عُقد في الباحة يوم الثلاثاء الماضي ملتقى الباحة الإعلامي، الذي شارك فيه عدد كبير من رجال الإعلام في السعودية. ومن أبرز أهداف إقامة الملتقى في الباحة الاستفادة منه في تسليط الضوء على المنطقة إعلامياً؛ إذ إنها لم تستطع أن تساير النمو الذي تشهده بلادنا في شتى المجالات، وبقيت تتذيل الترتيب التنموي، ويرى أبناء المنطقة أن الإعلام يمكن أن يكون أحد الحلول التي من خلالها يتم نقل احتياجاتها إلى مواقع صنع القرار. وفي اعتقادي أن الإعلام ليس إلا وسيلة لإيصال صوت المواطن إلى المسؤول، أما الجوانب الأخرى فهي مسؤولية الجهات الحكومية ذات العلاقة. فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً والباحة لم تظفر بأي مشروع تنموي أو غير تنموي سوى افتتاح الجامعة، والحمد لله لم يبقَ في بلادنا منطقة أو محافظة إلا وفيها جامعة أو فرع لجامعة، والمشروع الآخر ازدواجية الطريق الذي يربط بينها وبين الطائف، الذي لم يكتمل حتى يومنا هذا، رغم افتتاحه من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - عند زيارته للباحة منذ سنوات، إضافة إلى بعض المشاريع الصغيرة التي لم تُضِف شيئاً، ومنها الطريق الدائري الذي أطلق عليه بعض المواطنين (دائري الفساد). لقد أبهرت المنطقة المشاركين في الملتقى بطبيعتها، بل إن بعضهم لم يتوقعها بتلك المناظر الخلابة؛ فهم يزورونها لأول مرة، لكنهم استغربوا الهدوء الذي يخيم عليها؛ فجميع مدن السعودية تشهد حركة لا تسكن ليلاً أو نهاراً بإقامة مشاريع مختلفة إلا الباحة، وكأنها تبحث عن الراحة بعيداً عن صخب معدات الشركات الكبيرة. لقد تمنيت كغيري من أبناء المنطقة أن يكون هذا الملتقى جمعاً بين رجال الإعلام والأعمال للبحث عن الحلول اللازمة للارتقاء بالمنطقة، التي لو تم دعمها من الجميع لتربعت على عرش المناطق السياحية؛ فالمقومات السياحية غير موجودة فيها، ولا يوجد فيها حالياً إلا الطبيعة وشقق مفروشة، لا ترتقي بعضها إلى مستوى طموح المصطافين من داخل السعودية أو من دول مجلس التعاون، الذين جاؤوا للبحث عن الراحة النفسية والجسدية، حتى أن البعض ممن زاروا الباحة عاد أدراجه إلى الطائف، أو واصل سفره إلى أبها، بعد أن فَقَد الراحة التي كان ينشدها في تلك الشقق المتواضعة نظافة وتأثيثاً. رسالة إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان: الباحة في حاجة إلى دعمكما القوي والشجاع؛ للوصول إلى ما يطمح إليه أبناء المنطقة بوجه خاص وزوارها بشكل عام، وثقة الجميع في سموكما كبيرة، ولا حدود لها، ومتفائلون بأن القادم أحلى بإذن الله تعالى.