على الرغم من المناشدة التي سجلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللغة الإنجليزية للترويج لمدينة ايكاترنبيرغ كي يتم اختيارها لاستضافة إكسبو 2020، إلا ان هذه المدينة التي تعتبر رابع اكبر مدينة في روسيا، خسرت المنافسة في الجولة الثالثة أمام دبي التي فازت ب 116 صوتاً في حين أن ايكاترنبيرغ فازت ب 47 صوتاً، وتم استبعاد المنافسين الآخرين وهما أزمير التركية وساو باولو البرازيلية في الجولتين الأولى والثانية. وتردد صدى هذه الخسارة في كل انحاء روسيا الرسمية التي رأت أن هذه المحاولة من أولويات الحكومة، وأنها شكلت ضربة قوية لبوتين. وكان منظمو ترشيح المدينة قد نقلوا الصحافيين في رحلات عدة اليها، كما انهم قدموا خططاً باهرة حول بناء 103 أجنحة من اجل الحدث الذي يستمر ستة اشهر، إضافة الى شقق سكنية للمشاركين، التي سيتم تحويلها الى شقق سكنية خاصة في ما بعد. ولم يصدر عن بوتين، الذي ساعد أسلوبه العملي في الفوز باستضافة الدورة الأولمبية الشتوية عام 2014 وكأس العالم عام 2018، أية تعليقات على خسارة استضافة إكسبو. ولكن حاكم مدينة سفيردلوفسك يفجيني كويفاشيف الذي تنتمي ايكاترنبيرغ الى منطقته، أعلن عن خيبة أمله. وشدد على أن ايكاترنبيرغ واجهت منافسة قوية جداً من مدينة دبي، وهي المدينة العالمية، التي خصصت نحو 8.4 مليارات للحدث. وقال كويفاشيف «لم يكن خصومنا من النوع السهل، ونحن نتشرف بأننا تنافسنا معهم»، مضيفاً ان مدينته يمكن ان تنافس في المستقبل. وحالما انطلقت الألعاب النارية في سماء دبي لتضيء المدينة، وعد حاكمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأنه سيقوم بتنظيم معرض إكسبو يمكن «أن يذهل العالم»، وأضاف سموه في تصريح نقلته رويترز «إكسبو دبي 2020 سينفث حياة جديدة في الدور القديم للشرق الأوسط، كبوتقة تصهر كل الثقافات والإبداع». وسيكون إكسبو دبي أول معرض من نوعه تنظمه مدينة في الشرق الأوسط منذ نحو 150 عاماً. والجدير بالذكر أن حديث بوتين بالإنجليزية الذي يروج لإكسبو في روسيا، والذي نشر على موقع الكرملين لم يكن له تأثير يذكر. وكان بوتين يبدو متوتراً وهو يحاول لفظ الكلمات بصورة صحيحة، ووصفت ال«واشنطن بوست» لغة بوتين الإنجليزية بأنها «ركيكة» نوعاً ما، وأن اعلانه الترويجي لإكسبو روسيا الذي ظهر به كان تأثيره سلبياً في شخصيته، التي طالما بدت قوية وثابتة، لدى ظهوره في الإعلام. ومن المعروف أن بوتين يتحدث الألمانية بطلاقة، بعد أن عمل ضابطاً لجهاز الاستخبارات «كي جي بي» في ألمانيا الشرقية، خلال الثمانيات من القرن الماضي، ولكنه على الرغم من أنه اخذ دروساً في الكرملين باللغة الإنجليزية، الا انه نادراً ما كان يتحدث الانجليزية في العلن، إلا في حالات قليلة مثل عام 2007 عندما القى خطاباً، خلال محاولة روسيا استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014، حيث نطق الانجليزية بلكنة ألمانية واضحة، وتحولت لكنته الى الفرنسية في النهاية. وأما سكان مدينة ايكاترنبيرغ، فقد وجد بعضهم السخرية في خسارة استضافة اكسبو، فقد ذكرت وسائل الإعلام أن أحد مستشاري الرئيس أطلق على ابنته المولودة الجديدة اسم ايكاترنبيرغ تكريماً للمدينة، واملاً بالفوز في محاولة استضافة المدينة، ولكن بعد خسارة روسيا وفوز دبي، كتب البعض على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) «للأسف، من المؤكد أن المستشار موجود الآن في مكتب السجل المدني ليغير اسم ابنته ويطلق عليها اسم دبي».