف أبنائنا دون الدخول في أنفاق التصنيف أو الاتكاء على مفاهيمَ جامدة.. فالواقع يقول: إن هناك نخبة من الشباب تعلَّموا وتدرَّبوا وحسَّنوا من مستواهم بإرادتهم، ولكنهم يعانون من السدود المفتعلة التي يقيمها بعض أصحاب المنشآت الخاصة.. وثاني السببين يكمن في إيجاد أنظمة للنقابات المهنية، بالمعنى الذي يتصل معها بالمهنة ومجال العمل.. لابد من الترابط بين الاثنين، بين المعرفة من جانب والمهنة من جانب آخر، في تكوين نقابات عمالية لرفع الأجور وتطوير المهن، دورنا أن نعطي هذه المشكلة الحجم الفعلي والحقيقي، وعدم التعامل معها على أنها «حكاوى» هامشية. وهكذا.. علينا احترام طموحات الأجيال الشابة، وأن لا نعاملهم بالمسطرة، فالمسطرة تصلح لقياس الأرقام لا لتجميد الأحلام، فلم يعد المنبر الخطابي الوعظي الوسيط الأوحد بيننا وبين الشباب، بل علينا أن نلامس جيوبهم وأحلامهم، وحقوق المهنة والأجور خير رافد لهذا التوجه. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain